الكاظمي يسدل الستار على قضية «المغيبين السنة» في العراق

محمود سعيد
الحشد الشعبي

رؤية – محمود سعيد

مأساة عمرها سنوات في العراق، الآلاف من العرب السنة منهم الأطفال والشيوخ خطفوا على أيدي الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشيعية أأثناء المعارك ضد تنظيم داعش.

ووعود رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ذهبت أدراج الرياح، بل بات يخير زعماء للسنة في العراق بأن عليهم نسيان تلك القضية، الكاظمي أخبر رئيس البرلمان العراقي الأسبق محمود المشهداني والسياسي السني حامد المطلك بأن عليهم أن ينسوا “المغيبين” .

هكذا بكل بساطة يريد الكاظمي للملايين من سنة العراق أن ينسوا بني جلدتهم الذين قتل الآلاف منهم وزج بالآخرين في سجون سرية يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني.

وبالتأكيد فإن تجاهل الحكومة العراقية للمحافظات السنية والرغبة الجامحة في تطبيق فكرة الدكتاتورية على العرب السنة من الأسباب الرئيسية التي دفعت القوى السياسية للمضي نحو تأسيس الإقليم السني، والمتأمل لما يجري في المحافظات العراقية ذات الأغلبية السنية من تهجير وتغيير ديموغرافي ممنهج واختراق إيراني عسكري، لا بد أن يشعر بالخطر العظيم الذي يهدد العراق.

شهادات مروعة

رئيس البرلمان الأسبق محمود المشهداني قال إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أبلغ مجموعة من القيادات السنية في العراق بمعلومات كارثية عن المغيبين الذين تم اختطافهم خلال العمليات العسكرية 2015، وأضاف: “على الكاظمي أن يبلغ العوائل بشكل رسمي، وهو يعرف الجهات التي غيبتهم!”.

وأشار بحث منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية، مقرها نيويورك، نشر عام 2018 إلى أن مجموعات قوات الحشد الشعبي استهدفت رجالاً من بعض العائلات التي عاشت تحت سيطرة داعش بالاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري، بما في ذلك سكان جرف الصخر، التي فر سكانها من منازلهم في تشرين الأول/ أكتوبر 2014.

كما طالبت منظمة العفو الدولية بضرورة الكشف عن مصير 643 مفقوداً في العراق اختفت آثارهم قبل خمس سنوات خلال عملية للحشد الشعبي لاستعادة مدينة الفلوجة من تنظيم الدولة، وأشارت المنظمة في تقريرها أنه في 3 يونيو/حزيران عام 2016، قام مسلحون يرتدون زي الحشد الشعبي بتوقيف ما يقارب 1300 رجل وشاب، بينما كان آلاف المدنيين يفرون من المعارك، وتم نقل ما لا يقل عن 643 منهم في شاحنات كبيرة، وهم حتى الآن مفقودون.

https://mobile.twitter.com/amsiiraq/status/1400870812723384323

السجون السرية

ولعل القضية الأبرز التي فشل الكاظمي في علاجها كذلك، هي قضية منطقة جرف الصخر السنية، التي هجّرت الميليشيات الموالية لإيران منها 200 ألف سني، وترفض عودتهم لها منذ سنوات بحجج واهية، حي ترفض الفصائل الشيعية المسلحة، وبعض الكتل التابعة لها في البرلمان ذلك، وكان النائب السابق عن تحالف القوى العراقية أحمد السلماني قد اتهم فصيلًا تابعًا لمليشيات “حزب الله العراق” باعتقال 1400 مواطن في معبر الرزازة، واحتجازهم في منطقة جرف الصخر.

الكاظمي يعلم أن قضية جرف الصخر مفصلية لبيان هيبته، وإلا سيكون مثله مثل عبدالمهدي والعبّادي أمام العراقيين، وكما تعاني جرف الصخر وهي التي تقع جنوبي بغداد، تعاني كذلك مناطق يثرب والعوجة والعويسات ومجمع الفوسفات، وإبراهيم بن علي، ومناطق أخرى غربي البلاد وأخرى شمال البلاد.

ربما يعجبك أيضا