«مجموعة السبع» مليار جرعة لقاح لـ«فقراء العالم».. والقادة يبحثون عن اقتصاد عادل

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – انطلقت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى “G7″، في منتجع كورنوال غربي إنجلترا، اليوم الجمعة، وسط تأكيد من قادة الدول الكبرى على وحدتهم في مواجهة الأزمات العالمية، والعمل على تحقيق مزيد من المساواة في العالم، تعزيز تعهداتهم بالتعددية والعمل مع الحلفاء والشركاء لبناء اقتصاد عالمي أكثر عدالة وشمولا، معلنين توزيع مليار جرع لقاح لوباء كورونا على الدول الفقيرة.

“التعافي الاقتصادي”

قادة “G7″، أكدوا تصميهم على مواجهة الأزمات التي يعاني منها العالم، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا، وتداعياته الكبيرة على أغلب القطاعات الاقتصادية، مما أدى إلى خسائر كبيرة سواء للدول أو الأفراد مستمرة منذ العام الماضي.

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أكد في بداية الاجتماع أن «مجموعة السبع موحدة في رؤيتها بشأن تغير المناخ وأيضًا الاقتصاد»، مضيفًا أن قادة المجموعة مجمعون على “السماح للاقتصاد بالتعافي بعد أزمة كورونا”، وأن الدول تريد أن تجعل الحياة الاقتصادية أكثر عدالة.

وأشار جونسون إلى “فرصة هائلة” لبدء التعافي من أزمة كورونا، وضرورة تحقيق مزيد من المساواة في العالم مستقبلا، مضيفا: “علينا التأكد عندما نتعافى بأن نتقدّم ونعيد البناء بشكل أفضل.. لدينا فرصة هائلة للقيام بذلك كمجموعة السبع”.

“اقتصاد عادل”

ولفت إلى أن قمة المجموعة الجارية حاليا فرصة للاستفادة من دروس جائحة فيروس كورونا وضمان ألا يكرروا الأخطاء التي وقعت خلالها، قائلا: “أرى أنه من الضروري حقا عقد هذا الاجتماع لأننا نحتاج إلى ضمان أن نستفيد من دروس الجائحة، نحن بحاجة إلى ضمان ألا نكرر بعض الأخطاء التي لا شك ارتكبناها خلال الثمانية عشر شهرا الماضية أو نحوها”.

قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إنه حان الوقت “لبدء العمل” خلال قمة قادة دول مجموعة السبع الكبرى في كورنوال، مردفا: “أتطلع إلى تعزيز تعهدنا بالتعددية والعمل مع حلفائنا وشركائنا لبناء اقتصاد عالمي أكثر عدالة وشمولا”.

“مليار جرعة لقاح”

وفي ظل الحديث والانتقادات التي لاحقت الدول الغنية بسبب عدم مساعداتها الدول الفقيرة في الحصول على لقاحات فيروس كورونا، وتحذير منظمات إنسانية من أن الوضع الراهن يؤدي إلى “فصل عنصري على أساس اللقاحات”، خرجت التصريحات من القمة بإعلان تأمين مليار جرعة على الأقل للعالم من خلال وضع خطط للتمويل والمشاركة.

وقالت بريطانيا إنها ستتبرع بـ100 مليون جرعة لقاح فائضة على الأقل خلال العام المقبل، بينها خمسة ملايين في الأسابيع المقبلة، وأضاف رئيس الوزراء البريطاني: “نتيجة لنجاح برنامج التلقيح في المملكة المتحدة، نحن الآن في وضع يسمح لنا بتشارك فائض جرعاتنا مع أولئك الذين يحتاجون إليها”، مكملا: “من خلال القيام بذلك سنخطو خطوة كبيرة نحو دحر هذا الوباء نهائيا”.

وتابع “خلال قمة مجموعة السبع: “آمل أن يقدّم زملائي القادة تعهدات مماثلة حتى نتمكن معا من تلقيح العالم بحلول نهاية العام المقبل، وإعادة البناء بشكل أفضل بعد فيروس كورونا”.

وقال البيت الأبيض اليوم الجمعة، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، رحب بخطط مجموعة الدول السبع الكبرى للتبرع بمليار جرعة لقاح كورونا للدول الفقيرة، واعتبره، حدثاً تاريخياً، مشيرا إلى أن هذا الالتزام يشكل أساساً لحزمة شاملة من إجراءات مجموعة الدول السبع لإنهاء الوباء في العام المقبل، وفقا لـ”الألمانية”.

وقال البيت الأبيض إن خطة العمل التي سيبت فيها اجتماع القمة الذي يستمر ثلاثة أيام ستشمل تطعيم  الأكثر ضعفاً في العالم، وتوفير إمدادات الطوارئ، ودعم الانتعاش الاقتصادي العالمي.

ووافقت دول الاتحاد الأوروبي على التبرع بما لا يقل عن 100 مليون جرعة بحلول نهاية عام 2021، مع التزام كل من فرنسا وألمانيا تقديم 30 مليون جرعة.

ويتوقع جونسون أن توافق “مجموعة السبع” خلال القمة على التبرع بلقاحات كورونا بقيمة مليار دولار للدول الأفقر، والمساعدة في تطعيم سكان العالم بحلول نهاية العام المقبل.

يأتي هذا، مع تعهد وزراء خارجية مجموعة السبع، أمس الأول، بالعمل مع القطاع الصناعي لتوسيع نطاق إنتاج لقاحات للوقاية من كوفيد-19 تكون أسعارها في المتناول، في الوقت الذي أعلنت فيه الإدارة الأميركية تأييدها رفعا عالميا لبراءات اختراع اللقاحات المضادة لكورونا، موضحة أنها تشارك في المفاوضات حول شروط ذلك في منظمة التجارة العالمية.

“ترحيب ونداء”

تصريحات القادة، لاقت ترحيبا من منظمة الصحة العالمية، لكنها شددت على أنه في حين أن تقاسم الجرعات أمر ضروري، فإن مسألة الوقت لا تقل أهمية. وقالت متحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الجمعة إنه “ما يثلج الصدر للغاية” أن الدول التي لديها كميات كبيرة من الجرعات تستجيب الآن لـ”النداء الذي تم إطلاقه منذ يناير/كانون الثاني الماضي”.

ودعا مدير عام  منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبرييسوس إلى بذل جهود جبارة لتطعيم ما لا يقل عن 10 % من السكان في جميع البلدان بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، وما لا يقل عن 30% بحلول نهاية العام.

ربما يعجبك أيضا