«لوبيات» خلف الستار.. ماذا يجري في تونس؟

محمود طلعت

محمود طلعت

بلهجة حادة، وعقب حادثة سحل وتجريد شاب قاصر من ملابسه من قبل عناصر الأمن، حذر الرئيس التونسي قيس سعيد من خطورة الأوضاع داخل بلاده، متهما في الوقت ذاته «لوبيات» تعمل خلف الستار لمصالحها الشخصية، وافتعال الأزمات للبقاء في السلطة.

وزار الرئيس التونسي قيس سعيّد منطقة سيدي حسين بضواحي العاصمة تونس والتقى القاصر الذي جردته الشرطة من كامل ملابسه قبل يومين، وعائلة الشاب الذي توفي في ظروف غامضة في مركز أمني بنفس المنطقة.

كما التقى قيس سعيد برئيس الحكومة هشام المشيشي ووزيرة العدل بالنيابة حسناء بن سليمان، حيث شدد على أنه «لا مجال لاستغلال أي منصب لتحويله إلى مركز قوّة أو ضغط لضرب وحدة البلاد».

ماذا يجري في تونس؟

واستعرض سعيد التجاوزات التي وقعت مؤخرا، ومن بينها سحل شاب بمنطقة سيدي حسين من قبل قوات أمنية، وتحوّل مجموعة من العمال إلى مقر إذاعة “شمس إف إم” واستباحتها، وتنقل عدد من النواب إلى مقر إحدى المحاكم (نواب من قلب تونس والنهضة على علاقة بقضية نبيل القروي)؛ معتبرا كل ذلك «مؤامرة وأمورا غير مقبولة»، داعيا النيابة العمومية للتحرك الفوري لتنفيذ القانون.

وأدان الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان ما وصفه بـ«القمع الوحشي والشنيع» والتنكيل بشاب في حيّ سيدي حسين بالعاصمة من طرف الأمن، وصل حدّ سحله وتجريده من ثيابه على قارعة الطريق وأمام أعين المارة والمتساكنين، مشددا على رفضه لأي تبرير لحصوله، ويعتبره انتهاكا للدستور ولحقوق الإنسان وانتكاسة خطيرة للمسار الديمقراطي.

وضع شــديد الخطورة

وتفصيلا قال قيس سعيد «تونس تمر بوضع شديد الخطورة ولم تمر به من قبل، وينبئ بمخاطر أكبر نتيجة لحكم عدد من لوبيات تعمل خلف الستار وتغيّر مواقفها بناء على مصالحها».

وأضاف «أعرف من يحرك الشارع ومن يفتعل الأزمات للبقاء في الحكم، وليعلم أن تونس ليست بضاعة، وأن القوانين يجب أن تطبق على الجميع.. ولن أترك أحدا يضرب الدولة ومؤسساتها».

وأعرب الرئيس التونسي عن استيائه العميق واستنكاره الشديد لما يحصل هذه الأيام في تونس، مشددا على أنه لا أحد فوق القانون، وأنه لا مجال لأية معاملة تقوم على التمييز بناء على الثروة أو التحالفات السياسية.

وشدد على ضرورة توجيه مطالب رفع الحصانة إلى المجلس النيابي ليتحمل كل واحد مسؤوليته، مشيرا إلى أن الحصانة وفّرها القانون لضمان الاستقلال في القيام بالوظيفة التي يقوم بها وليس للتحصن بها خارج هذا الإطار.

خلافات سياسية حادة

بدوره، أدان المشيشي، في تصريح تلفزيوني بعد لقائه رئيس الجمهورية قيس سعيد، ما وصفه بـ«الحادثة المؤلمة والصادمة»، معتبرا أن الاعتداء على الشاب وتجريده من ملابسه لا تمثل كل الأمنيين وتمثل فقط مرتكبيها.

1623343847 media

وقال المشيشي في تعليقه على انتقادات نواب في البرلمان التونسي: «موش وقت بكائيات أو لطميات وتسجيل نقاط سياسية»، لافتا أنه تم اتخاذ إجراءات فورية وإيقاف رجال الأمن المتورطين في الواقعة.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيد اختار المشيشي لرئاسة الوزراء الصيف الماضي، لكن سرعان ما اختلف الرجلان بسبب تحالفات المشيشي مع أحزاب قلب تونس والنهضة وائتلاف الكرامة.

واشتد الخلاف بينهما بسبب التنازع على الصلاحيات، وإقالة المشيشي لخمسة وزراء مقربين من سعيد، من بينهم وزير الداخلية السابق.

غضب شعبي واســع

ولليوم الرابع على التوالي، تتجدد عمليات الكر والفر بين عدد من الشبان ورجال الشرطة، في الضاحية الغربية للعاصمة التونسية، لتجسد حالة من الغضب الشعبي وسيلاً من الانتقادات الواسعة للحكومة.

ومساء اليوم السبت أطلقت قوات الأمن التونسية الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس كانوا يتظاهرون ضد انتهاكات الشرطة في الآونة الأخيرة.

يقول المحلل السياسي، نجم الدين العكاري، إن هناك نوعين من الاحتجاجات، الأولى هي تظاهرات متعلقة بالجانب المعيشي وارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية في الفترة الأخير، والأخرى تظاهرات حقوقية، وهي التي ظهرت بعد عملية السحل والتجاوزات التي قامت بها قوات الأمن في بعض الأحياء الشعبية.

وكشف العكاري عن وجود دعوات حقيقية للإطاحة برئيس الحكومة، معتبرا أن الحكومة على مرمى سقوط، وهي تترنح منذ مدة نتيجة الفشل الاقتصادي والاجتماعي وغياب الحلول لإنقاذ البلاد.

ربما يعجبك أيضا