أجندة مثقلة بالملفات.. «قمة الناتو» تضع خارطة طريق 2030

محمود طلعت

محمود طلعت

انطلقت، اليوم الإثنين، فعاليات قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» في مقر الحلف بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بهدف وضع خارطة طريق إزاء التحديات الجديدة التي يواجهها الحلف مثل الصين وروسيا والتهديدات السيبرانية.

وبحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن وزعماء الدول الأعضاء بالحلف، ناقشت قمة الناتو مستقبل الحلف واستراتيجيته لمدة 10 أعوام، إلى جانب العلاقات مع روسيا والصين وتهديدات إيران وملف أفغانستان.

قضايـا محوريـة

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، وصف القمة بأنها «لحظة محورية» إلى طي صفحة توتر استمر أربع سنوات مع سلفه دونالد ترامب الذي هز الثقة في التحالف الغربي من خلال وصفه بأنه «عفا عليه الزمن».

كما أكد الأمين العام للناتو، أن الهجمات على المركبات الفضائية التابعة للحلف أو الهجمات من الفضاء الخارجي ستكون بمثابة عدوان ضد أعضاء الناتو ككل، وأن مثل هذه الأمور ستجعل من الممكن معادلة الظروف الدفاعية في البحر والبر والفضاء والجو.

من جهتهم أعرب قادة دول الحلف عن قلقهم حيال طموحات الصين والتهديد المتنامي لترسانة روسيا العسكرية، ونددوا بـ«تكثيف الأنشطة الهجينة» والتضليل، مؤكدين على خطر التهديدات السيبرانية والإرهاب بكل أشكاله، والتزموا بدعم أفغانستان.

كما وجه قادة الناتو، تحذيرا لإيران وطالبوها بوقف كل أنشطة الصواريخ الباليستية، وأدانوا دعم طهران المالي والعسكري للميليشيات، مؤكدين اتفاقهم على «تعزيز دفاعهم المشترك ضد كل التهديدات من كل الجهات».

من جانبه قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال مؤتمر صحفي عقب القمة، إنه سيوضح لنظيره الروسي فلاديمير بوتين أن هناك مجالات يمكن التعاون فيها، «إذا اختار الرئيس الروسي ذلك»، مضيفا أنه لا يسعى إلى الصراع مع روسيا، لكن الحلف سيرد إذا واصلت موسكو «أنشطتها الضارة».

dc488c88 a878 4e38 b7f8

إحياء التـــحالفات

ويرى مراقبون أن قمة الناتو هذه المرة ينعقد فيها الأمل على الرئيس الأمريكي بايدن، والذي يحضر لأول مرة، للمّ شمل أعضاء حلف الأطلسي، مدفوعا برغبته في إحياء التحالفات، على وقع حذر الأوروبيين المنقسمين بشأن إعادة التوجيه الاستراتيجي الذي يريده الأمريكيون.

كما يتوجّب على حلف الأطلسي أيضا أن يبلسم الجروح التي تسبب بها ترامب، كما أدى الانسحاب من أفغانستان الذي تقرر بدون التشاور مع الحلفاء، إلى تشويه صدقية العمليات الخارجية للحلف.

بدورها دقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ناقوس الحذر، وأشارت إلى المخاوف من تنامي القوة العسكرية للصين، وحثت الناتو للحفاظ على التوازن فيما يتعلق بتعامله مع بكين، معتبرة في الوقت ذاته التعامل مع روسيا والصعود الصيني ومنطقة المحيطين الهندي والهادي، تمثل التحديات المركزية التي تواجه الناتو.

قاعــدة في قــطر

في سياق متصل تواصل مسؤولون غربيون في مجال الأمن تحت قيادة حلف الناتو، مع قطر لتوفير قاعدة يمكن استخدامها لتدريب القوات الخاصة الأفغانية، في إطار التزام استراتيجي بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، حسبما أوردت وكالة «رويترز» للأنباء.

وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، ينس ستولتنبرغ، أكد في تصريح قبل أيام أن انسحاب الحلف من أفغانستان يسير على ما يرام، وبطريقة منظمة ومنسقة.

وبحسب خبراء ساعد «الناتو» في توفير الأمن بأفغانستان لما يقرب من عقدين من الزمان، لكنه يعتقد الآن أن الحكومة والقوات المسلحة التي دربها قوية بما يكفي للوقوف بمفردها، في البلد الذي مزقته الصراعات، دون مساعدة القوات الدولية.

استراتيجية 2030

وكان على رأس جدول أعمال قمة حلف شمال الأطلسي مبادرة قدمها الأمين العام للحلف، تشمل زيادة تمويل أنشطة الردع والدفاع وتعزيز صمود الحلفاء والحفاظ على التفوق التكنولوجي لحلف الناتو..

كما يعمل الناتو في استراتيجيته على زيادة التنسيق السياسي والتعاون مع الشركاء، إلى جانب تعزيز التدريب وبناء القدرات للشركاء، والتكيف مع التغيرات المناخية.

الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، أوصى بتحديث المفهوم الاستراتيجي للتحديات القائمة، فيما سعى إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات عبر الأطلسي.

قمة الناتوو

 ولتنفيذ استراتيجية 2030 يعمل حلف الناتو على محورين رئيسيين: الأول عسكري بمتابعة الاستثمار في القوات المسلحة، وتعزيز القدرات العسكرية الحديثة بهدف تحقيق المهمة المركزية للحلف المتمثلة في توفير الأمن للمجتمع.

أما المحور الثاني فهو سياسي، وذلك من خلال تحقيق أرضية مشتركة بين الدول الأعضاء، في إشارة إلى تصاعد الخلافات السياسية البينية بشأن قضايا التجارة والصين وروسيا والشرق الأوسط.

البيــان الختـامي

وفي البيان الختامي للقمة، دعا قادة حلف الناتو، إلى وقف كافة أنشطة الصواريخ الباليستية لطهران، وأعربوا عن قلقهم حيال طموحات الصين المعلنة وتطوير ترسانتها النووية، واتفقوا على تعزيز دفاعهم المشترك ضد كل التهديدات.

وتفصيلا قال القادة إن «طموحات الصين المعلنة وسلوكها المتواصل تشكل تحديات لأسس النظام الدولي المستند إلى قواعد، وفي مجالات لها أهميتها بالنسبة إلى أمن الحلف».

وندد الحلف بالتهديد المتنامي الذي يشكله تعزيز الترسانة العسكرية لروسيا، داعياً موسكو إلى احترام القانون الدولي. وقال القادة في البيان الختامي «ما دامت روسيا لا تظهر أنها تحترم القانون الدولي وتفي بالتزاماتها ومسؤولياتها الدولية، لا يمكن أن يعود الوضع إلى طبيعته»

كما أعلن قادة الحلف الأطلسي، أنهم سيضمنون التمويل لمواصلة تشغيل مطار كابول بعد انتهاء مهمتهم العسكرية في أفغانستان في وقت لاحق هذا العام.

كما تضمن البيان الختامي لقمة الناتو، إدانة دول الحلف لاستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا والعراق، وذكر الحلف أنه سيرفع من مستوى الدعم المقدم من قبل الحلف إلى العراق والقوات الأمنية العراقية، في المجالين الاستشاري والمادي.

ربما يعجبك أيضا