انطلاق «مسيرة الأعلام».. مواجهات ونيران في وجه الاحتلال

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

«إن فلسطين وديعة محمد عندنا، وأمانة عمر في ذمّتنا، وعهد الإسلام في أعناقنا، فلئن أخذها اليهود منّا ونحن عصبة إنا إذًا لخاسرون».. بضع مئات من المستوطنين شاركوا اليوم الثلاثاء في «مسيرة الأعلام» بحراسة أكثر من 2500 جندي، وقد كان المخطط الإسرائيلي قبل معركة «سيف القدس» هو حشد 30000 مستوطن للمشاركة في المسيرة، غير أنه خابت مساعيهم وفشلوا فشلا كبيرا.

ليست مجرد مسيرة

مسيرة الأعلام ليست مجرد مسيرة، لأنها تأتي في سياق إمعان الاحتلال في مخططاته الاستيطانية والتوسعية ومشاريعه التي تستهدف «أسرلة» أحياء المدينة المقدسة أو تهويدها، وليس بعيدا عن هذا السياق ما يجري في حي الشيخ جراح وأحياء سلوان، وهو ما يفسر حجم الاهتمام بهذه المسيرة والزخم المتعلق بها.

في كل عام ينظم الكيان الصهيوني مسيرة احتفالا بما يدّعوه بتوحيد القدس الشرقية والغربية تحت سيادته المزعومة. هذه السنة ولأول مرة تاريخيا تؤجل المسيرة لأكثر من مرة عن موعدها بفعل المقاومة الشعبية والوعي والصمود الجماهيري،قبل أن يعلن وزير داخلية الكيان إقامتها اليوم الثلاثاء.

ليس هذا فحسب، فالرفض الشعبي الفلسطيني، وتلويح المقاومة بخيار الرد، تسبب ولأول مرة مند عام 1967 في تغيير مسار المسيرة إذ لن تمر من الحي الإسلامي في البلدة القديمة. صحيفة «يديعوت أحرنوت» ذكرت أن تغير مسار المسيرة جاء في اللحظة الأخيرة والرسالة التي تم نقلها لحماس عبر مصر ساهمت في تهدئة الوضع.

انتهاكات بالجملة

يدرك المحتل أن وضع حد لمسيرة الأعلام وكسر غروره في المدينة المقدسة سيكون له تأثير كبير على مشاريع الاحتلال التوسعية التي تستهدف أسرلة وتهويد القدس المحتلة، فأهالي القدس يعتبرون وقوفهم في وجه هذه المسيرة وقوف إلى جانب المسجد الأقصى أيضا وإلى جانب كل عائلة مهددة بالتهجير من المدينة.

لذلك جاءت مسيرة الأعلام وكأنها مسألة وجود، وعنوان تكريس هيمنة، واختبار عزيمة المقدسيين وقدرتها على التجدد؛ ولاختبار المعادلة الجديدة التي كرستها المقاومة«إن عدتم عدنا». من الداخل الفلسطيني المحتل، زحف الفلسطينيون عبر عشرات الحافلات نحو عاصمة فلسطين، من أجل المشاركة في التصدي لـمسيرة الأعلام الإسرائيلية.

مسيرة، تخللتها العديد من الانتهاكات سواء من قبل جنود الاحتلال أو المستوطنيين تجاه الأماكن المقدسة، والمقدسيين المرابطين، وحتى الصحفيين والإعلاميين الذين يقومون بتغطية الأحداث، فاعتقلت قوات الاحتلال العشرات وأطلقت القنابل والرصاص الحي على المتظاهرين، فيما كان المستوطنون وأعضاء من الكنيست يتراقصون ويتمايلون في ساحة باب العمود تحت حماية مئات الجنود.

مواجهات ونيران داخل الكيان

تزامنا مع انطلاق المسيرة، قام شبان فلسطينيون بإشعال النار في مستوطنة «التلة الفرنسية» بمدينة القدس المحتلة. وفي مدينة بيت لحم، قمعت قوات الاحتلال، مسيرة سلمية خرجت للتنديد بمسيرة المستوطنين في الأماكن المقدسة، فأصابت عددا من المشاركين بالاختناق جراء الغاز السام والمدمع. في نابلس لم يتغير المشهد كثيرا، إذ اندلعت مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين غاضبين وجنود الاحتلال. وفي غزة، نظم الغزاويون مسيرات داعمة للمرابطين في الأقصى، فيما انهالت البالونات الحارقة على مستوطنات غلاف غزة، لترد القناة الـ7 العبرية، بأن سلطات الاحتلال تنوي الرد على إطلاق البالونات بالوقت والشكل المناسبين.

لسان حال الفلسطينيين يقول «أعلامكم ستُداس وجندكم سيُغلب، وزوالكم قد اقترب هذا وعد الحق» مع تصاعد دعوات للحشد والنفير العام وإعلانه يوم غضب لحماية المسجد الأقصى والتصدي لـمسيرة الأعلام الاستفزازية.

بحسب الهلال الأحمر بالقدس في آخر إحصائية له فإن نحو 33 إصابة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال بمحيط البلدة القديمة في القدس المحتلة.

ربما يعجبك أيضا