المقاومة الإيرانية: إكراه الشعب على المشاركة الانتخابية يقابله كشف جرائم النظام

سحر رمزي

 رؤية – سحر رمزي

برلين – خرج إيرانيون أمس الخميس، بمظاهرة احتجاجية كبيرة أمام سفارة بلادهم في برلين تطالب أبناء الجالية بمقاطعة الانتخابات، والمظاهرة التي نظمتها كل من الجمعية الألمانية الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قبل يوم واحد من عقد الانتخابات الرئاسية المزيفة للنظام الإيراني على حد قولهم. جاءت للتأكيد على أنه لا يوجد انتخابات حرة ونزيهة في إيران والمعارضة في البلاد محظورة و مقموعة بشدة، ويقوم مجلس صيانة الدستور التابع للمرشد الأعلى علي خامنئي بتصفية المرشحين الرئاسيين الآخرين.

وأوضحت أنه من بين المرشحين المتبقين، يعتبر إبراهيم رئيسي المرشح الأوفر حظاً لمنصب رئيس النظام الإيراني. وهو أحد أكثر أتباع آية الله خامنئي ولاءً، وشارك بشكل رئيسي في حملة قمع واضطهاد وقتل المتظاهرين في انتفاضة نوفمبر 2019 خلال فترة رئاسته للسلطة القضائية في النظام.

لكن المقاومة الإيرانية لا تحتج فقط على انتخابه رئيساً لإيران بسبب هذا الدور. كان رئيسي أيضاً أحد أربعة أشخاص شاركوا في “لجنة الموت” عام 1988 في طهران.

وبحسب فتوى أصدرها المرشد الأعلى الخميني آنذاك، حُكم على آلاف السجناء السياسيين في سجون طهران وكرج بالإعدام. وخلال هذه الجريمة ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، يقدر أن أكثر من 30 ألف سجين سياسي أُعدموا في إيران في غضون بضعة أشهر.

هدية المقاومة للنظام كتاب يضم 5000 ضحية  لشهداء مذبحة 1988

حضر المظاهرة ناجون من مذبحة عام 1988 وأفراد عائلات الضحايا. وقدموا معًا كتابًا يشتمل على 5000 اسم للشهداء الذين أعدموا في هذه المجزرة.

كما دعا المشاركون في المظاهرة الحكومة الفيدرالية الألمانية والاتحاد الأوروبي إلى إدانة الانتخابات المزيفة التي سيتمخض عنها فوز المجرم إبراهيم لرئيسي، وإعادة النظر في علاقاتهم الدبلوماسية مع إيران.

الجالية بإنجلترا تنظم مظاهرة من أجل إيران حرة غير نووية

بالتزامن مع مظاهرة برلين نظم أبناء الجالية بإنجلترا مسيرة  أخرى لدعم الحملة الشعبية لمقاطعة الانتخابات المزيفة والتصويت الحقيقي للشعب الإيراني من أجل إيران حرة وديمقراطية.

حيث نظم مجموعة من الإيرانيين البريطانيين  مسيرة خارج سفارة النظام الإيراني في لندن على مدار  يومي الخميس والجمعة 17 و 18 يوليو لدعم الحملة الشعبية لمقاطعة الانتخابات الرئاسية الوهمية للنظام وتطالب بتصويت حقيقي يحقق التطلعات الديمقراطية للشعب الإيراني من أجل إيران حرة وغير نووية.

المتظاهرون يؤكدون انتخابات نظام الملالي ليست نزيهةً ولا تتوافق مع أي معايير دولية. وهي لا تتمتع بأي شرعية بين الجمهور وهناك تحريف للعملية الانتخابية. وتعكس النتائج توازن القوى الداخلي للنظام، والذي تم عقده لتقديم واجهة ديمقراطية مزيفة للعالم خوفًا من انتفاضة ضد النظام. ورغم أن هناك سبعة مرشحين مزعومين، فإن نتيجة انتخابات إيران 2021 محددة سلفًا.

الانتخابات عبارة عن اختيار المرشد الأعلى للرئيس الحالي للسلطة القضائية في النظام، إبراهيم رئيسي، الذي يعتبر المرشح الأوفر وكان منخرطاً ومتورطاً رئيسيًا في مذبحة عام 1988 التي راح ضحيتها 30 ألف سجين سياسي وفي مجزرة قتل 1500 متظاهر خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد في عام 2019 أيضاً.

ومن جانبها دعت الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي الإيرانيين إلى مقاطعة الانتخابات الوهمية. ولجأت السلطات الإيرانية مرة أخرى إلى سياسة الترغيب والترهيب مع اكتساب هذه الحملة زخمًا داخل وخارج إيران وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

اعتقال أنصار مجاهدي خلق وأسرهم وسجناء سياسيين سابقين

خوفًا من الانتفاضة في أيام سيرك الانتخابات، وبعد ردود الفعل المجنونة على دعوات المقاومة الإيرانية لمقاطعة الانتخابات الرئاسية للنظام ومخاوف نظام الملالي من وقوع انتفاضة شعبية، من قبل المواطنين الناقمين، زاد النظام من اعتقال أسر مجاهدي خلق وأنصارهم  وسجناء سياسيين سابقين في مدن مختلفة. «ميلاد يزدان نجاد»، 26 عامًا، من طهران، «مولود صفائي» شقيقة زهرا صفائي محتجزة في سجن قرجك بورامين، و«بيام شكيبا» 38 عامًا، من طهران، كان قد اعتقل سابقًا في عام 2016  بسبب تعاطفه مع مجاهدي خلق وتم إطلاق سراحه من السجن في فبراير الماضي.

وكما جاء في بيان 11 حزيران / يونيو الصادر عن أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فإن أسماء وتفاصيل المعتقلين تُرسل باستمرار إلى المراسلين وهيئات الأمم المتحدة ذات الصلة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية.

وتشير تقارير عديدة من مدن مختلفة إلى الحملة المجنونة لنظام الملالي لمواجهة أي تجمع احتجاجي خلال فترة الانتخابات المزورة. وستكون قوات الشرطة القمعية في طهران وغيرها من المدن على تأهب تام للسيطرة على مهزلة الانتخابات لمدة أربعة أيام اعتبارًا من 17 يونيو. كما وصلت قوات «مدعومة» من مراكز شرطة النظام لتسيير دوريات في الأحياء، وازداد التركيز العسكري والأمني ​​بشكل كبير. في هذا الصدد، بدأ منتسبو قوات الأمن الداخلي الذين يطلق عليهم «تنظيم القتال الثاني»  العمل أيضًا مع معدات جديدة.

كما طالبت المقاومة الإيرانية بضرورة إرسال وفود دولية من الأمم المتحدة لمراقبة الأوضاع في أيام انتخابات النظام.

ربما يعجبك أيضا