الانتخابات الإيرانية.. التيار المتشدد الأوفر حظًا والأقرب للفوز

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

بدأت الانتخابات الرئاسية الثالثة عشرة في تاريخ إيران صباح اليوم الجمعة، وقد وصِفت بأنها “الأكثر فتوراً” منذ تأسيس “الجمهورية الإسلامية” عام 1979 بسبب دعوات المقاطعة الواسعة والهندسة الواضحة لكل العملية الانتخابية لضمان فوز مرشح النظام، إبراهيم رئيسي.

وسط استياء من الوضع الاقتصادي الصعب ودعوات للمقاطعة من الليبراليين في الداخل والخارج، تجري الانتخابات الرئاسية في إيران، التي يتنافس فيها أربعة مرشحين أكثرهم حظا قاض متشدد خاضع لعقوبات أمريكية ومتهم بانتهاكات وإعدامات.

التيار المتشدد الأقرب للفوز

توجه الإيرانيون إلى مراكز الاقتراع للتصويت لاختيار رئيس جديد للبلاد، ويتنافس في هذه الانتخابات أربعة مرشحين ثلاثة منهم ينتمون إلى معسكر المحافظين المتشددين بعد انسحاب ثلاثة أسماء في آخر لحظة من السباق.

ويجري هذا التصويت وسط دعوات للمقاطعة، كما بلغ عدد المصوتين حتى الساعة الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي خمسة ملايين فقط، وقد قررت السلطات تأجيل إغلاق بعض المكاتب لمدة ساعتين.

وبالرغم من ذلك، تكمن أهمية هذه الانتخابات في أن النظام جعل منها مرحلة تحول مصيرية في تركيبته السياسية حيث إنه في حال فوز مرشحه الأقوى إبراهيم رئيسي ستصبح كل مفاصل السلطة بيد المتشددين الثوريين.

وبخروج الإصلاحيين والمعتدلين من الحكومة إلى هامش العملية السياسية في إيران، سيصبح النظام من لون واحد، وهذا الوضع كله يدفع باتجاه رسم ملامح مرحلة ما بعد المرشد الأعلى علي خامنئي.

وأشار خامنئي، الذي أدلى بصوته في أول دقائق عملية الاقتراع صباح الجمعة، في كلمة مقتضبة إلى أن “صوتا واحدا مهم أيضاً”، ما يعكس حرصه على مشاركة الناس بالتصويت بهدف “منح الشرعية” للنظام. وهو كان قد عبّر عن غضبه في خطاب قبل يومين من دعوات المقاطعة عازياً إياها إلى “مؤامرات الأعداء”.

تصويت متدني

بعد حملة انتخابية باهتة، توقع مراقبون أن يسجّل الإقبال على التصويت مستوى جديدًا من الضعف في بلد مستنزَف بفعل عقوبات اقتصادية أمريكية قاسية على نحو أضعف آمال الناخبين في مستقبل أفضل.

وتراجع حماس الناخبين بعد استبعاد العديد من المرشحين الواعدين من السباق، فضلاً عن تبعات الأوضاع الاقتصادية المتردّية في البلاد من ارتفاع معدلات التضخم والبطالة، ثم وباء كورونا.

ودعت جماعات المعارضة في الخارج وعدد من المعارضين في الداخل إلى مقاطعة الانتخابات التي يرون أنها مفصّلة خصيصًا لإبراهيم رئيسي بهدف إحكام المحافظين المتشددين قبضتهم على السلطة في البلاد.

ويختار الناخب الإيراني بين أربعة مرشحين لخلافة حسن روحاني، جميعهم يوصفون بالتشدد باستثناء مرشح واحد معتدل هو محافظ البنك المركزي السابق عبد الناصر همتي، والذي يعتبر المنافس الرئيسي.

وليس من المتوقع أن يفضي فوز أحد المرشحين المحافظين إلى عرقلة محادثات فيينا بين إيران والقوى العالمية، والتي تهدف إلى إحياء الاتفاق الذي شهد موافقة إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات.

مقاطعة داخلية وخارجية

وتجرى الانتخابات في الوقت الذي دعت فيه مجموعة واسعة من الأحزاب والجماعات السياسية داخل إيران وخارجها إلى مقاطعة “فعالة” و”هادفة” من أجل “سحب المشروعية” من النظام.

كما أنها تأتي في وقت يواجه فيه النظام تحديات داخلية وخارجية تتمثل في استمرار الاحتجاجات والإضرابات التي يواجهها بالقمع، وكذلك العقوبات والضغوط الاقتصادية التي يحاول تخفيفها من خلال المفاوضات المستمرة مع القوى العالمية في فيينا.

وعلى عكس الانتخابات السابقة، تخلو هذه الجولة من المنافسة التقليدية بين المتشددين والإصلاحيين، حيث إن التيار الأخير انقسم على نفسه بين من انضم للدعوات الشعبية للمقاطعة وبين من دعا للمشاركة ودعم المرشح عبد الناصر همتي، محافظ البنك المركزي الذي أقاله قبل أسابيع الرئيس الإيراني حسن روحاني.

ربما يعجبك أيضا