بعد رحيل والديها.. الطفلة «إيلينا البوريني» تفطر قلوب الأردنيين

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

بيقين لا شك فيه، يعرف بني البشر أن الموت هو الحقيقة الثابتة والمؤكدة في هذه الحياة، ولكن من منا يعرف أين ومتى سيدركه الموت؟ من منا يعرف الساعة التي سيتوقف فيها كل شيء لنودع رحلة الحياة، لنبدأ غيرها في عالم آخر لا نعلم عنه شيئًا سوى ما آمنا به؟

في حقيقة الأمر، نجد أن التفكير دائمًا في أجوبة هذه التساؤلات لا يسمن ولا يغني من جوع، إذ يغيب عنا كل يوم من حان فقط موعد رحيلهم دون سابق إنذار، ليفطروا قلوب محبيهم وتبقى ذكراهم عالقة في الأذهان، فما بين ليلة وضحاها تتعدد الأسباب دائمًا ولكن الموت يظل واحدًا.

رحيل دون وداع

2 13

في أيامنا هذه، وفي الوقت الذي ينشغل فيه العالم بوفيات وباء كورونا الذي اجتاح الدول، وقلب طاولة الأخبار والمستجدات، كان هناك من يتجرع أيضًا مرارة الفقد لأسباب أخرى حوادث كانت أم غيرها.

وفي واحدة من تلك الحوادث، وبرحيل دون وداع، غيب الموت الشاب الأردني المدوّن عمار البوريني وزوجته سماح العقرباوي عن عالمنا، إثر حادث سير أليم، تاركين ورائهما طفلتهما إيلينا، وجنين لم يخرج لهذه الحياة إلا بعد موت والدته، وذلك بعد أن تم إنقاذه بنجاح.

حادثة البوريني وزوجته، اللذين لم يكن لديهما أي سابق إنذار بأنهما على موعد مع الموت، فطرت قلوب محبيهما، وتركت تعاطف كبير مع ابنتهما “إيلينا” التي أصيبت بجروح خطيرة، لتقلب مواقع التواصل الاجتماعي رأسًا على عقب.

حادث مروع

حادث

على طريق النقب، وقع حادث مؤسف، أودى بحياة عمار البوريني -وهو أحد نجوم موقع التواصل الاجتماعي تيك توك- على الفور هو وزوجته سماح عقرباوي، كما أصيبت ابنتهما الوحيدة إيلينا بجروح خطيرة.

وفي هذا الصدد، قال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام: إن كوادر الإنقاذ والإسعاف في مديرية دفاع مدني العقبة، تعاملت أمس الخميس، مع حادث تصادم وقع بين تريلا ومركبة صغيرة على طريق النقب، نتج عنه وفاة امرأة وزوجها، إثر تعرضهما لإصابات بالغة في الجسم، وإصابة طفلتهما بجروح ورضوض في مختلف أنحاء الجسم.

وأضاف الناطق الإعلامي: إن فرق الإسعاف عملت على تقديم الإسعافات الأولية اللازمة للطفلة في موقع الحادث، ومن ثم نقلتها وأخلت الوفاتين إلى مستشفى معان الحكومي، مشيرًا إلى أن الطفلة قيد العلاج.

ولفت الناطق الإعلامي إلى أن الكوادر الطبية في مستشفى معان الحكومي، أجرت عملية قيصرية للأم المتوفاة، من ثَم أخرجت الجنين ووضعته على الأجهزة الطبية.

ومن جانبه، نعى الراحل شقيقه إبراهيم عبر “إنستجرام” قائلًا: “انتقل إلى رحمة الله تعالى أخي عمار بوريني وزوجته سماح عقرباوي عن عمر يناهز 29 عامًا التجمع عند بيت الدفن الإسلامي في المحطة”.

وتابع: “سوف تشيع جثمانهم في مقبرة سحاب والصلاة في مسجد مقبرة سحاب وتقبل التعازي في منزل والده طبربور”.

فيما بعد، تم بالفعل تشييع جثمان الراحل البوريني وزوجته بمقبرة طبربور في العاصمة عمان، وسط مشاهد مؤثرة تناقلها النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

دقائق قبل وفاته

كان البوريني من الشخصيات التي كان لها تواجد دائم على العديد من شبكات التواصل الاجتماعي حبًا في متابعيه، وما زاد من صدمة الجمهور بخبر وفاته، أنه ظل حتى قبل وفاته بدقائق، ينشر مقاطع فيديو وصورًا يوجه من خلالها العديد من النصائح للشباب.

إذ تداول متابعيه، بكل حزن وآسى، آخر فيديو نشره قبل وفاته بـ10 دقائق، والذي كان يوجه من خلاله نصيحة لكل الشباب الطموح، قائلًا: “اشتغل يا بطل على قد بنتك أو ابنك يقعد هالقعدة واتعب على حالك والله يخليلكم حبابكم ويرزقكم الرزق الحلال يارب”.

وأيضًا انتشر فيديو آخر جمعه بابنته إيلينا قال فيه أنه خرج بمشوار مع ابنته وسيدخل إلى تطبيق “تيك توك” ليطمئن على متابعيه، الأمر الذي زاد من حزن الجميع على الراحل.

الناجية «إيلينا»

الطفلة إيلينا

فور الحادث، سرعان ما تنقلت أخبار تفيد برحيل الطفلة إيلينا -3 سنوات- مع والديها، لكن عائلتها، كذبت هذه الشائعات جملة وتفصيلًا.

إذ كشف محمد البوريني، ابن عم المرحوم عمار البوريني، أن ما يتم تداوله حول وفاة الطفلة إيلينا التي تعرضت لحادث السير مع والديها عار عن الصحة، مؤكدًا على أن حالتها الصحية مستقرة ولا صحة لخبر وفاتها، وإنها تعاني فقط من جروح وكدمات.

وأشار إلى أن الجنين الذي تم إنقاذه، ما زال في “الخداج” وحالته مستقرة.

العاهل الأردني يتكفل بعلاج «إيلينا»

1 19

لم يتوان فريق الإنقاذ لحظة عن تقديم العون والمساعدة وكافة المساعدات الطبية للطفلة “إيلينا” ذات الثلاثة أعوام لتحسن حالتها في أسرع وقت ممكن.

وفي لفتة طيبة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أوعز بنقل الطفلة إلى مستشفى مدينة الحسين الطبية، وتكفل بعلاجها.

إذ قال مدير مستشفيات البشير الدكتور عبد المانع السليمات، إن الطفلة نقلت إلى المدنية الطبية لتلقي العلاج هناك.

مواقع التواصل تتشح بالسواد

لم تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الإعلان عن وفاة الشاب العشريني وزوجته حزنًا وألمًا ووداعًا فقط، بل انفطرت قلوب النشطاء على وضع طفلتهما الصغيرة، متمنين لها الشفاء العاجل، والدعاء لها كي تتحمل صدمة رحيل والديها.

وانهالت عبر المواقع التعليقات المبكية التي تنعي الزوجين، في مشهد اتشح بالسواد على السوشيال ميديا، وعلى رأسهم موقع التدوينات الصغيرة “تويتر”.

https://twitter.com/Rubaham37837687/status/1405583077192130561
https://twitter.com/FreejMamoun/status/1405601495266086917
https://twitter.com/ssm5x/status/1405626416495013896

ربما يعجبك أيضا