في يومهم العالمي.. «اللاجئين» وصمة عار في جبين دول العالم

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

«وراء كل رقم شخص أجبر على مغادرة دياره قصة من قصص النزوح والحرمان والمعاناة. إنهم يستحقون اهتمامنا ودعمنا ليس فقط بالمساعدات الإنسانية، ولكن في إيجاد حلول لمحنتهم» ، هكذا كانت كلمات المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين «فيليبو جراندي».

يحتفي العالم، اليوم الأحد، باليوم العالمي للاجئين الذي يصادف 20 يونيو من كل عام، والذي يتزامن مع مرور 60 عاماً على اتفاقية عام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين.

ودعت الأمم المتحدة في يوم اللاجئ العالمي الذي تحتفي به تحت شعار “معًا نتعافى ونتعلم ونتألق” إلى دعم اللاجئين حول العالم وتوفير الحماية لهم وإدراجهم في أنظمة الرعاية الصحية والتعليمية والرياضية.

التكاتف من أجل النجاح

في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للاجئين يقول الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش»: «إن من واجب الجميع مساعدة اللاجئين على إعادة بناء حياتهم بعد عام صعب على وجه التحديد بالنسبة للكثيرين».

وفي مناشدة لمزيد من التعاطف مع جميع أولئك الذين اضطروا إلى الفرار من الصراع والصدمات المناخية والمضايقات، دون أي ذنب من جانبهم، قال جوتيريش: إن جائحة كورونا أتت على سبل عيش الكثيرين، وعرّضتهم للوصم والازدراء وجعلتهم عرضة للفيروس بشكل غير متناسب.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن اللاجئين “برهنوا مرة أخرى على إسهامهم القيّم في المجتمعات المستقبِلة لهم كعاملين أساسيين وعاملين في الخطوط الأمامية”.

وأضاف :«أن الجائحة أظهرت أنه لا يمكن أن ننجح إلا إذا تكاتفنا».

وفي ذات السياق تعهد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي، ببذل كل ما في وسعه لمساعدة ملايين النازحين قسرًا “ليس لتدبر أموركم فحسب، بل ليزدهروا أيضًا”.

وقال جراندي: إنه ”تأثر أيما تأثير“ و”كان اللاجئون مصدر إيحاء“ له أثناء مقابلته لهم خلال مسيرته المهنية والتي استمرت على مدى 35 عاماً، مشيداً بعزيمتهم وشجاعتهم.

ومع ذلك، فقد أشار إلى أنه بينما تعمل المفوضية بجد لحشد دعم العالم، فإن التمويل منخفض وأماكن إعادة التوطين قليلة للغاية.

وأضاف: ”في يوم اللاجئ العالمي هذا، وفي كل يوم أيضاً، تعهدنا أنا وزملائي ببذل قصارى جهدنا لمساعدتكم، ليس بهدف أن تتدبروا أموركم فحسب، بل لتزدهروا أيضاً“.

وأوضح أنه على الرغم من حقيقة أن المزيد من الناس قد نزحوا قسرًا أكثر من أي وقت مضى، فقد تم تطوير ”طرق أفضل“ لتعبئة العالم لمساعدة النازحين.

5.7 مليون لاجئ فلسطيني

3219422

زادت الجائحة من أزمة اللاجئين حول العالم، ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة تجاوز عدد اللاجئين حاجز الثمانين مليونًا حول العالم في منتصف العام الماضي.

فعلى الرغم من فيروس كورونا، فقد ارتفع عدد الأشخاص الفارين من الحروب والعنف والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان في عام 2020 إلى ما يقرب من 82.4 مليون شخص، وذلك وفقًا لآخر تقرير للمفوضية حول ”الاتجاهات العالمية“ والذي صدر مؤخرا في جنيف، ويعتبر ذلك ارتفاعًا آخر بنسبة 4 بالمائة مقارنة بالمستوى القياسي الذي بلغ 79.5 مليون شخص في نهاية عام 2019.

ويُظهر التقرير أنه بحلول نهاية عام 2020، كان هناك 20.7 مليون لاجئ من المشمولين بولاية المفوضية، و5.7 مليون لاجئ فلسطيني و3.9 مليون فنزويلي من المهجرين خارج البلاد، إضافة إلى وجود 48 مليون شخص آخرين من النازحين داخل بلدانهم و4.1 مليون طالب لجوء. وتشير هذه الأرقام إلى أنه على الرغم من الوباء والدعوات لوقف عالمي لإطلاق النار، فقد استمرت الصراعات في مطاردة السكان واقتلاعهم من ديارهم.

تمثل الفتيات والفتيان الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً 42 بالمائة من مجمل عدد الأشخاص النازحين قسراً، وهم أكثر ضعفاً من غيرهم، لا سيما عندما تستمر الأزمات لسنوات. وتشير تقديرات جديدة للمفوضية إلى أن ما يقرب من مليون طفل قد ولدوا كلاجئين بين عامي 2018 و2020، وقد يستمر الكثير منهم للعيش كلاجئين لسنوات قادمة.

160 دولة تغلق حددوها

يشير التقرير أيضاً إلى أنه في ذروة الوباء في عام 2020، أغلقت أكثر من 160 دولة حدودها، ولم تمنح 99 دولة منها أي استثناء للأشخاص الذين يلتمسون الحماية. ولكن مع تحسين مستوى التدابير- كالفحوصات الطبية على الحدود؛ وإصدار الشهادات الصحية أو الحجر الصحي المؤقت عند الوصول؛ وإجراءات التسجيل المبسطة وإجراء المقابلات عن بعد- وجدت المزيد والمزيد من البلدان طرقاً لضمان فرص الوصول إلى سبل اللجوء، محاولة في نفس الوقت وقف انتشار الوباء.

وبينما استمر الأشخاص في ألفرار عبر الحدود، فقد نزح ملايين آخرون داخل بلدانهم. وقد ارتفع عدد النازحين داخلياً بأكثر من 2.3 مليون شخص، مدفوعاً في الغالب بالأزمات في كل من إثيوبيا والسودان ودول الساحل وموزمبيق واليمن وأفغانستان وكولومبيا.

 20 مليون مهاجر

استضافت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ما يقرب من رُبع عدد المهجرين قسراً حول العالم (حوالي 20.3 مليون شخص). وما زالت الأزمة السورية أكبر أزمة لجوء في العالم، بواقع 6.7 مليون لاجئ سوري خارج بلادهم. وتستضيف البلدان المجاورة لسوريا 5 من كل 6 لاجئين سوريين، إضافة إلى وجود 6.7 مليون نازح داخل حدود البلاد. في اليمن، واجهت الأسر النازحة خطر المجاعة في ظل استمرار الصراع وانهيار الخدمات والنزوح الممتد منذ عدة سنوات، ونزح المزيد من العائلات من منازلها العام الماضي، ليصل إجمالي عدد النازحين داخلياً إلى 4 ملايين شخص. وبقيت مستويات النزوح الداخلي مرتفعة أيضاً في العراق (1.2 مليون شخص) وليبيا (278,000 شخص).

على مدار عام 2020، عاد حوالي 3.2 مليون نازح و251  ألف لاجئ فقط إلى ديارهم- بانخفاض بنسبة 40 و21 بالمائة على التوالي مقارنة بعام 2019. وتم تجنيس 33,800 لاجئ آخر من قبل بلدان اللجوء التي يقيمون فيها. كما سجلت عملية إعادة توطين اللاجئين انخفاضاً حاداً، حيث لم يتم إعادة توطين سوى 34,400 لاجئ فقط العام الماضي، وهو أدنى مستوى تشهده العملية منذ 20 عاماً، وذلك نتيجة لانخفاض عدد أماكن إعادة التوطين المتاحة، إضافة إلى وباء فيروس كورونا.

ربما يعجبك أيضا