زيارة المنقوش للقاهرة.. توافق «مصري ليبي» على دعم المصالحة وخروج المرتزقة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – حرصت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، على زيارة مصر على رأس وفد رفيع المستوى قبل أيام وتأتي من انعقاد مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا في 23 يونيو الجاري، وسط تأكيدات من القيادة السياسية في القاهرة على دعم مصر الكامل للمجلس الرئاسي، وحكومة الوحدة الوطنية الليبية، في مهامهما خلال المرحلة الانتقالية بهدف استعادة ليبيا لأمنها واستقرارها.

“دعم مصري”

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أكد خلال استقباله وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، دعم مصر الكامل للمجلس الرئاسي، وحكومة الوحدة الوطنية الليبية، في مهامهما خلال المرحلة الانتقالية بهدف استعادة ليبيا لأمنها واستقرارها، وصولاً إلى عقد الانتخابات الوطنية في موعدها المحدد في ديسمبر القادم، كخطوة أساسية على طريق التسوية السياسية للأزمة الليبية من خلال تفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبي، وفي إطار دعم مصر الكامل لليبيا في مسارها السياسي على اعتبار أن أمنها القومي يمثل امتداداً للأمن القومي المصري.

وشدد الرئيس المصري في بيان عبر صفحة المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، بـ”فيس بوك”، على موقف مصر الثابت القائم على الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية، وصون مقدرات الشعب الليبي الشقيق، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدولة الليبية.

وأشاد السيسي بنجاحات المنقوش لاستعادة وضعية ومكانة العمل الدبلوماسي الليبي، والتحرك مع كافة الأطراف الدولية المعنية بالقضية الليبية، والتشديد على أن استعادة سيادة ليبيا تبدأ بسحب القوات الأجنبية والمرتزقة، مؤكداً دعم مصر الكامل لهذه الجهود خلال كافة تحركاتها على الصعيد الثنائي والإقليمي والدولي.

وأوضح راضي أن اللقاء شهد استعراض آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين خلال الفترة المقبلة، فضلاً عن متابعة نتائج التنسيق الذي يتم بين الجهات الوطنية المصرية والليبية لبحث أوجه التعاون المختلفة بين البلدين الشقيقين، وكذا الإعداد للجنة العليا المشتركة المصرية الليبية.

“خروج المرتزقة”

وزيرة الخارجية الليبية، أشارت إلى تقدير وفخر الحكومة الليبية بالدور المصري الرائد في المنطقة في إطار القيادة الحكيمة والرشيدة للسيد الرئيس، والجهود الحثيثة والصادقة لمصر في دعم أشقائها في ليبيا، والتي تنبع من مبادئ الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية واستعادة الأمن والاستقرار بها، وصون المؤسسات الوطنية للدولة الليبية، بما فيها توحيد المؤسسة العسكرية، وإنهاء التدخلات الأجنبية، وخروج كافة المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، وإرساء مبادئ الحوار بين الفرقاء الليبيين، ودعم المصالحة الوطنية استعداداً لعقد انتخابات نزيهة وشفافة، وحقن دماء الليبيين من خلال وقف إطلاق النار عبر “إعلان القاهرة”.

أثنت المنقوش على المساندة المصرية في تفعيل ودعم جهود تسوية الأزمة الليبية في مختلف المسارات السياسية والعسكرية والاقتصادية، في ضوء الاعتبارات والروابط التاريخية بين البلدين الشقيقين، ومن ثم الدراية التامة بالواقع الليبي، معربةً عن تقديرها لمصر، قيادةً وحكومةً وشعباً، للوقوف بجانب أشقائهم الليبيين في إدارة المرحلة الانتقالية.

ولفتت الوزيرة إلى تطلع بلادها لاستمرار تلك المساندة خلال الفترة القادمة لدعم تحملهم للمسئولية التاريخية الملقاة على عاتق الحكومة المؤقتة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين، لا سيما على المستوى الأمني، إلى جانب رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي المتبادل.

“شكري والمنقوش”

وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، التقت نظيرها المصري سامح شكري فور وصولها إلى القاهرة، لبحث التحضيرات الجارية لمؤتمر برلين2 بشأن ليبيا من أجل إنجاحه، وآخر تطورات الأوضاع في ليبيا وسبل دعم العملية السياسية في البلاد، والتشاور حول الأوضاع السياسية في الأراضي الليبية.

وشدد وزير الخارجية المصري، على أن مصر تجدد دعمها لليبيين لتنفيذ الاستحقاقات السياسية خلال المرحلة الانتقالية الحالية ومن ضمنها إجراء الانتخابات في موعدها، مشيرا إلى دعوة القاهرة إلى خروج المرتزقة وجميع القوات الأجنبية من ليبيا دون أي مماطلة أو تسويف.

وقالت وزير الخارجية الليبية: إن العلاقات بين الشعبين المصري والليبي أكبر من المصالح المشتركة وتتطابق وجهات النظر أكثر مما تختلف، مؤكدة أن العلاقات بين البلدين متميزة على كافة الأصعدة، متطلعة لدعم مصر للاستقرار في ليبيا وخارطة الطريق.

“أزمة سد النهضة”

ولفت شكري إلى وجود دعم عربي كبير لمصر في موقفها بقضية سد النهضة، مشددة على أهمية أن يتم ضمان عدم الإضرار الجسيم بمصلحة مصر والسودان مع حق إثيوبيا في التنمية بالبلاد، وأن مصر تسعى إلى أن تنخرط إثيوبيا في مفاوضات جادة للتوصل لاتفاق مع مصر والسودان خلال الفترة المقبلة، مشددا على أهمية الأمن والاستقرار في أفريقيا بشكل عام.

وأضاف أن اجتماع الوزراء العرب في قطر كان هدفه إتاحة الفرصة للوزراء العرب للنقاش حول العمل العربي المشترك ومعالجة الأزمات في الساحة العربية، موضحا أن الجولة الأولى التي عقدت في القاهرة ثم في الدوحة كانت مفيدة لتداول الأفكار والرؤى بشكل موسع، مشيرا لوجود ارتياح للنهج العربي في هذا الصدد وانحساره في قضيتين مهم جدا.

ربما يعجبك أيضا