بأعلى المعايير الوقائية.. الإمارات تحتضن معرض الصحة العربي 2021

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

بمعرض ضخم، يُعد هو الأكبر لتجمع مصنعي المنتجات وموفري الخدمات في مجال الرعاية الصحية، وبِحدث أمثل لإيجاد وشراء كل ما يتعلق بمتطلبات القطاع الصحي، احتضنت دولة الإمارات العربية المتحدة، صباح اليوم الإثنين، مؤتمر الصحة العربي، في ظل جائحة “كوفيد19” التي دفعت الأجهزة الصحية العالمية للتكاتف والتصدي لهذا الفيروس سريع الانتشار.

الإمارات، كانت قد أكدت من قبل على انعقاد نسخة 2021 لأكبر معرض للرعاية الصحية في الشرق الأوسط، في الفترة الممتدة من 21 إلى 24 يونيو الجاري، متحدية الجائحة بعد أن حققت نجاحًا باهرًا في تطبيق أعلى المعايير الوقائية لتحجيم انتشار الوباء، عن طريق إجراءاتها الصائبة، بالإضافة إلى تسريع عجلة التطعيم وتقديم أكثر من 14 مليون جرعة لقاح للسكان.

الأضخم في الشرق الأوسط

الفيتشر

يُعتبر معرض ومؤتمر “آراب هيلث”، أضخم حدث للرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط، وقد أقيم للمرة الأولى قبل 45 عامًا، وهو يشتهر بتقديم أعلى برامج التعليم الطبي المستمر (CME) جودةً لأصحاب المهن الطبية في المنطقة.

وقد قام معرض الصحة العربي على مدار 45 عامًا باستقطاب أحدث الابتكارات في مجال الرعاية الصحية، بدءًا من معدات التصوير الحديثة إلى المواد القابلة للاستخدام لمرة واحدة ذات التكلفة الاقتصادية، والتطورات في مجال العمليات الجراحية والأطراف الصناعية، لذلك فهو يواصل تعزيز مكانته المرموقة في هذه الصناعة بمنطقة الشرق الأوسط.

وقد شارك عدد ضخم في الحدث الصحي المهم، على مدار السنوات السابقة، ففي عام 2018 زار المعرض نحو 84493 زائرًا بمشاركة 4150 شركة عارضة، أما في عام 2019، زاره نحو 106972 شخصًا، بمشاركة 4262 شركة، وفي آخر نسخة أقيمت في 2020 زار ما لا يقل عن 51670 شخصًا المعرض.

وعادة ما يصاحب المعرض عددًا من المؤتمرات وورش العمل في مجال الأعمال والقيادة والتعليم الطبي المستمر، لتقديم أحدث الرؤى حول الإجراءات والتقنيات والمهارات الحديثة.

وتُعد أبرز المنتجات التي تعرضها الشركات في المعرض، ما يتعلق بالمعدات والأجهزة الطبية، التصوير والتشخيص، تقويم العظام والعلاج الطبيعي، أنظمة وحلول تكنولوجيا المعلومات، والبنية التحتية للرعاية الصحية وأصولها.

بـ«الأعمال نتحد»

1 1

صباح اليوم، وتحت شعار “بالأعمال نتحد ودفع الصناعة نحو الأمام”، انطلقت بمركز دبي التجاري العالمي، فعاليات الدورة الـ46 للمعرض، بمشاركة أكثر من 1500 شركة عارضة، لتمثيل 150 دولة.

ويصاحب المعرض، الذي يمتد لـ4 أيام متواصلة، معرض “ميد لاب 2021” للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي يساهم في تمكين الآلاف من المهنيين من خلال تعزيز فرص العمل، وهو الحدث الذي يجتمع فيه عالم الطب المختبري.

ويشهد المعرض هذا العام، مشاركة 300 متحدث من مختلف دول العالم، يسلطون الضوء على أبرز التطورات المتعلقة بقطاع الرعاية الصحية والأدوية وتحسين الممارسات الطبية ونتائج المرضى.

وتتضمن فعاليات الحدث أيضًا، تنظيم 12 مؤتمرًا طبيًا مقسمًا بين 9 مؤتمرات معتمدة من CME، والتي تتمحور جميعها حول التعليم الطبي المستمر، ويسمح كل منها للمشاركين بالتواصل وتطوير أفضل الممارسات الدولية.

وقبل انطلاق نسخة اليوم، استضاف المعرض، سلسلة من الندوات الرقمية اليومية بهدف إتاحة الفرصة أمام المشاركين للتفاعل وإبرام الاتفاقيات والصفقات التجارية.

وناقشت جلسات اليوم الأول، كل ما يتعلق بجائحة كورونا، مع تسليط الضوء على المفاهيم الأساسية للوباء، وآليات السيطرة على المرض، إضافة إلى استعراض آليات البحث والابتكار في الاستجابة للجائحة، والدروس المستفادة منها.

تحديات كورونا.. وتنشيط قطاع الرعاية الصحية

بعد الصعوبات والتحديات التي سببتها جائحة كورونا، وفي ظل تخفيف العالم للقيود التي كانت قد فرضت منذ انتشار الوباء، تتميز نسخة 2021 من معرض الصحة العربي عن غيرها بتسليط الضوء بشكل أوضح على خدمات قطاع التكنولوجيا الصحية، والذي من المتوقع أن يبلغ بنهاية العام الجاري، نحو 11 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

إذ أدت جائحة كورونا، إلى انتشار موسع للتكنولوجيا الصحية بالمقارنة مع الطب التقليدي المعروف، وذلك بعد أن أصبحت الخدمات “ملحة” وليست “كمالية” في قطاع الرعاية الصحية حول العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.

وبالتالي تسلط جميع الشركات خلال هذا المعرض، الضوء على هذه الجزئية، إذ تُشارك العديد من الدول ذات الاقتصاديات المتقدمة، مثل فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، وإيطاليا في المعرض، وهذا يشير إلى أن هناك تركيز عالمي واضح نحو هذه التكنولوجيا الجديدة نسبيًا على قطاع الرعاية الصحية.

مشاركات ومبادرات رائدة

الحدث الطبي، الذي تستضيفه الإمارات، جاء في ظل تبوء الدولة المركز الأول عالميًا في مؤشر مدى تغطية الرعاية الصحية بحسب مؤشر الازدهار لعام 2020، الأمر الذي جعل من فعاليات الحدث فرصة قوية لتسليط الضوء على المشاريع الوقائية والعلاجية التي يتم تنفيذها في الدولة، باستخدام أحدث التقنيات الطبية، ما يدعم تحقيقها للريادة العالمية في ظل الأزمات والتحديات.

وفي هذا الصدد، تشارك جهات مختلفة في فعاليات الحدث، جاءت من بينها، وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، التي اعتزمت إطلاق حزمة خدمات صحية مبتكرة، وعدد من المشاريع والمبادرات الرائدة، بهدف تمكين الخدمات الصحية المستقبلية في الإمارات، من خلال الجمع بين الأنظمة الذكية والروبوتية، وتعزيز ممارسات الصحة الرقمية والتطبيب عن بعد وتطوير خدمات الصحة النفسية.

كذلك، اعتزمت الإمارات أن تطلق العديد من المبادرات خلال فعاليات الحدث، بهدف تعزيز مكانتها كمركز عالمي مرموق في المجالات المتخصصة بالطب والعلوم والرعاية الصحية الرائدة، وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة للارتقاء بجودة الحياة واستدامة الخدمات الصحية، فضلًا عن استعراض ما حققته من إنجازات في مجال توفير الفحوصات واللقاحات للجميع من كل الجنسيات.

وعلى هامش أولى أيام المعرض، أطلقت مدينة دبي الطبية منصة “C37” الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي، والتي تستقطب أمهر الأطباء الزائرين من دول العالم وتضع خلاصة خبراتهم في متناول المجتمع المحلي، وتفتح آفاقًا جديدة للأطباء في الدولة.

وتوفر C37 مزايا تشغيلية متميزة بإشراف مدينة دبي الطبية، وتساعد الأطباء على تقديم الخدمات المطلوبة وفق أفضل المعايير الدولية، كما تتيح المنصة خدمات متكاملة ومميزات مهنية وتفتح المجال أمام التعاون مع أكثر من 160 عيادة ومستشفى متواجدة في مدينة دبي الطبية.

كما أطلقت جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية مركز استكشاف الجينوم الأول من نوعه في الإمارات، لتقديم خدمات التشخيص والعلاج لمرضى الاضطرابات الجينية، فضلًا عن تعزيز أبحاث الجينوم المحلية وإعداد الجيل القادم من العلماء في الدولة.

وبخلاف الإمارات، شاركت العديد من الدول الأخرى، بعدد هائل من المشروعات والمبادرات، للشركات التي روجت بهوية بلادها عن منتجاتها ذات الجودة العالية، مما يعزز من فرص وصولها للأسواق العالمية المستهدفة.

ربما يعجبك أيضا