إدلب تحت القصف.. كارثة إنسانية تلوح في الأفق وصمت دولي مطبق

محمد عبدالله

رؤية

للأسبوع الثالث يستمر التصعيد من قبل النظام السوري وروسيا على ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب، وتزداد وتيرته يوماً بعد يوم، وراح ضحيته حتى اليوم الثلاثاء 32 شخصاً بينهم طفلان وجنين و5 نساء، ومتطوع بـالخوذ البيضاء، وأصيب 66 آخرون بينهم أطفال ونساء، لم يكن هناك أي تحرك دولي أو محاولة إيقافه.

وواجهت فرق الإسعاف والإنقاذ في الدفاع المدني السوري صعوبة كبيرة في الوصول إلى الأماكن التي تم استهدافها لإسعاف الجرحى وانتشال الجثث، بسبب رصد قوات النظام للمنطقة و استهدافها المتكرر للطرقات، ومراقبة طائرات الاستطلاع لأي تحرك والاستهداف المزدوج للمكان أثناء العمل.

صمت دولي ورسائل لـ«واشنطن»

خوذ

عودة الروس إلى قصف المستشفيات والمدنيين في إدلب، واستعراض القوة بتنفيذ ذلك عبر صواريخ بعيدة المدى أطلقت من بوارج روسية، يبدو بأنها رسالة لإدارة بايدن للتذكير بأن روسيا لاعب فاعل في المنطقة يمكنه خلط أوراق التحالفات التي يُعاد تشكيلها حاليا.

رغم أن الأممُ المتحدةُ تزودُ روسيا بإحداثياتِ المشافي والنقاطِ الطبيةِ في إدلبَ لتتجنبَ قصفَها جواً، إلا أن الإجرام الروسي يأبى إلا أن يواصل انتهاكاته ليس فقط بحق المدنيين، وإنما أيضا بحق متطوعي الخوذ البيضاء، آخرها استهداف مركز الدفاع المدني السوري في بلدة قسطون غربي حماة، والذي أدى لاستشهاد متطوع وإصابة ثلاثة آخرين، أحدهم بحالة حرجة.

يأتي القصف بالتزامن مع اقتراب موعد اجتماع مجلس الأمن الدولي للتصويت على آلية إدخال المساعدات الإنسانية، وتتعمد قوات النظام وروسيا تصعيدها قبل انعقاد الجلسة لفرض واقع على الأرض، وترك المنطقة بحالة عدم استقرار، وإجبار المدنيين على النزوح.

وبالرغم من أن التصعيد العسكري للنظام وروسيا على ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب، مستمر منذ نحو 17 يوماً وراح ضحيته حتى اللحظة 31 شخصاً بينهم طفلان وجنين و4 نساء، ومتطوع بالدفاع المدني السوري، وأصيب 64 آخرون بينهم أطفال ونساء، لم يكن هناك أي تحرك دولي أو محاولة إيقافه.

أسلحة روسية فتاكة

تستخدم قوات النظام وروسيا أسلحة متطورة وذات دقة عالية في استهداف المدنيين وفرق الدفاع المدني السوري، وهي قذائف مدفعية موجهة بالليزر من نوع (كراسنوبول) ، وهذا ما يؤكد أن القصف ممنهج بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا.

بحسب الدفاع المدني السوري تم توثيق استخدام هذا النوع في قصف مشفى الأتارب في 21 آذار الماضي ومعبر باب الهوى، وفي قرية إبلين في 10 حزيران الماضي، وقبل يومين باستهداف مركز الدفاع المدني السوري في قرية قسطون غربي حماة، وبهجمات اليوم.

كارثة إنسانية

استمرار التصعيد الروسي ينذر بموجة نزوح جديدة نحو مخيمات الشمال المهددة أساساً بكارثة إنسانية مع اقتراب موعد التصويت في مجلس الأمن حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود واحتمالية استخدام روسيا حليفة النظام حق النقض (الفيتو) لإيقاف إدخالها من معبر باب الهوى الحدودي الذي يشكل شريان الحياة الوحيد لمناطق شمال غرب سوريا التي يعيش فيها أكثر من 4 ملايين مدني نصفهم مهجرون قسرياً من عدة مناطق في سوريا، ومنهم أكثر من مليون يعيشون في المخيمات، ما يفاقم الحالة الإنسانية للنازحين ويحرمهم من حقهم في الغذاء والدواء بعد أن حرمهم نظام الأسد من حقهم في العيش الآمن.

يشار إلى أنّ مناطق شمال غربي سوريا قد سجّلت، خلال الأسبوعين الماضيين، تصعيداً وخرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل النظام وحليفه الروسي، الأمر الذي قد يدفع الآلاف للهرب نحو مخيمات الشمال .

ومضى على اتفاق وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا نحو عام وثلاثة أشهر إلا أن قوات نظام مستمرة بخروقاتها لمنع الاستقرار وإجبار المدنيين على النزوح فمنذ بداية العام الحالي استجابت فرق الدفاع المدني لأكثر من 580 هجوماً من قبل النظام وروسيا، تسببت بمقتل 93 شخصاً بينهم 16 طفلاً 15 نساء، فيما أصيب أكثر من 230 شخصاً بينهم 37 طفلاً نتيجة تلك الهجمات.

ربما يعجبك أيضا