مع استمرار سقوط المديريات.. طالبان تتقدم نحو «مزار شريف» الاستراتيجية

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأفغانية، عشرات المقاطع المرئية لاستسلام المئات من الجنود الأفغان إلى عناصر حركة طالبان الأفغانية، حيث تقوم الحركة بإطلاق سراحهم وتقدم لهم الماء والغذاء وتمدهم بالمال اللازم لعودتهم لقراهم ومدنهم، وذلك ضمن دعاية الحركة أنها لن تؤذي من يستسلم لها ولا يقاتلها، أما من حاربها كنخبة الكوماندوز الأفغانية فقد قتل منهم العشرات.

أفغانستان لديها ما يقارب مجموعه 384 مقاطعة، 154 منها تم الاستيلاء عليها بالكامل من قبل طالبان، كما أن هناك ما يقارب من 100 مركز حي (من الأحياء) آخر تحت الحصار، بل إن الحركة على وشك الاستيلاء على مركز ولاية قندوز الشمالية بعدما سيطرت على جميع مديريات الولاية والحدود مع جمهورية طاجيكستان المجاورة، أما الأرقام الرسمية الأفغانية فبحسب قناة طلوع نيوز المحلية، من بين 387 منطقة و34 من مراكز الولايات، سقطت مراكز 17 مقاطعة على الأقل في أيدي طالبان خلال الشهرين الماضيين.

المحلل السياسي الأفغاني طارق غزنوي أكد أن طالبان باتت تحاصر عواصم مقاطعات قندز، تخار، بلخ، فرياب، بادغيس، غور، فرح، هيلمند، أوروزغان، زابل، غزني، وردك، لوغار، لغمان، بغلان، سار، كما أكد أن القوات الحكومية تحت حصار شديد، ويمكن أن تسقط العواصم في أيدي قوات طالبان في أي لحظة.

ووفق بيانات الأمم المتحدة، تسيطر “طالبان” على 50 إلى 70 في المئة من أراضي أفغانستان، باستثناء مراكز المدن، بدورها اعتبرت مبعوثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان، ديبورا ليونز، في رسالتها لمجلس الأمن الدولي، أن “إعلان انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان أحدث هزة زلزالية بطول وعرض البلاد”.

المشهد الميداني

قوات الحركة تتجه نحو مدينة مزار شريف الاستراتيجية بعدما سيطر مسلحو حركة “طالبان”، على قضاء “بلخ” التابع لمدينة مزار شريف شمالي أفغانستان.، كما أعلن مسؤول أفغاني، سقوط مقاطعة “تولاك” بولاية غور بيد حركة طالبان

استولت حركة “طالبان”، على معبر شير خان الذي يربط أفغانستان ببقية آسيا الوسطى، على بعد 50 كلم شمالي ولاية قندوز، الحركة “تمكنت أيضا من السيطرة على المناطق المؤدية إلى ولاية قندوز، كبرى مدن شمال شرق البلاد”، وفرضت الحركة، سيطرتها على منطقة “دولت أباد” التابعة لولاية فارياب شمالي أفغانستان

وقال نائب رئيس مجلس ولاية “جوزجان”، عمرو الدين دانيشجو، إن مركز منطقة “مرديان” في “جوزجان” سقط في يد حركة “طالبان”، فيما قال رئيس مجس شورى ولاية بلخ، محمد أفضل حديد إن مسلحي طالبان شنوا هجوما على قضاء جربولاق بولاية بلخ وسيطروا عليه، فيما قال نائب رئيس مجلس شورى ولاية سمنغان، هاشم سَروري، إن مسلحي طالبان شنوا هجوما على قضاء درايي سوف بالا، وسيطروا عليه.

واشنطن

فيما أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، اكتمال نصف عملية انسحابها من أفغانستان، وقالت القيادة العسكرية المركزية، في بيان، إن نسبة الانسحاب من أفغانستان “تجاوزت حتى 21 يونيو/ حزيران الجاري 50 بالمئة”، حسبما نقل موقع قناة “الحرة” الأمريكية، وأضافت أن الإدارة الأمريكية “سحبت ما يعادل 763 حمولة من طائرة الشحن C-17 من المواد والعتاد من أفغانستان”، كما أشارت إلى تسليم واشنطن 6 منشآت للجيش الأفغاني.

ومن المقرر أن يكتمل الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/ أيلول المقبل، وفق الرئيس جو بايدن.

فيما أكد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي أن على واشنطن أن تتصرف بمسؤولية بخصوص الانسحاب من أفغانستان وأن يكون انسحاب قواتها منظماً.

رؤية أفغانية

يقول المحلل الأفغاني “روح الله عمر”، إن “حركة طالبان هجومهم المباغت من مدينة قندهار قب عدة اشهر وهي أكبر المدن وأهمها التي تقع على الحدود الباكستانية وهي مدينة اقتصادية، لكن قصف أمريكي شديد استمر أياما على حدود المدينة، اضطر طالبان لفك حصار المدينة و التقهقر إلى القرى البعيدة، وفي شهر الصيام انخفض مؤشر القتال في جميع الولايات، وبعد عيد الفطر المبارك بدأت قوات حركة طالبان بالتقدم السريع في الولايات، وحسب علمي سقطت أكثر من ٩٠ مديرية بعد العيد حتى اليوم، وفوق كل ذلك انهارت معنويات الجيش في جميع الولايات وبالأخص في الشمال الذي كان يعد معقل مخالفي طالبان، وأظهرت الحركة في الأيام الماضية أمام العالم أنها الحركة الوحيدة في أفغانستان التي تتمتع بقوة في جميع الولايات حتى في الولايات الشمالية، وأعتقد أن الحركة ستجند جنودا في المناطق الجديدة، وذلك سيقوي الحركة”.

ربما يعجبك أيضا