حي الشيخ جراح.. هل تشكل ممارسات الاحتلال وقودًا لانتفاضة عارمة؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

في فلسطين فقط وضمن معايير لا يعمل بها إلا المحتل، تعاقب الضحية ويفلت الجلاد من العقاب.. هذا ما يحدث في حي الشيخ جراح حين هاجم قطعان المستوطنين الحي، أحرقوا منزلا وبثوا الخوف في نفوس الأطفال قبل أن تتحرك الشرطة لتضع يدها بيد المجرمين لتطلق الغاز باتجاه المواطنين العزل.

ليالي عصيبة

ليالي عصيبة مرت على سكان الحي، أسفرت عن إصابة أكثر من 20 مواطنا ليستيقظ الفلسطينيون على عقاب إضافي يتمثل في رائحة الصرف الصحي، حيث أغرق الاحتلال الحي بالمياه العادمة لمنع أي شكل من أشكال التضامن مع السكان.

وحوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حي الشيخ جراح، والذي يتهدّد 28 عائلة تعيش فيه الطرد والتهجير، إلى ثكنة عسكرية مغلقة بالحواجز الحديدية والمكعبات الإسمنتية، ومنعت المتضامنين الأجانب والفلسطينيين من دخوله.

ثكنة عسكرية

وقال جواد صيام -مدير مركز معلومات وادي حلوة، والناشط ضد الجمعيات الاستيطانية بحي سلوان وسياسات وممارسات الاحتلال بالقدس- إن قوات الاحتلال منعت الزيارات حاليا بين الأهالي سكان الحي كما يمنع الدخول أو الخروج من الحي دون تفتيش. بينما يسمح للمستوطنين التحرك بحرية تامة دون أي قيود، ويداهمون المنازل فجأة بدافع التفتيش وأي فلسطيني يحاول الدفاع عن بيته يتعرض للضرب أو الاعتقال دون أي أحقية قانونية تسمح لهم بذلك.

مراقبون أكدوا أن الشراكة بين جنود الاحتلال والمستوطنين أمر ضروري وغير مستغرب لتثبيت أركان الاحتلال في فلسطين، وليست جديدة وموجودة في كل المناطق المحتلة سواء الشيخ جراح أو سلوان أو الخليل.

انقذوا حي الشيخ جراح

وأوضح المراقبون أن العنف الاستعماري دائما ما يأتي من قبل المستوطنين أنفسهم وتحت حماية جنود الاحتلال الذين هما في الأصل مستوطنين بزي عسكري.

وأدت ممارسات الاحتلال إلى تهجير مئات العائلات الفلسطينية من منازلهم في حي الشيخ جراح بالقدس، ما نتج عنها خروج دعوات لإنقاذ الحي التاريخي تحت شعار “انقذوا حي الشيخ جراح” خلال الشهر الماضي.

غاز مسيل للدموع وخراطيم مياه ورصاص إسفنجي

وتستخدم شرطة الاحتلال الإسرائيلي في الشيخ جراح الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص الإسفنجي ضد الفلسطينيين المحتجين على الإخلاء المحتمل للعديد من الأسر التي عاشت هناك منذ عقود.

وفي وقت سابق الثلاثاء، اقتحم عضو الكنيست من حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المعارض بتسلئيل سموتريتش، حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.

اقتحام منزل عائلة الكرد

وقال شهود عيان: إن سموتريتش حاول اقتحام منزل عائلة الكرد بالحي، قبل أن يتصدى له السكان.

وأضافوا، إن محاولة الاقتحام أدت إلى اشتباكات بالأيدي بين السكان، ومجموعات المستوطنين الذي رافقوا سموتريتش.

ولفت الشهود إلى أن الشرطة الإسرائيلية وفّرت الحماية للمستوطنين خلال الاقتحام.

زيادة أعداد المعتقلين والمصابين

ورغم مرور شهر على التهدئة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، لم يتغير على أرض الواقع في مدينة القدس المحتلة، إلا زيادة أعداد المعتقلين والمصابين في الشيخ جراح وباب العامود وسلوان، فالاحتلال مستمر بالتصعيد وانتهاك كافة حقوق المقدسيين أمام شاشات العالم والنقل المباشر، دون أن يحرك ساكنًا.

وحذرت الفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم حركة “حماس”، الاحتلال الإسرائيلي من اعتداء المستوطنين على الفلسطينيين في حي “الشيخ جراح” بمدينة القدس المحتلة.

جاء ذلك في بيان صادر عن الناطق باسم الحركة عن مدينة القدس، محمد حمادة.

وقود انتفاضة عارمة

وقال حمادة: “نحذر الاحتلال الإسرائيلي من مغبّة إطلاق يد قطعان المستوطنين في الاعتداء والتنكيل بحق أهلنا في القدس وعلى وجه الخصوص في الشيخ جرّاح“.

وأضاف أن “ما تقوم به هذه القطعان وبحماية من جيش الاحتلال لن يدفع أهلنا وشعبنا إلا إلى مزيدٍ من التمسك بالحقوق، وسيجعلون منه وقود انتفاضة عارمة في وجه الكيان“.

ودعا حمادة “الشباب الثائر في القدس أن يقلبوا ليل المحتلين إرباكاً ومواجهات في أحياء وشوارع وأزقة القدس، حتى يعلم المحتل أن الانتصار للقدس ومعركة سيف القدس ما زالت فصولها مستمرة حتى يرفع يد عدوانه عنها وعن أهلها”.

فعاليات الإرباك الليليّ

ويواصل الشبان الفلسطينيون في بلدة بيتا بمحافظة نابلس وغيرها من مدن الضفة الغربيّة المحتلة فعاليات الإرباك الليليّ للاحتلال والمستوطنين.

وتجدّدت فعاليات الإرباك الليليّ بالقرب من البؤرة الاستيطانيّة “أفيتار” التي شرع المستوطنون في إقامتها في جبل صبيح ببلدة بيتا جنوب نابلس قبل 50 يوماً، وأضرم الشبّان النار في المئات من إطارات الكاوتشوك في محيط البؤرة الاستيطانيّة.

واقتحمت قوات الاحتلال كذلك بلدة العيسوية في القدس فتصدى لها الفلسطينيون وأطلقوا المفرقعات النارية باتجاهها في وقت أطلق فيه الاحتلال قنابل الغاز والصوت بكثافة في البلدة.

ربما يعجبك أيضا