المرحلة الانتقالية في السودان.. مبادرات وخلافات وصراعات

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

صراعات مستمرة بين القوى السياسية في السودان، ويواجه المسار السياسي الذي اتفقت عليه القوى السياسية السودانية، التدهور الاقتصادي والانفلات الأمني، إلى جانب غياب العدالة والخلافات بين القوى السياسية نفسها، علاوة على بطء تنفيذ اتفاق السلام مع الحركات المسلحة.

كما فشلت الحكومة في تحقيق المشروع الوطني المتوافق عليه من كل السودانيين، ومنذ 21 أغسطس/ آب 2019، يعيش السودان مرحلة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش و”قوى إعلان الحرية والتغيير” وحركات مسلحة وقعت مع الخرطوم اتفاقا لإحلال السلام، في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2020.

ويعاني السودان أزمات متجددة في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية إلى أرقام قياسية.

مبادرة حمدوك

فيما أطلق رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، مبادرة من أجل “تحصين” المسار الديمقراطي في البلاد، وشملت المبادرة توحيد الكتلة الانتقالية، وإصلاح القطاع العسكري والأمني وتوحيد الجيش، وتوحيد السياسة الخارجية، والالتزام بتنفيذ اتفاق السلام الشامل، ومعالجة قضية العدالة بما يضمن عدم الإفلات من العقاب، والتوافق على برنامج اقتصادي عبر حوار شامل، وتفكيك دولة نظام الإخوان السابق لصالح دولة الوطن وتكوين المجلس التشريعي خلال شهر.

وقال حمدوك: إن البلاد تعيش واقعا معقدا وتشهد أزمة وطنية شاملة نجمت عن الفشل في تحقيق الإجماع الوطني الشامل منذ استقلال البلاد في العام 1956، مؤكدا أن الشراكة تواجه تحديات وتشظيا عسكري – عسكري.

ومع ذلك أشار إلى الإنجازات التي تحققت على مستوى الانفتاح الخارجي ونجاح الحكومة في شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وقال حمدوك إنه شرع في إجراء لقاءات ومشاورات واسعة مع قيادات السلطة الانتقالية والقوى السياسية والمدنية وقوى “ثورة ديسمبر” التي أطاحت بالبشير، وذلك بخصوص تطوير مبادرات تهدف لتوحيد مكونات الثورة والتغيير وإنجاز السلام الشامل، وتحصين الانتقال الديموقراطي وتوسيع قاعدته وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة.

تحالف “نداء السودان”

فيما أعلن المجلس القيادي لتحالف “نداء السودان” (وتحالف يضم تجمع المهنيين، وتحالفات “الإجماع الوطني”، و”التجمع الاتحادي”، إضافة إلى قوى المجتمع المدني)، تجميد عضويته في المجلس المركزي لـ”قوى إعلان الحرية والتغيير”.

ويعد تحالف “نداء السودان”، أكبر مكون سياسي في “قوى إعلان الحرية والتغيير”، قائدة الاحتجاجات الشعبية التي أدت إلى عزل الرئيس السابق عمر البشير، في أبريل/ نيسان 2019، والتي تشارك حاليا قادة الجيش في فترة انتقالية.

وقال بيان للتحالف، نشرته وكالة الأنباء السودانية، إنه عقد سلسلة اجتماعات بمقر حزب “الأمة القومي” في مدينة أم درمان غربي محافظة الخرطوم، منذ السبت الماضي، وقرر تجميد عضويته في المجلس المركزي لـ”قوى إعلان الحرية والتغيير” ابتداء من 29 يونيو/ حزيران الجاري، وطالب بإعادة هيكلة “قوى إعلان الحرية والتغيير”، وعقد مؤتمر عام تأسيسي لكل شركاء الفترة الانتقالية، وتحقيق إصلاحات في الائتلاف الحاكم للفترة الانتقالية.

ويضم تحالف “نداء السودان” قوى أبرزها حزب “الأمة القومي”، وحزب “المؤتمر السوداني”، و”الحركة الشعبية/ شمال” بقيادة مالك عقار ، و”حركة تحرير السودان”، بقيادة مني أركو مناوي، وحركة “العدل والمساواة”، بزعامة جبريل إبراهيم، ومبادرة “المجتمع المدني”، إلى جانب قوى أخرى.

تشديدات البرهان

شدد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبدالرحمن، رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة السودانية علي عدم الالتفات إلى الشائعات التي تستهدف وحدة المنظومة الأمنية، مؤكداً على إنسجامها وتماسكها وعملها لأجل هدف واحد.

وقال البرهان: “القوات المسلحة والدعم السريع قوة واحدة على قلب رجل واحد هدفها المحافظة على أمن الوطن والمواطنين ووحدة التراب وأنها بالمرصاد للعدو الذي يسعى إلى تفكيك السودان وأنها يدُ واحدة قوية لحماية الفترة الانتقالية لإحداث التحول الديمقراطى المنشود مع ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية التي تشمل كل السودانيين”.

وتابع: “لن نسمح أبداً لأي طرف يعمل على بث الشائعات وزرع الفتن بين مكونات المنظومة الأمنية القوات المسلحة والدعم السريع”، مؤكداً الاهتمام بتطوير القوات المسلحة والدعم السريع والعمل على المزيد من أحكـــام التنسيـق على كافة المستويــات وتحسيــن الأوضاع المعيشية للفـــرد العسكري حتى يتفرغ لأداء مهامه وواجباته على الوجه الأكمل.

وأكد البرهان حرص القوات المسلحة على تحقيق السلام الشامل والوصول إلى اتفاق وطني مرضى عبر الحوار مع الحركات المسلحة التي لم تلحق بركب السلام

ومن جهته، دعا الفريق أول محمد حمدان دقلوا نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد قوات الدعم السريع إلى القضاء على الشائعات التي تستهدف وحدة وتماسك القوات المسلحة والدعم السريع في مهدها والحرص على التحصين من أغراضها الضارة.

وقال: “هدفنا واحد ولدينا مسئولية تاريخية في الخروج بالبلاد إلى بر الأمان وأن الأعداء ينتظرون تنافرنا”، مؤكداً أن القوات المسلحة والدعم السريع يمثلان قوة واحدة تتبع للقائد العام وتأتمر بأمره مجدداً تمسكه بإحداث التحول الديمقراطي في البلاد.

استقالة عائشة موسى

كما أعلن مجلس السيادة السوداني قبول استقالة العضوة عائشة موسى التي تقدمت بها الشهر الماضي، جاء ذلك لدى استقبال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لموسى في القصر الرئاسي بالخرطوم، وفق بيان للمجلس.

وذكر البيان أن البرهان “أثنى على الجهود الكبيرة التي بذلتها موسى إبان فترة عملها بالمجلس، وأبلغها بقبول المجلس استقالتها”، من جانبها، أوضحت موسى، بحسب ذات المصدر، أن استقالتها “جاءت بكامل إرادتها ووفقا لقناعاتها”.

ربما يعجبك أيضا