مقتل ناشط فلسطيني ومطالبات أممية وغربية وفلسطينية بالتحقيق

محمود

رؤية – محمد عبدالكريم

القدس المحتلة – أعلن جبرين البكري، محافظ الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، الخميس، عن وفاة الناشط والمعارض نزار بنات، بعد اعتقاله من قبل قوة أمنية فلسطينية.

وقال البكري -في بيان صحفي تلقت “رؤية” نسخة منه- إن قوة أمنية فلسطينية اعتقلت فجر اليوم، بنات، بناء على مذكرة توقيف من النيابة العامة، “وخلال ذلك تدهورت حالته الصحية وتم تحويله إلى مستشفى الخليل الحكومي، حيث أعلن عن وفاته”.

من جهتها، قالت عائلة بنات: إن «ما حصل مع نزار هو عملية اغتيال مع سبق الإصرار والترصد، عقب اقتحام مكان سكنه من قبل قوة أمنية مشتركة في تمام الساعة 03:30 فجراً، وتعرضه للضرب المبرح من قبل قبل 25 عسكرياً، وتم اعتقاله عارياً وأخذه إلى جهة غير معلومة قبل الإعلان عن وفاته».

الأمم المتحدة تدعو لتقديم المسؤولين عن وفاة الناشط بنات للعدالة قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند:”مصدوم وحزين لوفاة الناشط والمرشح السابق للمجلس التشريعي نزار بنات عقب اعتقاله من قبل قوات الأمن الفلسطيني. تعازينا الحارة إلى عائلته وأحبائه”.

ودعا وينسلاند لإجراء تحقيق فوري ومستقل وشفاف، مؤكدا انه يجب تقديم الجناة إلى العدالة”.

من جهتها، قالت لين هاستينغز، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالأراضي الفلسطينية المحلية: “أنباء مقلقة عن مقتل الناشط نزار بنات بعد وقت قصير من اعتقاله من قبل قوات الأمن الفلسطينية من منزله في الخليل. ألاحظ أنه قد تم الشروع في تحقيق وأدعو السلطات إلى ضمان تقديم المسؤولين بسرعة إلى العدالة”.

الاتحاد الأوروبي ما جرى صدمة

بدوره دعت ممثلية الاتحاد الأوروبي في فلسطين إلى التحقيق الفوري بما جرى، وقالت الممثلية في تغريدة على تويتر: “مصدومون وحزينون لوفاة الناشط والمرشح التشريعي السابق نزار بنات عقب اعتقاله من قبل قوات الأمن الفلسطينية الليلة الماضية. تعازينا إلى عائلته وأحبائه. يجب إجراء تحقيق كامل ومستقل وشفاف فورا”.

كندا .. حزينون لقتل نزار

أما الممثلية الكندية في فلسطين فقد كتبت على الفيسبوك: “صُدمة وحزن عميق لوفاة نزار بنات ، الناشط السياسي الفلسطيني البارز والناقد للسلطة الفلسطينية ، بعد أن اعتقلته قوات الأمن الفلسطينية صباح هذا  اليوم، تؤيد كندا بقوة حرية التعبير والمساحة الآمنة للشخصيات السياسية وأعضاء المجتمع المدني ، الذين يتوجب حمايتهم. خالص تعازينا لأسرة السيد بنات وأصدقائه”.

حماس والجهاد والشعبية.. ما جرى لا يجب أن يمر

من جهتها، حمّلت «الجبهة الشعبية»، السلطة مسؤولية اغتيال الناشط بنات، قائلة: إن «اعتقال ثم اغتيال نزار، يفتح مجدداً طبيعة ووظيفة الأجهزة الأمنية واستباحتها لحقوق الفلسطينيين، وهذا يجب ألا يُسكت عنه أو يمرّ مرور الكرام».

أما المتحدث باسم حركة «الجهاد الإسلامي»، طارق سلمي، فقال: «ندين ونستنكر بأشد العبارات الجريمة التي أدّت لاستشهاد المعارض السياسي نزار بنات، والخزي لكل ما اعتدى على المناضل الوطني وأعطى الأوامر باعتقاله وضربه بوحشية».

كذلك، أدانت حركة «حماس» بشدة اغتيال أجهزة أمن السلطة، نزار بنات، معتبرةً في بيان لها إن هذه «الجريمة المدبّرة والمنظمة، تعكس نوايا وسلوك السلطة وأجهزتها الأمنية تجاه أبناء شعبنا، والنشطاء المعارضين وخصومها السياسيين».

ودعت الحركة كل مكونات الشعب وفصائله ومؤسساته، إلى «الوقوف عند مسؤولياتهم، واتخاذ قرارات وطنية جريئة ومسؤولة تجاه المسؤولين والضالعين في هذه الجريمة البشعة، والعمل على حماية أبناء شعبنا من قمع وتغوّل وإجرام السلطة وأجهزتها، وتغيير هذا الواقع الخطير الذي تفرضه في الضفة».

كما دعت إلى «أوسع مشاركة وطنية وشعبية في تشييع الشهيد نزار بنات»، مطالبةً القوى والفصائل والمؤسسات الشعبية والمدنية والحقوقية، والعشائر الفلسطينية، بـ«أوسع تضامن مع ذوي الشهيد، ورفض الظلم والاستبداد».

يُشار إلى أن أجهزة أمن السلطة، اعتقلت الناشط السياسي البارز نزار بنات عدة مرات وأخضعته للتحقيق والسجن، كما لاحقته ولاحقت أفراد عائلته نتيجة كشفه الدائم عن ملفّات الفساد التي تورطت فيها شخصيات من رأس الهرم في السلطة، وليس آخرها إلا صفقة اللقاحات.

وقبل ثلاثة أيام، نشر بنات فيديو على صفحته في موقع «فيسبوك»، يتحدث فيه عن نهج البيع والفساد في السلطة الفلسطينية تاريخياً، وآخرها صفقة «لقاحات فايزر» منتهية الصلاحية، التي تسلّمتها السلطة من إسرائيل.

الهيئة المستقلة: وفاة الناشط الحقوقي بنات كان صادما جدا وننظر بخطورة لهذه الحادثة

قال مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويك: إن خبر وفاة الناشط الحقوقي نزار بنات كان صادما جدا والهيئة المستقلة تنظر بخطورة لهذه الحادثة.

وقال دويك: “لقد قمنا بالاطلاع على شريط الكاميرا لحظة خروجه مع القوة الأمنية، وتواصلنا مع النائب العام وسيشارك طبيب شرعي منتدب من طرف الهيئة في تشريح الجثمان من اجل معاينته ونحن طلبنا من العائلة أن تنتدب طبيباً للمشاركة في الصفة التشريحية، والنيابة العامة وافقت على هذا الأمر”.

وتابع دويك:” الإفادات لدى الهيئة تشير إلى أن نزار تعرض للاعتداء والضرب والرش بالغاز خلال اعتقاله، بناءا على شهادات شهود العيان وهذا ما سيتم تأكديه من قبل تقرير الطب الشرعي ولا نريد إعطاء نتائج مسبقة لحساسية الموضوع”.

وشدد دويك على وجوب محاسبة ومساءلة كل من له دور أو ساهم أو حرض على ما جرى للناشط نزار بنات على أعلى مستويات. مضيفاً: “إننا سنقوم بجمع البيانات وشهادات شهود العيان ونعلن كل ما توصلنا إليه للمواطنين فور استلام معلومات جديدة”.

وتعقيباً على حادثة وفاة الناشط والمعارض نزار بنات قال محاميه شاكر طميزي: “نعمل على انتداب أطباء مستقلين غير تابعين لأي جهة للمشاركة في عملية التشريح ونحن متواجدين في بيت العائلة، وتم توقيف أي عمليات، لحين انتداب الأطباء المختصين للمشاركة مع فريق الطب العدلي للوقوف على ملابسات وأسباب الوفاة”.

وبين أن هناك شهادات من الأهل كانوا متواجدين أثناء عملية الاعتقال وهذه الإفادات تم تقديم شكاوى خاصة بها لدى الهيئة المستقلة وسيتم التوجه بشهادات لأي جهة رسمية تطلب منهم ذلك.

وبين طميزي أن جميع القضايا التي كانت موجهه لنزار بالسابق من قبل السلطة الفلسطينية هي قضايا سياسية ورأي سياسي فقط، وهي بنص القانون وحكماً فإن جميع القضايا التي وجهت لنزار تسقط عنه الآن.

الأورومتوسطي يطالب بتحقيق عاجل في قتل الناشط نزار بنات

عبر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن صدمته البالغة من ملابسات مقتل الناشط السياسي الفلسطيني المعارض “نزار بنات”، بعد تعرضه للاعتقال والاعتداء المباشر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الخليل جنوبي الضفة الغربية.

وأشار الأورومتوسطي إلى أن منزل المعارض السياسي “نزار بنات”، والذي كان مرشحًا ضمن قائمة “الحرية والكرامة” في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني -التي أُجلّت بقرار من الرئيس الفلسطيني “محمود عباس”- كان تعرض في 1 مايو/أيار الماضي لإطلاق نار وقنابل غاز مباشرة في ذروة عملية التحضيرات لانتخابات المجلس التشريعي، فيما نجت أسرته من الحادث. وجاء هذا الاعتداء في ذروة تحريض وتهديد ضده عقب قيام القائمة المرشح ضمنها بتوجيه رسالة لممثلي الاتحاد الأوروبي في فلسطين، تعلن فيها اعتزامها التوجه إلى المحاكم الأوروبية لطلب وقف الدعم المالي عن السلطة بسبب تأجيل الانتخابات.

ويرى الأورومتوسطي فيما حدث تطورًا خطيرًا على صعيد الانتهاكات التي تمارسها الأجهزة الأمنية الفلسطينية، والتي شهدت تصاعدًا ملحوظًا منذ وقف الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة في 21 مايو/ أيار الماضي، حيث سجل نحو 150 حالة اعتقال واستدعاء على خلفيات سياسة تتعلق بالنشر وحرية الرأي والتعبير، فيما تعرض العديد من الناشطين لعمليات تعذيب ممنهجة خاصة في سجن أريحا.

وعبر الأورومتوسطي عن خشيته على حياة بعض المعقلين نتيجة تعرضهم لتعذيب مستمر، بمن في ذلك “محمد أمين البشتاوي” المعتقل منذ أربعة أيام لدى جهاز الأمن الوقائي في نابلس.

واكد الأورومتوسطي أن هذه الانتهاكات تأتي في سياق واضح متعلق بتكميم الأفواه وإرسال رسالة تهديد لإرهاب وإسكات الناشطين والمعارضين، خاصة بعد تأجيل الانتخابات الفلسطينية التي كان يتطلع الفلسطينيون أن تكون بوابة للتغيير الديمقراطي وتجديد الشرعيات الفلسطينية.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن العشرات من الناشطين وأعضاء الحملات الانتخابية تعرضوا للاعتقال أو الاستدعاء أو التهديد في الأسابيع الأخيرة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وادان الأورومتوسطي مقتل “نزار بنات”، فإنه يدعو إلى فتح تحقيق جدي ومستقل، ومحاسبة كل المتورطين في مقتله، إلى جانب الإفراج عن جميع المعتقلين على خلفية سياسية أو حرية الرأي والتعبير.

ربما يعجبك أيضا