إيران تحشد ميليشيا «فاطميون» لمواجهة حركة طالبان

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

ومنذ بدء انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في مطلع من مايو/ آيار الماضي، تمكنت حركة طالبان الأفغانية من السيطرة على مناطق واسعة في أفغانستان.

وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام عن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، قوله إنه “في أقل من شهرين، استطعنا السيطرة على 104 مديرية”.

وفي الأيام الماضية، فرض مسلحو طالبان سيطرتهم على المعبر الرئيسي باتجاه طاجيكستان، والذي يعد محورا أساسيا لمرور البضائع إلى آسيا الوسطى، وفي حال تمكن مسلحو طالبان من السيطرة على المنفذ الحدودي بين إيران وأفغانستان، قد تستعين طهران بمليشيات فيلق “الفاطميون” الذي شكله الحرس الثوري عام 2011 للقتال في سوريا.

ويبدو أن الأقلية الشيعية والقبلية الأفغانية تعمل بدعم من نظام خامنئي على تشكيل تحالف ضد حركة طالبان التي تكتسح مديريات البلاد منذ 60 يوما.

إيران وأفغانستان

وتشترك إيران مع أفغانستان بحدود يبلغ طولها نحو 945 كيلو متراً، ولدى طهران نفوذ سياسي في أفغانستان بالإضافة إلى تبادل تجاري.

أفغانستان لطالما لقنت الدولة الصفوية ومن بعدها القاجارية دروسا في التاريخ، سجلتها معارك ضارية دارت بينهما، كانت في كل مرة تنتهي بهزيمة الدولة الإيرانية، ومنذ سنوات قليلة أسس قائد الثورة الإيرانية علي خامنئي، ميليشيات أفغانية شيعية أسماها “فاطميون” (تتشكل من الشيعة الهزارة)، حيث شكل الحرس الثوري الإيراني من اللاجئين الأفغان المهاجرين إلى إيران (أغلبيتهم الساحقة من الشيعة) و”لواء زينيبون” وغالبية أفراده من الميليشيات الباكستانية.

فيما قال غضنفر آبادي -رئيس محكمة الثورة في طهران- “إذا الشعب الإيراني لم ينصر الثورة سيأتي الحشد الشعبي العراقي، الحوثي اليمني، الفاطميون من أفغانستان، وزينبيون من باكستان لنصرة الثورة”! وهذه التصريحات توضح إلى أي حد تغلغلت إيران في عدد من البلدان الإسلامية.

إيران تحشد “فاطميون”

فيما أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية، مساء الخميس، بإرسال طهران تعزيزات عسكرية إلى حدود أفغانستان بعد تقدم حركة طالبان.

وذكرت وكالة أنباء “دانشجو” الإيرانية المقربة من معسكر المتشددين، أن “الجيش الإيراني يرسل تعزيزات ومعدات ثقيلة إلى الحدود مع أفغانستان”، وذلك بعد تقدم حركة طالبان.

وقد عاد نحو 10 آلاف من قدامى محاربي “فاطميون” إلى بلادهم، حسبما أفاد مسؤول كبير في وزارة الداخلية الأفغانية، كما نقلت وكالة “أسوشييتد برس” عن مسؤولين مخاوفهم من إمكانية أن تستغل إيران العائدين، ولكن هذه المرة كـ”جيش سري” لنشر نفوذ طهران وسط النزاعات التي لا تنتهي في أفغانستان.

نيويورك تايمز

تقول صحيفة ” نيويورك تايمز” الهزارة الشيعة، أقلية في أفغانستان،. وقال قائد هذه الميليشيات إنه يقود الآن 800 رجل مسلح في سبع مناطق، تحت مسمى “مجموعات الحماية الذاتية”.

ومع ذلك، قد تعمل هذه الميليشيات في نهاية المطاف كخط دفاع أخير، عندما تنهار قواعد قوات الأمن والمواقع بشكل متسارع في مواجهة هجوم شرس من حركة طالبان. ومنذ الإعلان عن انسحاب القوات الأميركية في أبريل، انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر رجالًا مسلحين يرفعون بنادقهم ويتعهدون بمحاربة طالبان.

وأكثر ما يخشاه الهزارة هو عودة طالبان إلى السلطة، وتقول الصحيفة الأميركية إنه بالنسبة لميليشيات الهزارة، فإن الورقة الأساسية هي الآلاف من مقاتلي الهزارة السابقين في فرقة فاطميون والذين دربتهم إيران وانتشروا في سوريا، كما أرسل آخرون إلى اليمن للقتال إلى جانب الميليشيات الحوثية ضد الحكومة الشرعية.

ربما يعجبك أيضا