هل تتخلى «فيكتوريا سيكريت» عن بريقها لمناصرة المرأة؟

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

اتخذ البراند العالمي الشهير «فيكتوريا سيكريت» منحنى جديدًا لمناصرة قضايا المرأة بعدما طالتها انتقادات بسبب عروض الملابس النسائية الأكثر مشاهدةً في العالم تتخلّلها عروض فنيّة وأزياء ترتديها عارضات أزياء مشهورات، تعتبرهن «ملائكة» العلامة الأمريكية.

وعلى مدار أربعة وعشرين عاماً، جعل هذا الحدث المتلفز فيكتوريا سيكريت العلامة التجارية الأكثر شهرة للملابس الداخلية على هذا الكوكب، إلا أنها الماركة النسائية الشهيرة تخلت عن بعض أفكارها البالية من أجل دعم بعض قضايا التنمية المجتمعية، ولم يحمها هذا التوجه من السقوط في مؤشر المساواة بين الجنسين.

وأظهر المؤشر العالمي للمساواة بين الجنسين أن «فيكتوريا سيكريت» حققت 17 نقطة من أصل 100 في مؤشر المساواة لعام 2021، ويقيم المؤشر أداء 35 شركة من أكبر شركات الملابس في العالم في تحقيق هدف التنمية المستدامة الخامس للأمم المتحدة وهو زيادة المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

على الرغم من أن «فيكتوريا سيكريت» سجلت نقاطًا جيدة نسبيًا من حيث التعويضات والمزايا في مكان العمل وتمثيل الجنسين في سلسلة التوريد ، إلا أنها تخلفت عن أقرانها في جميع مجالات القياس، وفقًا لمجلة «نيوزويك» الأمريكية.

ويأتي التقرير بعد وقت قصير من إعلان «فيكتوريا سيكريت» أنها بصدد إجراء تغيير كامل لعلامتها التجارية، حيث استبدلت حملتها الدعائية الشهيرة «الملائكة» بمجموعة «في إس» الجماعية الجديدة ، والتي تضم كابتن كرة القدم الأمريكية للسيدات ميغان رابينو، وبطلة العالم الصينية في التزلج إيلين جو ، والسويسرية الأمريكية بلس عارضة الأزياء بالوما إلسيسر والممثلة الهندية بريانكا شوبرا جوناس.

وفي السنوات الأخيرة، لم تعد صورة المرأة التي تنقلها العلامة التجارية شائعة. كان جمهور العرض في حالة سقوط مدوٍّ منذ العام 2013 حين انخفض من 9.7 ملايين مشاهدة في ذلك الوقت إلى 3.3 ملايين في العام 2018. بالإضافة إلى عدم الاهتمام المتزايد هذا، تعاني العلامة التجارية العديد من الخلافات.

وأعلنت فيكتوريا سيكريت أنها سوف تتّخذ منعطفاً مهمّاً بالتخلي عن ملائكتها. حتى يومنا هذا، تمّ اختيار تلك الوجوه التي تمثل رمز الماركة وفقاً لمعايير جمال محدودة.

وأطلقت العلامة التجارية مبادرة رائدة، تتّخذ شكل فريق جماعيّ مكوّن من مجموعة من النساء اللواتي يتشاركن «شغفاً مشتركاً للتغيير الإيجابي»، من بينهنّ عارضة الأزياء الأوسترالية السودانية أدوت أكيش، ولاعبة كرة القدم الأميركية والناشطة ميغان رابينو، وعارضة الأزياء والناشطة بالوما إلسيسر، والممثلة والمنتجة بريانكا شوبرا جوناس، و قالت العلامة التجارية على حسابها في «انستجرام» بفضل خلفيّاتهنّ الفريدة، وستتعاون تلك الشريكات المذهلات معنا لإنشاء مجموعات رائدة ومحتوى ملهم، ولمساعدتنا على تطوير برامج داخلية لدعم القضايا التي تهمّ النساء».

وأنشأت «فيكتوريا سيكريت» أيضاً صندوقاً لمساعدة أبحاث السرطان، وحدّدت هدفاً للتبرّع بمبلغ 5 ملايين دولار سنوياً، من أجل استعادة عدد من جمهورها الذي تخلى عنها، فوفقًا لدراسة أجرتها «بورتر نوفيليي» يعتقد 90 في المائة من المستهلكات أنه يجب على الشركات اتخاذ إجراءات لمساعدة العالم على حل مشكلاته الاجتماعية والبيئية، بينما قال 75 بالمائة إنهم يبحثون عن مواقف الشركة قبل الشراء منهم، مما يطرح سؤالا هاما حول سعي أشهر الماركات النسائية لمناصرة القضايا الاجتماعية في مقابل التخلي عن بريق حملاتها الدعائية المثيرة للجدل؟

ربما يعجبك أيضا