30 يونيو 2013.. «ثورة الهوية» تعيد لمصر وجهها الحقيقي

إبراهيم جابر
ثورة 30 يونيو 2013

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – احتفل المصريون، اليوم الأربعاء؛ بالذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو 2013، والتي غير أبناء النيل من خلالها مصيرهم من مستقبل مبهم تحت حكم جماعة الإخوان الإرهابية، إلى واقع جديد يختارونه بإرادتهم، بعيدا عن “الإرهاب الفكري”، وتهديدات القتل المستمرة، ليبدأو رحلة جديدة من أجل تغيير واقعهم، نحو مستقبل أفضل.

“عام الإرهاب”

وصول الإخوان إلى حكم مصر في عام 2012، حمل معه الكثير من التساؤلات حول مساعي الجماعة من قيادة أحد أكبر وأهم الدول في المنطقة العربية والشرق الأوسط، لترد الأيام التالية عن “الأهداف الخبيثة” للجماعة وحلفائها وسعيهم الدؤوب إلى السيطرة على القاهرة وتحويلها إلى «وكر» لهم.

المصريون فطنوا إلى خطط الجماعة، والتي ظهرت مع محاولاتهم السيطرة على كل مفاصل الدولة، ومحاولة “أخونتها”، والقضاء على كل أهداف شباب ثورة 25 يناير 2011 من “عيش وحرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية”، ليكون “التكفير” والسجن مصير كل معارضيهم خلال عام وجودهم.

ومع تلك الأحداث، وتحديدا في 26 أبريل من عام 2013 أعلن عدد من شباب القوى المحسوبة على ثورة 25 يناير عن إطلاق حركة معارضة تحمل اسم “حركة تمر” لسحب الثقة من نظام الإخوان، تحت شعار “تمردوا فإن الأرض تحني رأسها للمتمردين، فما خلق الله الشعوب لتستكين” داعين المصريين إلى التوقيع على وثيقة تحمل نفس الاسم، مدون بها عدد من المطالب التي تثبت فشل الرئيس الإخواني وجماعته في الإصلاح.

الحملة الشبابية لاقت دعما كبيرا من كافة قوى الشعب وسياسيها، حتى وصل عدد التوقيعات إلى 22 مليون توقيع على الوثيقة التي أطلقت قبل أسابيع قليلة، ليكون الحراك الشعبي هو الخطوة التالية لعملية جمع التوقيعات، وينجح المصريون بفضل مساندة قواتهم المسلحة بقيادة وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي في الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي من حكم البلاد في 3 يوليو 2013.

“استعادة الهوية”

مع الإطاحة بالإخوان، خاضت مصر تحديات عظيمة ضد إرهاب الجماعة أولا، حتى تمكنت قوات الجيش والشرطة في السنوات التالية من القضاء عليه، لتكون ثورة 30 يونيو بداية عهد جديد مع مصر، بدأت من خلال مرحلة جديدة من البناء والتطور مع وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الحكم.

الرئيس المصري قال في كلمته اليوم خلال الاحتفال بالذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو، إن ثورة الثلاثين من يونيو مثلت نموذجًا فريدًا في تاريخ الثورات الشعبية حيث جسدت معاني وقيمًا غالية أهمها، قدرة الشعب المصري على تجاوز ما يتعرض له من تحديات والتي ما كان من الممكن التغلب عليها إلا بوحدته واصطفافه الوطني.

وأضاف: “نحتفل اليوم معًا بالذكرى الثامنة لثورة -30 يونيو المجيدة- تلك الذكرى الخالدة في وجداننا والمضيئة من تاريخ شعبنا والتي استعادت بها مصر هويتها الوطنية وصوب بها شعبها العظيم مساره ليثبت للعالم أجمع أن إرادته صلبة لا تلين، ولا يمكن كسرها وأن عزيمته راسخة لتحقيق تطلعاته المشروعة في حياة أفضل ومستقبل مشرق لأبنائه، وللأجيال القادمة”.

“مواجهة التحديات”

وتابع السيسي: “لا يخفى عليكم، أن الدولة واجهت تلك التحديات بكافة أدوات قوتها الشاملة على مدار السنوات الماضية سواء الإرهاب، الذي نجحت قوات الجيش والشرطة البواسل في محاصرته وكسر شوكته أو محاولات بث عدم الاستقرار والفوضى التي لفظها هذا الشعب العريق وبالتوازي؛ كان علينا أيضًا مواجهة التحدي الآخر والأكبر الذي تمثل في بناء الوعي والإدراك الواقعي بحقيقة الظروف في مصر وسبل حل مشكلاتها والشروع في عملية تنمية شاملة للارتقاء بكافة مناحي الحياة في كل ربوع وطننا العزيز “مصر”.

وأشار السيسي إلى أن وعي الشعب ومخزونه الحضاري العريق ساهم في دعم جهود الدولة للمضي قدمًا نحو المسار الذي اخترناه معًا من خلال تنفيذ رؤية استراتيجية شاملة لبناء وطن قوي متقدم وحديث، في جميع المجالات في إطار برنامج وطني للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي العميق والشامل وتعزيز قيم العلم الحديث ومناهجه في جميع أوجه حياتنا وذلك كخطوة على الدرب لتغيير واقع الحياة في مصر لما نرضاه ونفخر به ليكون حاضر ومستقبل مصر بعظمة ومجد ماضيها وليجد كل مواطن في هذا البلد متسعًا كريمًا له ولأبنائه واليوم، متابعا: “أؤكد لكم أننا نسابق الزمن من أجل تحقيق تلك التطلعات التي طال انتظارها إذ قمنا على مدار الأعوام الماضية بإطلاق سلسلة متكاملة من المشروعات القومية في كافة المجالات والقطاعات، بالإضافة إلى تعبئة جهود الدولة من أجل تحسين الظروف المعيشية للمواطنين بكافة فئاتهم وعلى امتداد رقعة الدولة”.

وأكد السيسي أن مصر قد وجدت طريقها إلى التنمية الحقيقية مدعومة باصطفاف ودعم شعبها العظيم للاستمرار في العمل والتطوير والبناء والإصلاح لمجابهة التحديات التي طال أمدها في الدولة.

“مواصلة العمل”

وطالب الرئيس المصري بمواصلة بذل الجهود المضاعفة من أجل التغلب على التحديات المفروضة على العالم اليوم في ظل جائحة “كورونا”، حيث حققنا في هذا المقام إنجازات واضحة شهدت لها جميع المؤسسات التنموية والاقتصادية الدولية من خلال المسار المتوازن الذي سلكته الحكومة في التعامل مع الأزمة وكلي إيمان، في أن ما يتم بذله من جهود ضخمة من جانب أبناء مصر المخلصين والأوفياء كفيل بالاستمرار في هذا النهج المتوازن من أجل تحقيق التقدم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يطمح إليها الشعب المصري.

وجدد السيسي العهد مع المصريين على الاستمرار كتفًا بكتف ويدًا بيد في إرساء قواعد وأسس متينة لمواصلة التقدم والبناء، والانطلاق نحو مستقبل أفضل.

ربما يعجبك أيضا