«كهرباء العراق».. استهداف متكرر و«طهران» في قلب الاتهام

محمود طلعت

محمود طلعت

كأن الأزمات والمشاكل تأبى أن تأتي فرادى على المواطن العراقي، فكلما لاحت بارقة أمل لحل أزمة ما، جاءت الأخرى بأسوأ منها، والتي كان آخرها استهداف أبراج الكهرباء.

اســـتهدافات متواصلة

وخلال الأيام الماضية تعرضت شبكة الكهرباء الوطنية العراقية لعشرات الهجمات المتفرقة، التي أدت خلال يوم واحد لمقتل 7 أشخاص وجرح أكثر من 15 مواطنا آخر، فيما خرج أكثر من 60 خطا رئيسيا عن الخدمة تماما.

آخر الاستهدافات ما أعلنته السلطات العراقية، اليوم الثلاثاء، بتعرض 3 أبراج لنقل الطاقة الكهربائية لهجوم بعبوات ناسفة، شمالي البلاد.

وتفصيلا قالت الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية الشمالية، ومقرها كركوك، إن أحد خطوط نقل الطاقة تعرض لعمل تخريبي في منطقة قرية زركاطة بالمحافظة، بتفجير عبوات ناسفة، ما تسبب بسقوط 3 أبراج، وتوقف الخط عن العمل.

79 194515 iran iraq electricity towers 2

عصابات تنظيم داعش

كما أعلنت القوات الأمنية اليوم الثلاثاء تمكنها من «إحباط محاولة لعصابات داعش الإرهابية لتفجير أحد أبراج نقل الطاقة الكهربائية شمالي العاصمة بغداد».

وبحسب بيان للقوات العراقية، «جاءت العملية بعد رصد مجموعة مكونة من ثلاثة إرهابيين بواسطة الكاميرات الحرارية، حيث تم نصب كمين محكم لهم، أدى إلى إصابة أحدهم ولاذ البقية بالفرار بعد حملهم للإرهابي المصاب».

تأميــن أبــراج الطاقة

من جهته شن الجيش العراقي أمس الإثنين، عملية عسكرية لتأمين أبراج الطاقة الكهربائية بمحافظة نينوى، إذ تعرض عدد من أبراج نقل الطاقة مؤخرا لهجمات متكررة في مناطق متفرقة من البلاد.

والجمعة الماضية، أكدت وزارة الكهرباء العراقية إعادة تشغيل منظومة الطاقة في البلاد بعد توقفها لساعات، إثر استهداف أبراج لنقل الطاقة.

استقالة وزير الكهرباء

والجمعة الماضية أعلنت الحكومة العراقية، قبول استقالة وزير الكهرباء ماجد حنتوش، وإقالة مدير شركة نقل الطاقة الكهربائية (جنوب) أحمد خيري من منصبه، إثر احتجاجات شعبية لانقطاع التيار في البلاد.

وعلى أثر الاستهدافات والانقطاعات المتكررة، قرر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، تشكيل خلية لمواجهة نقص توافر الكهرباء.

ويعاني العراق أزمة نقص الكهرباء منذ عقود جراء الحروب المتعاقبة وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، فضلا عن استشراء الفساد.

العراق.. هجمات تستهدف 3 خطوط نقل كهرباء وتخرجها عن الخدمة

إيران بمرمى الاتــهام

يشير مراقبون إلى وجود مشروع متكامل للجهات المستهدِفة، تتوخى زيادة الضغوط على المواطنين العراقيين، وخلق رابط وتبعية للعراق بإيران في مجال الحصول على الطاقة الكهربائية.

المراقبون أشاروا إلى درجات تنسيق العمليات المنفذة فيما بينها، فأغلب الهجمات التي جرت، حدثت في المناطق الصحراوية الغربية، في مدن الحديثة والقائم والرمانة في محافظة الأنبار. وقبلها حدثت هجمات في القطاع الغربي من محافظة كركوك، بمحيط منطقة دبس، ما دفع المراقبين للقول بأن مختلف المنفذين ينتمون لخلايا تنظيمية واحدة.

يقول الباحث العراقي سعدون جمعة، إن الأجهزة الأمنية تحاول الإيحاء بأن استهداف أبراج الكهرباء مسألة أمنية، لكن الثقة المفرطة التي ينفذ فيها المتورطون أعمالهم، تدل على استنادهم على ثقل سياسي يستطيع أن يحميهم، وأن أعمالهم هي لصالح مشروع سياسي، يستهدف مقدرات العراق.

ويربط الخبير الأمني العراقي مازن محمد الاستهدافات الأخيرة لمحطات الكهرباء بمجموعة من التفاعلات السياسية، قائلا «بات جليا الرغبة الإيرانية في ابتلاع العراق سياسيا واقتصاديا ومذهبياً، وقد عملت على صناعة الأذرع والكيانات المؤثرة في قرار بغداد ما بعد العام 2003»

ويضيف «الاقتصاد والطاقة في العراق ملفات جرى تشبيكها مع إيران بحرفية عالية، خصوصا ما بعد العقوبات الدولية المفروضة على طهران إزاء برنامجها النووي المثير للجدل، بغية إيجاد معالجات لوضعها الاقتصادي المتأزم».

وأشار الخبير الأمني إلى أن ربط الطاقة الكهربائية في العراق بالغاز وخطوط الدعم الإيراني جاءت كجزء من مخطط كبير لاستهلاك أموال البلاد من جهة، واستخدام ذلك الملف في الضغط سياسيا على حكومة بغداد لتحقيق ما ترغب إليه طهران وبما يعزز من نفوذ مليشياتها.

ربما يعجبك أيضا