هجمات صاروخية و«مسيرات» في العراق وسوريا.. عنوان لحرب مفتوحة بين إيران وأمريكا

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

بعد تسعة أيام فقط من الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على المليشيات الإيرانية في العراق بهدف ردع مثل هذه الهجمات، أطلقت الميليشيات عدة قذائف صاروخية وطائرات مسيرة على منشآت تستضيف القوات الأمريكية في العراق وسوريا .

أفادت وسائل إعلام أمريكية ومحلية عن وقوع هجمات على قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق، ومنشأة أخرى في مدينة أربيل شمال العراق ليلا، وهجوم آخر على حقل نفطي تتمركز فيه القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا.

فيما أعلن الجيش العراقي أن ثلاثة صواريخ أُطلقت تجاه مقر السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد، ويقول مسؤولون إن هذا ثالث هجوم باستخدام صواريخ أو طائرات مسيرة يستهدف مصالح أمريكية في العراق أو سوريا خلال 24 ساعة.

وأكد الجيش العراقي أن الصواريخ لم تصب السفارة، بل سقطت في أماكن قريبة بالمنطقة الخضراء في بغداد، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات، ويعتقد مراقبون أن فصائل مسلحة مدعومة من إيران مسؤولة عن تنفيذها.

قال مسؤول أمريكي إن شخصين على الأقل أصيبا بجروح طفيفة بعد أن سقط 14 صاروخا على قاعدة عسكرية ضخمة في عين الأسد بعد وقت قصير من الظهر بالتوقيت المحلي.

وقال الكولونيل واين ماروتو المتحدث باسم القوات الأمريكية في العراق في تغريدة على تويتر “الصواريخ سقطت على القاعدة ومحيطها، وتم تفعيل تدابير دفاعية لحماية القوة”.

تعهد الكولونيل ماروتو بالمساءلة بنسبة 100 بالمائة عن هجوم عين الأسد، مما يشير إلى احتمال شن هجوم أمريكي مضاد.

وبحسب ما ورد أُطلقت الصواريخ من قرية خان البغدادي الواقعة بالقرب من القاعدة الجوية، وتشير الصور التي نشرتها قوات الأمن العراقية على الإنترنت إلى أن منصات الإطلاق قد دمرت في هجمات مضادة لاحقة.

وقالت خلية الإعلام الأمني، التابعة لقوات الأمن العراقية، إن قاذفة صواريخ متحركة استخدمت في الهجوم كانت مخبأة في شاحنة محملة بأكياس طحين وكانت متوقفة في القرية، وأضافت أنه بخلاف الصواريخ الأربعة عشر التي أطلقت باتجاه القاعدة، انفجر الباقي في الشاحنة وألحقت أضرارا ببعض منازل القرية ومسجد.

 في غضون ذلك، وصفت الحكومة العراقية الهجوم بأنه “هجوم إرهابي” و”انتهاك صارخ” للقوانين العراقية.

وقالت جماعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم “ثأر الشهيد المهندس”، إن أفرادها أطلقوا 30 صاروخا على القاعدة التي “يديرها المحتلون الأمريكيون”، وأضافت في رسالة تهديد للقوات الأمريكية “سنجبرك على ترك أراضينا مهزومة”.

سميت الجماعة على اسم زعيم الميليشيا العراقية البارز أبو مهدي المهندس الذي قُتل في يناير الماضي في هجوم مفاجئ بطائرة مسيرة أمريكية على مطار بغداد إلى جانب الجنرال الإيراني قاسم سليماني.

تصعيد خطير

استهداف عين الأسد يرقى إلى جولة تصعيد خطيرة محتملة في التنافس المتبادل المستمر بين إيران والولايات المتحدة في العراق، وكثفت إيران وحلفاؤها في النخبة السياسية العراقية مطالبهم بسحب الولايات المتحدة قواتها من البلاد في أعقاب اغتيال قائد القوات السرية الإيرانية قاسم سليماني وزعيم الميليشيا العراقية أبو مهدي المهندس في غارة جوية أمريكية بطائرة مسيرة في يناير 2020.

يبدو أن الهجمات على المنشآت الأمريكية من قبل الميليشيات المدعومة من إيران تتسارع في أعقاب الضربات الجوية في 28 يونيو، والتي كانت ردًا على الهجمات المستمرة على المنشآت الأمريكية في العراق، والتي أسفرت عن مقُتل ما لا يقل عن أربعة من رجال الميليشيات في الضربات الجوية الأمريكية، مما أدى إلى تشييع جنازات صاخبة ومطالب بالانتقام.

وكانت عين الأسد هدفا لهجوم صاروخي يوم الإثنين الماضي، دون وقوع إصابات، وفي وقت متأخر من يوم الثلاثاء، أصيب مطار يؤوي جنود أمريكيين في شمال العراق في هجوم بطائرة مسيرة لم يسفر عن وقوع إصابات.

وفي سوريا، قالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي يقودها الأكراد في بيان، إن طائرات مسيرة استخدمت أيضا لمهاجمة حقل العمر النفطي في محافظة دير الزور بشرق سوريا والذي يستضيف القوات الأمريكية.

وأضافت أنه تم إحباط الهجوم وأنه سيتم الكشف عن مزيد من التفاصيل، وعزت قناة برس تي في الإيرانية المملوكة للدولة الهجمات إلى “حركة المقاومة العراقية” في إشارة إلى الميليشيات الشيعية التي غالبا ما يتم تدريبها وتسليحها أو تمويلها من قبل طهران.

وقال التقرير: “على الأرجح، كانت الضربة تهدف إلى تدمير معدات ومنشآت مهمة للغاية ومكلفة للغاية تابعة للقوات الأمريكية”.

ومنذ بداية العام الجاري، استهدفت عشرات الهجمات المصالح الأمريكية في العراق الذي يوجد به 2500 من القوات الأمريكية في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للحرب على تنظيم الدولة.

واستخدمت الطائرات المسيرة في عدد من تلك الهجمات، وهو تكتيك يسبب صداعا للتحالف نظرا لقدرة تلك الطائرات على تجاوز الدفاعات الجوية.

ربما يعجبك أيضا