فقد وزنه بشكل ملحوظ.. ظهور لافت لزعيم كوريا الشمالية

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

في الذكرى السنوية الـ 27 لوفاة كيم إيل سونغ، الذي يحظى بالاحترام داخل كوريا الشمالية باعتباره مؤسس البلاد، يحوم اهتمام محلي وخارجي كبيرين بهذه الاحتفالات التي تقيمها البلاد بمشاركة الزعيم كيم جونغ أون والمسؤولين أو الأقارب المرافقين له، لأنها تمكن من متابعة أخبار البلد الذي يعيش في فقاعة مغلقة عن العالم الخارجي.

ظهور لافت وقلق شعبي

في ظهور لافت للزعيم الكوري الشمالي، زار كيم جونغ أون، قصر الشمس «كومسوسان»، حيث يوجد ضريح والده الراحل الزعيم السابق كيم جونغ إيل وجده كيم إيل سونغ. ظهور كيم جاء بعد ورود أنباء عن فقدان زعيم كوريا الشمالية وزنه بشكل ملحوظ، حيث أشارت استخبارات كوريا الجنوبية أن كيم جونغ أون فقد ما بين 10 إلى 20 كيلوجراما من وزنه.

وفي سابقة فريدة أكد التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي أن مواطني البلاد قلقون من فقدان زعيمهم، كيم جونغ أون، وزنه بشكل ملموس في الآونة الأخيرة، في تعليق نادر للغاية على موضوع صحته. وبثت محطة التلفزيون المركزية الكورية الشمالية مقابلة مع مواطن أعرب عن قلقه البالغ إزاء ظهور كيم «أنحف من الطبيعي » خلال الاجتماع العام الأخير لحزب العمال الحاكم بحسب رويترز.

وقال المواطن إن رؤية فقدان كيم من وزن جسمه بشكل ملحوظ «تحطم قلوب الناس»، مشددا على أن كل المواطنين يقولون إنهم بكوا بعد رؤيتهم تلك اللقطات. ولم يقدم التقرير التلفزيوني أي توضيحات بشأن سبب فقدان كيم الوزن.

مرض خطير !

من المرجح أن يعطي هذا التقرير، الذي يمثل تطرقا نادرا للغاية من قبل وسائل الإعلام الكورية الشمالية الرسمية إلى صحة كيم، زخما إلى افتراءات وشائعات متعددة حول هذا الموضوع.

إذ سبق أن أفادت تقارير إخبارية بأن وزن كيم، الذي كان يقدر سابقا بنحو 140 كيلوغراما، انخفض في الآونة الأخيرة، حسب تقييمات بعض المراقبين، بمقدار ما بين 10 و20 كيلوغراما. واستدعى هذا الموضوع افتراءات جديدة مفادها أن فقدان الوزن الملموس هذا لدى زعيم كوريا الشمالية ناجم إما عن معاناته من مرض خطير، أو سعيه إلى تحسين حالته الصحية. وكانت صحة كيم قد أصبحت مرارا وتكرارا موضع افتراءات إعلامية، دون وجود أي أدلة تثبت تدهورها.

جدير بالذكر أن الزعيم الكوري الشمالي أقال عدداً من كبار المسؤولين في البلاد بسبب «حادث خطِر» يتعلّق بمكافحة كوفيد-19، كما أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية من دون أن توضح طبيعة هذا الحادث. وستواجه كوريا الشمالية بلا شك صعوبات بالغة في التعامل مع أي تفشٍّ واسع للفيروس، نظراً لضعف منظومتها الصحية وغياب الإمدادات الطبية.

ماذا لو مات كيم؟

تحظى مسألة الحالة الصحية للزعيم الكوري باهتمام كبير ليس فقط من جانب الأشخاص العاديين ولكن أيضا من جانب محللي التطورات السياسية والأمنية في شبه الجزيرة الكورية.

بالنظر إلى طبيعة الحكم في البلد النووي، نجد أنه وراثي فقد قادت ثلاثة أجيال متتالية من عائلة كيم كوريا الشمالية حتى الآن، ومن المؤكد في الغالب أن استمرار هذا النهج يظل هو الخطة للمستقبل. لذلك فإن من المؤكد ، أنه سيتم اختيار عضو آخر من أسرة كيم لقيادة البلاد حال غياب حاكمها الحالي.

رغم جدار السرية الذي يحيط بالأسرة الحاكمة في بيونج يانج، يعتقد أن كيم جونج أون لديه ما لا يقل عن ثلاثة أبناء من زوجته ري سول جو، وأن أكبرهم ذكر. كما يُعتقد أن أول مولود لكيم لا يزال يبلغ من العمرنحو عشر سنوات فقط، وعلى أية حال لا توجد في الغالب أي معلومات أخرى متاحة بشكل علني عنه.

كيم الذي وصل إلى سدة الحكم في عام 2011، قام بعملية تطهير شملت عمه جانج سونج ثايك في عام 2013 وأصدر أمرا باغتيال أخيه غير الشقيق كيم جونج نام في عام 2017. بناء على ذلك تتصدر المشهد فقط كيم يو جونج، شقيقة كيم جونج أون، التي لمع اسمها في السنوات الأخيرة، ومع أن كوريا الشمالية لا تزال مجتمعا أبويا للغاية، ومع ذلك، ليس واضحا الكيفية التي سوف يتم بها استقبال كيم يو جونج في حال توليها سدة الحكم.

لذلك فإن التوقعات في حال غاب الزعيم الكوري الشمالي عن المشهد السياسي بأن يكون هناك حكم جماعي عسكري خلال مرحلة انتقالية معينة، فمن دون أي خليفة قد يستغل القادة العسكريون فراغ السلطة، لكن هذا ليس أيضاً أمراً سهلا في ظل نظام وُضع كي يجعلهم يراقبون بعضهم بعضًا.

ربما يعجبك أيضا