طالبان تتوسع وأمريكا تنسحب.. هل تسيطر الحركة على أفغانستان؟

محمود رشدي

محمود رشدي

تتوالي توسعات حركة طالبان في إحكام قبضتها على أفغانستان عقب تتابع انسحاب القوات الأمريكية وحلف الناتو من البلاد، وحتى هذه اللحظة أعلنت الحركة سيطرتها على قرابة 85% من البلاد، بجانب استيلائها على أهم المعابر الحدودية مع إيران وتركمانستان.

ما إن بدأت أميركا بسحب قواتها من أفغانستان، حتى شرعت حركة “طالبان” في التوسع والسيطرة على مناطق واسعة، وقاد عناصرها هجومات متعددة على قوات الجيش الأفغاني ومراكزه. وفي كثير من المناطق، ترك الجنود الأفغان مراكزهم وهربوا.

تحركات توسعية

باتت طالبان تسيطر على 85% من أراضي البلاد، وإنها تتمدد في كل الاتجاهات، وسيطرت على عدد من المعابر الحدودية الاستراتيجية، بجانب السيطرة على ثلثي الشريط الحدودي مع طاجيكستان (شمال شرق)، كما سيطرت على أهم معبرين حدوديين مع إيران (غرب)، هما معبر “إسلام قلعة” و”أبو نصر فراهي”، كما سيطرت، بحسب وسائل إعلام تركمانستانية، على مدينة تورغندي على الحدود مع تركمانستان.

وأعلن وفد “طالبان” في روسيا سيطرة الحركة على 85 بالمئة من أراضي أفغانستان، فيما حذرت روسيا من “تجاوز الحدود”، مؤكدة أنها ستمنع أي اعتداءات في المناطق الحدودية. وقال وفد طالبان في روسيا، إنه “سيضمن عدم استخدام الأراضي الأفغانية منطلقا لاعتداءات ضد دول أخرى”، وأضاف أنها لن تسيطر على عواصم المقاطعات الأفغانية “بالقوة”.

وفي وقت سابق، أعلنت طالبان سيطرتها على معبر حدودي مع إيران. وكان مسؤولون أمنيون أفغان، قد أكدوا أن مسلحي طالبان سيطروا، الخميس، على منطقة في غرب البلاد، التي تضم معبرا أساسيا مع إيران. والأسبوع الماضي، اجتاحت طالبان مناطق تقع على الحدود مع 5 دول، هي إيران وطاجيكستان وتركمانستان والصين وباكستان.

طالبان” أسقطت 6 مديريات الخميس في غرب البلاد وشمالها وجنوبها، وأهمها في ولاية هيرات، كبرى المدن الأفغانية، بعد كابول المحاذية للحدود الإيرانية، وفي مديرية قادس ومدينة قلعة ناو ومركز ولاية بادغيس التي تقع في شمال غربي أفغانستان، وهي مجاورة لإيران، كما أنها آخر مديرية سقطت في يد “طالبان”.

سياسة إقليمية

تزامناً مع كل المعارك على الأرض، ومع استكمال القوات الأميركية انسحابها من البلاد، تنشط حركة سياسية إقليمية غير مسبوقة، في محاولة لإعادة الاستقرار إلى أفغانستان، وعدم تطور الأمور إلى حرب أهلية في البلاد.

أهم هذه التحركات تقوم بها إيران، التي استضافت أمس الخميس وفدين يمثلان الحكومة الأفغانية وحركة “طالبان”. وبعد انتهاء اللقاء، أصدر الطرفان بياناً مشتركاً شكرا فيه الجهود الإيرانية، وأكّدا أن الحرب “ليست الحل للمشكلة الأفغانية، ويجب بذل كل الجهود للتوصّل إلى حل سياسي”.

روسيا أيضاً تستضيف وفداً من حركة “طالبان” في مسعى لاستئناف المفاوضات بين الأطراف الأفغانية ودفع الاتفاق إلى سلام مستدام في البلاد، ولكن الوضع أثار الكثير من المخاوف الإقليمية والدولية حول مستقبل البلد الآسيوي الذي عانى الحروب والاحتلال على مدى العقدين الماضيين. وقد يؤدي تفجر الوضع فيه إلى حرب أهلية منهكة تطال آثارها دول الإقليم.

شبح الحرب الأهلية

هناك مخاوف جدية من عودة حكم طالبان، وقد بدأ منذ أيام أعضاء من مجالس شورى الولايات يدعون إلى تسليح الشعب وتأسيس حشد شعبي وطني، وطالبت الحكومة الشعب بأن يساندها في مواجهة الحركة.

وتمكث تلك المخاوف لدى أطياف كثيرة من الشعب الأفغاني، وينقل أن الكثير من الأفغانيين، رجالاً ونساء، وخصوصاً في المناطق الشمالية والغربية، يسعون للتسلح، وخصوصاً بعد دعوة الحكومة الشعب إلى دعمها. يساهم هذا التسليح في تشكيله أحمد شاه مسعود (القائد من أصول طاجيكية، والذي أسس تحالف الشمال 1996) في مقاطعة بنشير، مسقط رأسه، والتي يملك فيها نفوذاً مسلحاً، كما يساهم في ذلك عبد الرشيد دستم (الزعيم الطاجيكي) في مزار شريف وبادغيس وجوجان.

أما عن مآلات الصراع وتطوره، فإن طالبان لن تدخل كابول، لأن اتفاق الدوحة يضم بنوداً سرية تم الاتفاق عليها بين طالبان وأميركا بقيادة زلماي خليل زاده، تتضمن أن لا تدخل الحركة العاصمة كابول، علماً أنه لا يوجد بند علني بهذا الأمر ضمن الاتفاق. واليوم، تطالب طالبان بالعودة إلى اتفاق الدوحة بشكل جدي”.

ربما يعجبك أيضا