حريق مستشفى «الحسين».. فاجعة جديدة تُدمي قلوب العراقيين!

حسام السبكي

حسام السبكي

ساعات عصيبة عاشها العراقيون، ليل أمس الإثنين، على وقع كارثة جديدة، لا يزال صداها يتردد حتى الآن، في ظل أحاديث عن ارتفاع متوقع لأعداد المصابين والقتلى، على خلفية حريق هائل، شب في مستشفى الإمام الحسين والمخصصة لعزل مصابي فيروس كورونا في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار جنوب العراق.

حصدت “الفاجعة” وفقا لآخر إحصائية من صحة ذي قار، نحو 52 قتيلًا، فضلًا عن عشرات الجرحى والمصابين، فيما تحركت أجهزة الدولة العراقية، ممثلة في وزارة الداخلية وقوات الدفاع المدني، من أجل السيطرة على الوضع، تزامنًا مع قرارات وإجراءات عاجلة من قبل حكومة بغداد لمواجهة الموقف.

كان حريق مماثل قد اندلع في شهر أبريل الماضي في مستشفى ابن الخطب ببغداد لعزل مصابي كورونا، أسفر عن وفاة 82 شخصًا وإصابة 110 نحو 100 شخص، بحسب وزارة الداخلية العراقية.

حريق مستشفى الحسين

مع حلول ساعات الليل الأخيرة، من أمس الإثنين، أفادت مصادر طبية وأمنية عراقية، بنشوب حريق كبير في مركز لعزل مصابي فيروس كورونا بمدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار.

وتحدث المصادر في البداية، عن مصير مجهول لأكثر من 50 مصابا بفيروس كورونا مع مرافقيهم داخل مركز الشفاء، مشيرة إلى أن “هناك نفيرا عاما من الفرق الطبية واستدعاء المجازين بسبب الكارثة”.

وفي تحديث لاحق، أعلن الدفاع المدني العراقي، في وقتٍ مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، إخماد حريق مستشفى الحسين في محافظة ذي قار بشكل كامل.

وقالت مصادر طبية عراقية، الثلاثاء، إن عدد ضحايا حريق مركز عزل كورونا بمستشفى الحسين، جنوبي العراق، ارتفع إلى 41 شخصا، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، بحسب ما أوردته “بوابة العين الإخبارية”.

في غضون ذلك، كشف مصدر أمني عراقي إن حريق مركز عزل مرضى كورونا بمستشفى الحسين، جنوبي العراق، بدأ في الغرفة الخاصة بأنابيب الأكسجين.

وفي تصريح صادم، أشار المصدر الأمني، إلى إن أغلب ضحايا حريق مركز عزل كورونا يصعب التعرف عليهم لتفحم الجثث.

تحركات عاجلة

في رد فعلٍ أولي على الحادث الأليم، أعلنت وزارة الصحة العراقية، في ساعة متأخرة من ليل أمس الإثنين، حالة الطوارئ في محافظة ذي قار، بعد اندلاع حريق بمركز عزل مصابي كورونا بمستشفى الحسين، جنوبي العراق.

من جانبه، وجه أحمد غني الخفاجي -محافظ مدينة ذي قار العراقية، الثلاثاء- بتشكيل لجنة عليا للتحقيق في ملابسات حريق مستشفى الحسين.

وذكر بيان عن مكتب المحافظ، أنه وجه “بإعلان الحداد العام على أرواح الضحايا، وتعطيل الدوام الرسمي لثلاثة أيام بدءاً من اليوم الثلاثاء“.

وقرر أيضاً “تشكيل لجنة عليا للتحقيق في ملابسات هذا الحادث المأساوي، تتألف من النائب الأول لمحافظ ذي قار رئيسا، ومعاون محافظ ذي قار لشؤون المتابعة، وعضو من دائرة صحة ذي قار، وممثل من قيادة عمليات سومر، وممثل عن قيادة شرطة المدينة، وممثل عن مديرية أمن ذي قار، وممثل عن مديرية الدفاع المدني“.

وأعلن قائد عمليات سومر الفريق الركن سعد الحربية، الانتهاء من إخماد نيران مركز الشفاء المحترق في مستشفى الحسين التعليمي.

في غضون ذلك، عقد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اجتماعا طارئا مع عدد من الوزراء والقيادات الأمنية حول حريق مستشفى الإمام الحسين.

وبحسب بيان صادر عن مجلس الوزراء العراقي، فإن الاجتماع تناول الوقوف على أسباب وتداعيات حادثة حريق مستشفى الإمام الحسين بمحافظة ذي قار.

 وأصدر رئيس الوزراء العراقي، الثلاثاء، 6 قرارات بشأن حريق مركز عزل مرضى كورونا في مستشفى الحسين بمحافظة ذي قار جنوبي البلاد.

وشملت القرارات التي صدرت عن الاجتماع الطارئ لعدد من الوزراء والقيادات الأمنية برئاسة الكاظمي: وقف مدير الدفاع المدني للمدينة ومدير مستشفى الحسين والتحقيق معهما على خلفية الحريق، وإعلان الحداد الرسمي على أرواح الضحايا.

وقرر الاجتماع أيضاً فتح تحقيقٍ حكوميٍ طارئٍ للوقوف على أسباب حادث مستشفى الحسين، وإرسال فريق حكومي إلى محافظة ذي قار يضم مجموعة من الوزراء وقادة الأمن لمتابعة الإجراءات ميدانياً.

كما تضمنت القرارات توجيه مختلف الوزارات بإرسال مساعدات طبية وإغاثية عاجلة إلى محافظة ذي قار، واعتبار ضحايا الحادث شهداء، وسفر الحالات الحرجة من المصابين للعلاج خارج العراق.

ردود الأفعال

في سياق ردود الأفعال على النكبة الجديدة، تجددت الاحتجاجات في محافظة ذي قار جنوبي العراق على خلفية حريق مستشفى الحسين التعليمي الخاص بمصابي فيروس كورونا.

وذكرت شبكة “روسيا اليوم”، أن محتجين أحرقوا إطارات السيارات وأغلقوا بعض الطرقات على خلفية ما حدث اليوم من حريق في مستشفى الحسين التعليمي.

وأضاف أن صدامات حدثت مع القوات الأمنية التي أطلقت الرصاص الحي لتفريقهم.

https://youtu.be/cfM1aMxynYk

سياسيًا، قال رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي: إن البرلمان سيحول جلسة، الثلاثاء، لتدارس الخيارات بشأن فاجعة مستشفى الحسين.

وقال الحلبوسي -في تصريح عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك- إن فاجعة مستشفى الحسين في ذي قار العراقية دليل واضح على فشل في حماية أرواح العراقيين، متابعا: “أن الأوان لوضع حد لهذا الفشل الكارثي، والبرلمان سيحول جلسة اليوم لتدارس الخيارات بخصوص ما جرى.

بدوره وصف الزعيم الشيعي عمار الحكيم الحريق الذي التهم مركز لعزل المصابين بفيروس كورونا في مستشفى الحسين التعليمي في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار العراقية جنوبي بغداد، بأنها فاجعة كبيرة.

وقال زعيم تيار الحكمة الوطني في تصريح صحفي عبر حسابه الرسمي على “تويتر”: “مرة أخرى نصاب بفاجعة جديدة هي امتداد لفواجع مؤسفة سابقة من دون حلول على الرغم من كل التحذيرات والمطالبات، وهذه المرة حريق يطال مركز عزل مصابي كورونا في مستشفى الحسين بالناصرية خلف عشرات الشهداء والجرحى من الراقدين والملازمين“.

وأضاف الحكيم: “أن هذه الفاجعة أحيت في الذاكرة ما حصل قبل شهور في مستشفى ابن الخطيب ببغداد وسط استغراب من عدم اتخاذ الإجراءات والتدابير المطلوبة للحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة“.

وطالب الحكيم الجهات المعنية بفتح تحقيق فوري للوقوف على أسباب الحادث ومحاسبة المقصرين والمتسببين.

ربما يعجبك أيضا