الأردن في مواجهة كورونا.. الموجة الثالثة «تربك الرهان» على الصيف الآمن وعودة المدارس ‎‎

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق 

عمّان – أربكت تصريحات المسؤولين في الأردن، عن إدارة ملف أزمة جائحة كورونا، حيال العودة للتعليم الوجاهي داخل المدارس واحتمالية تأجيله بسبب تطورات الوضع الوبائي الرأي العام المتعطش لعودة الحياة إلى طبيعتها. 

فرغم تأكيد الدكتور فراس الهواري “رابع وزير صحة يقود ملف مواجهة كورونا في المملكة” عودة التعليم الوجاهي في شهر أيلول سبتمبر المقبل، قال مسؤول كبير في اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة إن ذلك مربوطا بتطورات الوضع الوبائي.

وأعلن الهواري الثلاثاء، بدء دخول المملكة في موجة ثالثة من جائحة كورونا. 

وقال الوزير في تصريحات صحفية، إن العودة إلى التعليم الوجاهي مرتبط بخطة بدأ تنفيذها وتنتهي مع حلول الفصل الدراسي الأول وبداية العام الدراسي 2021// 2022.

وأكد قوله “ماضون دون تراجع عن فتح القطاعات.. ونحن مستعدون بشكل كبير للزيادة في أعداد إصابات كورونا”.

بيد أن عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة الدكتور بسام حجاوي قال إن جائحة فيروس كورونا لم تنته بعد، ورغم أن خطة الحكومة في الوصول إلى التعليم الوجاهي لم تتغير إلى أنها مربوطة بتغير الوضع الوبائي. 

وقال في حديث تلفزيوني، إنه وبالرغم من أن أعداد الوفيات أصبحت أقل من المتوقع على المستوى العالمي لكن لا ينفي ضرورة تسريع عملية التطعيم.

وأشار إلى أن الدول عانت من تجارب الموجات السابقة وأصبح لديها الخبرات للتعامل مع مثل هذه الحالات.

وبين أن الخطة الحكومية لفتح القطاعات لم تتغير واعتمدت على مؤشرات عديدة في الوصول إلى صيف آمن كورونا ونجحت لغاية اللحظة في ذلك. 

ومما يثير القلق في الأردن في ظل عودة ارتفاع الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، انخفاض الإقبال على تلقي اللقاح رغم وفرته ومناشدات تلقيه.

والأسبوع المنصرم لم تتجاوز أعداد المسجلين على منصة تلقي اللقاح 20 ألف يومياً موضحاً الأمر الذي اعتبره الحجاوي “مثيرا للقلق ولا يلبي الطموح”. 

وبحسب وزير الصحة، فإن خطة التعليم الوجاهي، تشمل تطعيم أكبر عدد من أعضاء الهيئة التدريسية باللقاح من فيروس كورونا وبنسبة 83% من الهيئة التدريسية في المدارس.

 كما تشمل الخطة أيضا تجهيز الصفوف بالشكل الملائم.

وتتطلب الخطة وفقا للهواري، تدريب الهيئة التدريسية على عمل الفحوص العشوائية في المدارس، والوصول إلى معدلات تطعيم آمنة في المجتمع.

تطورات الوضع الوبائي

وفيما يتعلق بآخر مستجدات الوضع الوبائي، سجلت وزارة الصحة، الثلاثاء، 12 وفاة و601 إصابة جديدة بكورونا، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 9855 وفاة و758291 إصابة منذ بدء رصد الجائحة في منتصف آذار مارس 2020.

وأشارت الوزارة في الموجز اليومي لإحصائية (كوفيد-19) في المملكة، إلى أن عدد الحالات النشطة وصل إلى 7405 وعدد الحالات التي أدخلت اليوم إلى المستشفيات 68 حالة.

وبينت الإحصائية أن نسبة إشغال أسرّة العزل في إقليم الشمال بلغت 7 بالمئة، وأسرّة العناية الحثيثة 19 بالمئة، فيما بلغت نسبة إشغال أجهزة التنفّس الاصطناعي 10 بالمئة.

وفي إقليم الوسط، بلغت نسبة إشغال أسرّة العزل 14 بالمئة، والعناية الحثيثة 22 بالمئة، بينما بلغت نسبة إشغال أجهزة التنفّس الاصطناعي 6 بالمئة.

وبلغت نسبة إشغال أسرّة العزل في إقليم الجنوب 6 بالمئة، ونسبة إشغال أسرّة العناية الحثيثة 11 بالمئة، ونسبة إشغال أجهزة التنفّس الاصطناعي 8 بالمئة.

وأشار الموجز إلى تسجيل 518 حالة شفاء، ليصل العدد الإجمالي لحالات الشفاء المتوقعة بعد انتهاء فترة العزل البالغة 14 يوماً إلى 741031.

وأشار الموجز إلى إجراء 20371 فحصاً، الثلاثاء، ليبلغ العدد الإجمالي للفحوصات التي أجريت منذ بدء الجائحة ولغاية الآن 8125711 فحصا، لافتاً إلى أن نسبة الفحوصات الإيجابيّة لهذا اليوم وصلت إلى 2.95 بالمئة.

كما أعلنت وزارة الصحة، أنها ستقوم بإعطاء جرعة معززة من مطعوم فايزر للمواطنين الذين تلقوا جرعتين من مطعوم “سينوفارم”، وسجلوا على منصة استقبال طلبات الأردنيين المقيمين والعاملين في الخارج لغايات الدخول إلى بعض الدول.

خريف آمن!؟

وفي سياق تطورات الوضع الوبائي، ودخول الأردن موجة ثالثة من الوباء، قال الكاتب الصحفي ماهر أبو طير، الأربعاء، إن “طبول الحرب تقرع من جديد بعدما أصبح المتحور الهندي المعروف باسم دلتا السائد في الأردن بنسبة 80% من مجمل الإصابات”.

وتزامن هذا التطور، مع وجود المغتربين، والجولات الاجتماعية، وعيد الأضحى، ومناسبات الصيف من تخرج وزواج، ومع هذا انخفاض كبير في نسب الذين يتلقون اللقاحات.

وقال أبو طير في مقالة صحفية نشرتها صحيفة الغد “نحن نمر بمرحلة اضطراب من جديد، الحكومة تدب الصوت، وتشق الثوب من جديد، وتحذر المواطنين، من سلوكياتهم الاجتماعية، وهي أيضا غير قادرة على إغلاق كل القطاعات لاعتبارات اقتصادية، وفي الوقت ذاته تقول إنها لم تبحث لا الحظر الكامل، ولا الجزئي”.

وتساءل “الناس من جهتهم حائرون، فماذا يفعلون وهل يقومون مثلا بتسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة، ودفع الرسوم، أم أننا سنشهد هجرة كبرى، كما هو متوقع من المدارس الخاصة إلى الحكومية”.

وأضاف “أليس غريبا أن نكون من أعلى شعوب شرق المتوسط في التعليم، وفي استعمال الإنترنت، ونرى بأعيننا الانهيارات التي تجري في دول عديدة بسبب الموجات الجديدة من الوباء، لكننا في المقابل نتساهل، وسنرى كيف أن العيد المقبل، سيكون بوابة لمرحلة جديدة من الوباء، على كل المستويات”.

وختم مقالته قائلا “إذا أصبحنا بلا صيف آمن، دعونا نراهن أيضا على خريف آمن، فالعمر طويل، ونحن شبه عاطلين عن الإنتاج والعمل، فلماذا لا نراهن وننتظر؟”.

ربما يعجبك أيضا