«ديكتاتورية صحية حقيقية».. غليان في الشارع الفرنسي بسبب التطعيم الإجباري

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

تباطؤ معدلات التطعيم في فرنسا والزيادة الحادة في أعداد الإصابة بسبب انتشار سلالة «دلتا» دفعت الحكومة الفرنسية إلى فرض قواعد جديدة بهدف حث الفرنسيين على التطعيم والعودة إلى الحياة الطبيعية. بعد أيام من التردد، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب تلفزيوني مساء الإثنين عن عدة إجراءات جديدة لوقف تفشي فيروس كورونا خصوصا مع انتشار المتحورة الهندية «دلتا» الشديدة العدوى، بينها إلزامية التطعيم للعاملين في المؤسسات الصحية وفرض “الشهادة الصحية” في المطاعم والمقاهي والمراكز التجارية وبعض وسائل النقل اعتبارا من أغسطس/ آب.

التطعيم الإجباري

فرناس

لم تمر ساعات على خطاب ماكرون حتى أقبل الفرنسيون بكثافة على مراكز التطعيم ضد فيروس كورونا، البعض عن قناعة والبعض الآخر لتجنب القيود التي قد يواجهها غير الملحقين، وبلغ عدد المسجلين نحو 20 ألفا في دقيقة واحدة.

المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، غابرييل أتال، كان قد حذر في وقت سابق من موجة رابعة لفيروس كورونا مع الانتشار السريع لعدوى متحورة “دلتا”. ويتطلب فرض إلزامية التطعيم في فرنسا سن قانون خاص بذلك بالإضافة إلى إثبات جدوى الإجراء على المدى الطويل.

في هذا السياق، يقول بعض المختصين: إن الوقت مازال مبكرا لسن مثل هذه القوانين التي يصعب على المجتمع الفرنسي تقبلها. وسيتم التصويت على مشروع قانون حول إلزامية تطعيم الطواقم الطبية مطلع أغسطس/ آب.

غليان في الشارع

يبدو أن قرارات ماكرون لم تروق لكثير من الفرنسيين الذين خرجوا إلى الشوارع احتجاجا على فرض التطعيم الذي اعتبروه تعديا جديدا على حرياتهم، وشهدت شوارع عدة مدن فرنسية تظاهرات حاشدة تخللتها اشتباكات مع قوات الأمن التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع .

ويتهم بعض منتقدي خطة ماكرون بتقييد الحربات وممارسة التمييز ضد من لا يريد تلقي اللقاح، وتلزم الخطة مراكز التسوق والمقاهي والحانات والمطاعم بفحص تصاريح المرور الصحية لكافة العملاء بدءا من أغسطس.

لكن السؤال: لماذا يرفض الفرنسيون التطعيم الإجباري؟ السؤال وإن كان لا يتعلق بالفرنسيين وحدهم، ولكن بأغلب الشعوب، فإن الجواب كما تفنده، الكاتبة دانه الراشد، في مقال حملت عنوان السؤال الماضي، إلى أن هناك العديد من الأسباب المدعومة بدراسات وأخبار مروعة وتصريحات من الشركات المصنعة للقاحات ذاتها.

وتضيف بأنه إلى الآن، لا يوجد أي لقاح قد حصل على الموافقة الكاملة من منظمة الصحة والغذاء فقد طُورت هذه اللقاحات على عجل، وحصلت ثلاثة منها فقط على رخصة طارئة فحسب، وهي لقاحات موديرنا وفايزر وجونسون آند جونسون، ويبدو أنه جار إيقاف الأخير بسبب تسببه للجلطات الدموية في بعض الحالات.

أما لقاح أسترازينيكا والمسمى أيضاً أكسفورد، فلم يحصل حتى على تلك الرخصة الطارئة، وقد تم إيقافه في العديد من الدول كهولندا والدنمارك والنرويج وبلغاريا وآيسلندا بسبب أعراضه الجانبية الخطيرة كتجلطات الدم المؤدية إلى الوفاة (بي بي سي، 15 مارس 2021)، وصرحت النرويج أن احتمالية الموت من لقاح أسترازينيكا أكبر من الموت من الفيروس نفسه، وقامت بالتخلص من اللقاح عن طريق إعطائه للدول المجاورة والتي لم تتردد في إعطائه لشعوبها عل الرغم من إدراكها لمخاطره العديدة بحسب «الراشد».

ديكتاتورية صحية

التطعيم

على منصات التواصل الاجتماعي، أطلق مغردون فرنسيون وسم #ديكتاتورية للتعبير عن رفضهم للإجراءات الصحية التي أعلن عنها ماكرون لمحاربة الموجة الرابعة من تفشي فيروس كورونا . وسم #ديكتاتور تفاعل معه سياسيون وناشطون وفنانون، معتبرين أن الإجراءات التي أعلن عنها ماكرون، خصوصاً ما يتعلق بإجبارية تلقي اللقاح ضد فيروس كورونا، تعبر عما سموه «ديكتاتورية صحية حقيقية».

ورأى المغردون أنه نتيجة لهذه الإجراءات، فإن رافض التلقيح لن يمارس حياته بشكل طبيعي وسيُحرم من دخول عدة مرافق.في المقابل، رد آخرون بأن المصلحة العامة يجب أن تتقدم في سلم الأولويات على الحرية الفردية.

هذا ويستمر هاشتاغ التطعيم الإجباري في تصدر قوائم الترند الفرنسية وسط انقسام حاد بين مؤيد ومعارض لقرارات ماكرون وتقضي بوجوب إشهار شهادة التلقيح ضد كورونا، لدخول الملاعب والمسارح وقاعات السينما والمطاعم، بالإضافة إلى إلزامية التلقيح للعاملين في قطاع الصحة.

وتدعو مجتمعات الإنترنت المختلفة وخاصة جماعة السترات الصفراء إلى مواصلة الاحتجاجات ضد التطعيم الإلزامي للعاملين في الجسم الصحي.

ربما يعجبك أيضا