رسائل السيسي| عبقرية المصري راسخة في شخصيته.. ولا مساس بمياه النيل

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – وجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، العديد من الرسائل إلى المصريين، بشأن مبادرة حياة كريمة التي أطلقتها الدولة المصرية لتطوير قرى الريف، وتحسين معيشة مواطنيها، والتحديات التي تواجه الدولة حاليا خصوصا أزمة سد النهضة الإثيوبي، وقلق الشعب بشأن مياه النيل.

“بطل الإصلاح”

الرئيس المصري بدء كلمته خلال المؤتمر الأول لمبادرة «حياة كريمة»، الذي عقد في استاد القاهرة الدولي، مساء أمس الخميس؛ بالحديث عن المبادرة، معبرا عن فخره بما حققه المصريون وقد تعالت الصيحات في ميادين مصر وفى شوارعها وقراها معبرة عن إرادة الأمة المصرية في استعادة مصر ممن أرادوا انتهاك قدسية أرضها وسلبوا هويتها تدفعهم في ذلك مفاهيم مغلوطة وأيديولوجيات متطرفة.  

وأشار الرئيس المصري، بحسب بيان عبر صفحة المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي بـ”فيس بوك”، إلى التحديات التي واجهة مصر خلال السنوات الماضية، بدء من صعود جماعة الإخوان إلى سدة الحكم، مرورا بالعمليات الإرهابية التي استهدفت تقويض الدولة ومقدراتها، وصولا إلى خطط الإصلاح الاقتصادية وتحسين البنية التحتية والتنمية المستدامة منذ وصوله إلى رئاسة مصر.

وأكد الرئيس المصري أن ثقته في قدرات المصريين كانت مطلقة، وأن يقينه في النصر كان بلا شك، وأن الشعب المصري أثبتوا أن عبقريته مسألة راسخة، مشدد على أن الشعب المصري كان البطل الأول في خطة الإصلاح الاقتصادي التي تبنتها الدولة، وأن صاحب الفضل في تحقيق أهدافها.

“حياة كريمة”

الرئيس المصري، أشار مع إعلانه إطلاق مبادرة “حياة كريمة”، إلى أنه يعتبر المشروع تدشينًا للجمهورية الجديدة، القائمة بثباتٍ ورسوخ على مفهوم الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة التي تمتلك القدرات الشاملة (عسكريًا، واقتصاديًا، وسياسيًا، واجتماعيًا) وتعلى مفهـوم المواطنة وقبول الآخر وتسعى لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية وتتطلع لتنمية سياسية تحقق حيوية للمجتمع المصري قائمة على ترسيخ مفاهيم العدالة الاجتماعية والكرامة والإنسانية، بحسب تصريحاته.

 ولفت إلى أن المبادر تسعى لبناء الإنسان المصري بناءً متكاملًا صحيًا وعقليًا وثقافيًا، إيمانًا بأن الإنسان المصري هو كنز هذا الوطن وأيقونة انتصاره ومجده. فمصر القوية، الحديثة، المدنية، الديمقراطية هي التي تليق بالمصريين وتعبر عن إرادتهم وتناسب تطلعاتهم وتمثل تضحياتهم، لافتا إلى أن مبادرة “حياة كريمة” هدفها رفع مستوى معيشة أكتر من 4 آلاف قرية، وتحسين جودة الحياة لـ58 مليون مواطن خلال السنوات الـ3 القادمة، بموازنة تقارب 700 مليار جنيه أو يزيد.

 وتابع: “إنني أجدد معكم العهد وأصدقكم الوعد بأن نبدأ جمهوريتنا الجديدة المولودة من رحم ثورتكم العظيمة في ٣٠ يونيو عازمين على المضي قدمًا نحو المزيد من العمل والبناء ممتلكين القدرة الشاملة مستمرين في تحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية”، موجها الشكر إلى رجال الجيش المصري على ما قدموه وما يقدمونه.

“ثوابت مصرية”

وقال السيسي: إن مصر تدير علاقاتها الخارجية إقليميًا ودوليًا بثوابت راسخة ومستقرة قائمة على الاحترام المتبادل والجنوح للسلام وإعلاء قواعد القانون الدولي، مشددا على أن مصر أيضا قد أصبحت تمتلك من الأدوات السياسية والقوة العسكرية والاقتصادية ما يعزز من إنفاذ إرادتنا وحماية مقدراتنا.

 وأردف: “في سبيل تحقيق السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي فإن المنهج الذي اتبعته مصر كان قائمًا على ممارسة أقصى درجات الحكمة والاستخدام الرشيد للقوة دون المساس بدوائر الأمن القومي المصري على الحدين القريب والبعيد، مؤكدا أن لمساس بأمن مصر القومي خط أحمر ولا يمكن اجتيازه “شاء من شاء.. وأبى من أبى”.

ولفت الرئيس المصري خلال كلمته، إلى أن ممارسة الحكمة والجنوح للسلام لا يعنى بأي شكل من الأشكال السماح بالمساس بمقدرات هذا الوطن، مردفا: “لن نسمح لأي ما كان أن يقترب منه ولدينا في سبيل الحفاظ عليه خيارات متعددة نقررها طبقًا للموقف وطبقًا للظروف”.

“أزمة سد النهضة”

وعن قلق المصريين بشأن السد الإثيوبي، قال الرئيس المصري: «القلق ده قلق مشروع، كنا دائمًا بنتعامل في كل قضايانا بعقل راشد وتخطيط عميق ولا عشنا الوهم ولا نقدمه ليكم”، متابعا: “لما اتكلمنا في هذا القلق مع الإثيوبيين والسودانيين، إننا عايزين نهر النيل نهر للشراكة والخير، وأكدنا أن الخير مش لينا لوحدنا عايزينه للكل، قلنا زي ما بتقولوا لو السد ده هيوفر الكهرباء ليكو إحنا معاكو، من أجل رفاهية شعوب مصر والسودان وإثيوبيا”.

ولفت السيسي إلى أن الهدم والتخريب استثناء، والبناء والتنمية هو الأصل، قلنا دائمًا مستعدين للتعاون في الكهرباء والإنتاج الزراعي والخبرات، بس بشرط ما حدش يقرب من المياه بتاعت مصر، مواصلا: “أنا برجّع الأمور لبساطتها، ومصر عمرها ما تسعى للتهديد أو التدخل في شؤون الدول، والكلام اللي اتفقنا عليه إننا نقبل إنتاج الكهرباء للإثيوبيين من هذا السد، بأنه لا مساس بمياه مصر”.

“اتفاق ملزم”

واستطرد: «قلنا عايزين اتفاق قانوني ملزم بين الدول الـ3 في ملء وتشغيل السد، واتحركنا وما زلنا، وتحرك مجلس الأمن لوضع الموضوع على أجندة الاهتمام الدولي، الموضوع مترتب كويس، ومش وليد اللحظة”، موضحا: “فيه كلام مش هاقدر أقوله، وفيه كلام هاقدر أقوله، إحنا بنعمل مشاريع عشان نحافظ على مصادر المياه جوة مصر، مشروع تبطين الترع هدفه توفير المياه وراصدين له 60 مليار جنيه، وأيضًا محطات معالجة المياه”.

وقال الرئيس: “من فضلكم كلامي لكل المصريين وكل الأشقاء في إثيوبيا والسودان: تعالوا نعمل اتفاق قانوني ملزم يحقق لنا الخير جميعًا ونعيش في سلام وأمان، كلمة بقولها لكل من يهمه الاستقرار والسلام والتنمية بعيدًا عن أي شكل من أشكال التهديد”.

وتابع: “قبل ما يحصل حاجة لمصر، يبقى لازم أنا والجيش نروح عشان يحصل حاجة لمصر.. إحنا ماشيين في طريقنا وخططنا بشكل جيد ما تقلقوش من حاجة، عيشوا حياتكم، حقول كلمة بتقولوها يا مصريين: بلاش هري يعني.. كنت دائما صادق ومخلص وأمين وشريف معكم، ما تصدقوش كل الكلام اللي بيتقال”.

ربما يعجبك أيضا