في خطاب التنصيب.. الأسد يكشف أولويات الولاية الرابعة

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

أدى بشار الأسد، رئيس النظام السوري، السبت، اليمين الدستورية لولاية رابعة من سبع سنوات خلال حفل أقيم في قصر الشعب بدمشق أمام أعضاء مجلس الشعب وبحضور أكثر من 600 ضيف. التنصيب جاء بعد فوز الأسد في المسرحية الانتخابية التي أجريت في مايو الماضي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة والمقدرة بأقل من ثلثي مساحة البلاد، في الوقت الذي غابت فيه عن مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا، كما عن مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل موالية لأنقرة في شمال وشمال غرب البلاد، وأسفرت عن فوزه بنسبة 95,1% من الأصوات، وسط أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة تعصف بالبلاد التي تشهد نزاعا داميا منذ أكثر من عشر سنوات.

أزمات فاقمتها العقوبات

يبدأ الأسد ولاية جديدة فيما تشهد سوريا أقسى أزماتها الإنسانية والاقتصادية فاقمتها العقوبات الغربية، فضلا عن الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور حيث يودع رجال أعمال سوريون كثر أموالهم. أضف إلى ذلك انحسار المساعدات القادمة من نظام ولاية الفقيه الذي يواجه هو الآخر حصارا اقتصاديا خانقا وأوضاعا اقتصادية ومعيشية صعبة بسبب العقوبات الغربية.

ورفعت حكومة الأسد خلال الأسابيع الماضية أسعار البنزين غير المدعوم، والمازوت والخبز والسكر والرز، فيما تفاقمت مشكلة انقطاع الكهرباء جراء نقص الغاز المغذي لمحطات توليد الطاقة الكهربائية بحسب مسؤولين سوريين، ووصلت ساعات التقنين في عدد من المناطق إلى نحو عشرين ساعة يوميا.

أبرز ما جاء في خطاب التنصيب

ملفات الاقتصاد والقوات الأجنبية كانت حاضرة وبقوة في خطاب الأسد :

الحرب الاقتصادية

الأسد الذي أشاد بصمود الشعب السوري أمام ما مر به بلده من تحديات في السنوات الماضية، مؤكدا أن استقرار المجتمع هو أولى المسلمات، كانت طائراته بالتعاون مع المحتل الروسي تستهدف المدنيين ورجال الدفاع المدني في قرية سرجة بجبل الزاوية جنوب إدلب، موقعا نحو 11 شخصا بين قتيل وجريح.

خلال كلمة التنصيب، التي احتل الملف الاقتصادي فيها الجزء الأكبر من حديثه، ادعى الأسد أن بلاده تواجه اليوم حربا اقتصادية، مشيرا إلى أن أحد أكبر العوائق التي تواجهها سوريا يكمن في تجميد أموالها المجمدة في المصارف اللبنانية والتي قدرها بما بين 40 و60 مليار دولار.

وفي محاولة لتجميل الصورة، أشار الأسد إلى أن عدد المنشآت الصناعية الكبرى التي تبنى الآن في سوريا يتجاوز 3300، وأكد أن الاستثمارات في المرحلة القادمة ستركز على تأمين الطاقة البديلة، واصفا ذلك بأنه “استثمار رابح ومجز”.

القوات الأجنبية

لم ينس الأسد -في خطاب التنصيب- أن يشيد بالدور الروسي والإيراني في تحرير الأرض ممن أسماهم الإرهابيين، رغم الاتهامات التي تلاحق الروس والإيرانيين جنبا إلى جنب مع قوات الأسد بسبب انتهاكاتهم لحقوق الإنسان والتي تصل لجرائم حرب بحق الشعب السوري الأعزل.

بحسب الأسد فإن الحل الوحيد للنزاع في سوريا يمكن في انسحاب قوات الاحتلال الأجنبية واستئصال الإرهاب واستعادة سلطة الدولة في عموم سوريا، لكن بالتأكيد ليس من بينهم الروس والإيرانيين، فالأسد يرى أن «قضية تحرير ما تبقى من أرضنا من الإرهابيين ورعاتهم الأتراك والأمريكيين تبقى نصب أعيننا».

الملفت في خطاب الأسد، حديثه المتكرر عن الاستقرار المجتمعي والرهان على وعي السوريين وتماسكهم وفتح الوطن ذراعيه أمام عودة من «غرر بهم» في الوقت الذي تواصل قواته بالتعاون مع المحتل الروسي والإيراني آلة القتل بحق السوريين، في تناقض واضح لجدية دعوة الأسد الذي بات ومنذ زمن طويل فاقدا للشرعية أمام قطاع كبير من السوريين بعدما حوّل البلد إلى مرتع للقوات الأجنبية المحتلة على رأسها روسيا وإيران ومن بعدهم الأتراك.

ربما يعجبك أيضا