وزير خارجية الصين في دمشق.. تفاصيل الزيارة وأبعادها

محمود طلعت

محمود طلعت

وصل وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، اليوم السبت، إلى العاصمة السورية دمشق، في أول زيارة لمسؤول صيني كبير إلى سوريا منذ العام 2011، وذلك لبحث عدد من الملفات الاقتصادية والدبلوماسية المشتركة بين البلدين.

وفور هبوط طائرته في مطار دمشق الدولي، توجه الوزير يي والوفد المرافق له، برفقة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ليبدآ اجتماعا مغلقا في مبنى وزارة الخارجية السورية.

وزير خارجية سوريا

مرحــلة جديـــــــدة

وأعقب ذلك لقاء جمع الرئيس السوري بشار الأسد مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي والوفد المرافق له، من أجل بحث العلاقات الثنائية بين البلدين.

وخلال اللقاء تم التوافق على الانطلاق نحو مرحلة جديدة في تعزيز هذه العلاقات وفتح آفاق أوسع للتعاون الثنائي في كافة المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين.

من جهته أكد الرئيس السوري أن «الصين دولة قوية ولها موقع كبير ومهم على الساحة الدولية، وأن سوريا تتطلع إلى توسيع مجالات التعاون معها على مختلف الأصعدة بالاستناد إلى حضورها القوي وسياساتها الأخلاقية».

«الحزام والطريق»

وتطرق الجانبان إلى مشاركة سوريا في مبادرة «حزام واحد طريق واحد» الصينية، حيث أكد وزير الخارجية الصيني اهتمام بلاده بمشاركة دمشق في هذه المبادرة، نظرا لموقعها ودورها الإقليمي الهام.

وأكد الوزير الصيني على مواصلة بكين دعمها للشعب السوري في حربه ضد الإرهاب ومواجهة الحصار والعقوبات المفروضة عليه، والوقوف ضد التدخل في الشؤون الداخلية للشعب السوري وكل ما يمس سيادة سوريا، حسب تعبيره.

ونقل وزير خارجية الصين للأسد تهاني الرئيس الصيني شي جين بينغ بالفوز في الانتخابات الرئاسية، معتبرا أن «نجاح هذا الاستحقاق يدل على انتصار الشعب السوري وعزيمته الثابتة».

وتوجه الأسد بالشكر للدعم الذي تقدمه الصين للشعب السوري في مختلف المجالات، والمواقف المهمة التي تتخذها في المحافل الدولية دعما لسيادة سوريا ووحدة أراضيها.

كان الرئيس الصيني، شي جين بينغ من بين القادة العالميين الذين أرسلوا برقية تهنئة إلى الأسد بمناسبة انتخابه في مايو الماضي، قائلاً خلال رسالته «إن الصين تدعم بقوة سوريا في حماية سيادتها الوطنية واستقلالها وسلامة أراضيها، وستقدم أكبر ما تستطيع».

رســـالة لواشـــنطن

وبحسب مراقبين فإن زيارة وزير خارجية الصين إلى دمشق تتسم بأهمية كبرى، وتمثل بداية تحول في السياسة الخارجية الصينية نحو مزاحمة الغرب في مناطق عدة في العالم، معتبرين أن وجود رأس الدبلوماسية الصينية في قلب دمشق يمثل رسالة قوية لواشنطن التي تفرض عليها عقوبات خانقة.

وخلال السنوات الماضية قدمت بكين دعما سياسيا وماليا وحتى عسكريا لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، ظهر ذلك في استخدام حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن لصالح الأسد عدة مرات.

على سبيل المثال، رفضت الصين قرارا أمميا يدعو الرئيس السوري للتنحي من سُدة حُكم البلاد، كذلك أعاقت قراراً آخر يدعو لإحالة الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية بقرار من مجلس الأمن.

تطور في العلاقــات

كانت العلاقات التجارية والاقتصادية بين الصين وسوريا في تطور مستمر، إذ كانت الصين شريكاً تجارياً أولاً لسوريا، بتبادل وصل لحد 2.3 مليار دولار سنوياً، الذي ارتفع بالرغم من الأحداث التي اندلعت في سوريا إلى 3.5 مليار دولار خلال العام 2012.

وتشرف بيكن على بناء العديد من المُدن الصناعية في غرب سوريا، كذلك كانت الشركات الصينية تستثمر في مجال المُشتقات النفطية والغازية في شمال شرق سوريا.

وزير خارجية الصين في سوريا

مشـاريع مســـتقبلية

ويرى الخبير الاقتصادي السوري مراد مهنا، أن هناك عددا من المشاريع المتوقع أن تتعاون الصين بشأنها مع سوريا خلال المستقبل المنظور.

وأوضح أن المخططين الاقتصاديين السوريين يعلمون جيدا أن القدرات الاقتصادية الصينية هي أضعاف مما تملكه روسيا ويُمكن أن تساعد فيه إعادة إحياء الاقتصاد السوري.

وقال مهنا «من المتوقع أن تعيد الصين بناء الأجزاء المدمرة من المدن الصناعية السورية، خاصة في منطقة الشيخ نجار في محافظة حلب ومنطقة حسياء في محافظة حمص».

ويطمح الصينيون للحصول على عقود لبناء مراكز المُدن السورية الرئيسية والأحياء المحيطة بها، التي تعرضت لأضرار جسيمة أثناء سنوات الحرب، إلى جانب عقود في مجالي القوة العسكرية والنقل العام.

ربما يعجبك أيضا