الاتفاق النووي.. تبادل الاتهامات بين واشنطن وطهران بشأن تأجيل المفاوضات

محمود رشدي

رؤية-محمود رشدي

تبادلت الولايات المتحدة وإيران الاتهامات بشأن تأجيل المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، واتهمت واشنطن، طهران ببذل جهود “مشينة” لإلقاء اللوم في الجمود في المحادثات النووية الإيرانية على واشنطن. ونفت التوصل إلى أي اتفاق مع طهران بشأن تبادل الأسرى.

وقالت الخارجية الأمريكية إن تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عن المحادثات النووية تهدف للتهرب من اللوم عن الأزمة الحالية، وأكدت الولايات المتحدة أنها مستعدة للعودة إلى المفاوضات النووية في فيينا.

جمود المفاوضات

أكدت الولايات المتحدة أن تصريحات المسؤول الإيراني عن أمريكيين محتجزين بإيران تهدف لتعزيز الأمل لدى عائلاتهم، مؤكدة أنه لم يجر التوصل لاتفاق بعد، وقالت واشنطن إنه إذا كانت طهران مهتمة بالقيام بلفتة إنسانية، فإنها ستفرج على الفور عن أربعة معتقلين أمريكيين تحتجزهم منذ سنوات. وقد عقدت عدة جولات من المحادثات في فيينا حول ذلك دون تحقيق أي تقدم ملموس.

وتوقفت المحادثات الأمريكية الإيرانية غير المباشرة بشأن إحياء اتفاق 2015 منذ انتهاء الجولة الأخيرة في 20 يونيو وأكدت تعليقات عراقجي أن طهران لن تعود إلى طاولة المفاوضات قبل تولي الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي السلطة.

رفض حكومة رئيسي

طالب نائب وزير الخارجية الإيراني عراقجي، القوى الكبرى بتأجيل محادثات فيينا إلى حين تسلم الإدارة الإيرانية الجديدة للرئيس إبراهيم رئيسي السلطة في إيران.

وأضاف عراقجي عبر تويتر أن إيران في مرحلة انتقالية بعد الانتخابات، ويجب انتظار انتقال السلطة، وأكد عراقجي، الذي يقود أيضا وفد إيران المفاوض، أنه من الممكن تبادل عشرة سجناء مع أمريكا وبريطانيا غداً، إذا نفذ البلدان تعهداتهما.

وقال المسؤول الإيراني إن على أمريكا وبريطانيا وقف ربط محادثات تبادل السجناء بالاتفاق النووي.

وكشفت وسائل إعلام إيرانية نقلاً عن مصادر مقربة من الرئيس المنتخب رئيسي، أن رئيس لجنة متابعة المفاوضات النووية، علي باقري كني، منع استئناف حكومة الرئيس المنتهية ولايته، حسن روحاني، للمفاوضات النووية في فيينا.

ووفقًا لمطلعين على الشأن الإيراني فإن “هناك خلافات متصاعدة داخل المسؤولين في النظام الإيراني بشأن مستقبل المفاوضات النووية بين طهران ومجموعة 4+1، التي جرى منها ست جولات سابقة في فيينا، بهدف الوصول إلى تفاهم مشترك يعيد العمل بالاتفاق النووي الموقع عام 2015”.

وحث عراقجي الولايات المتحدة وبريطانيا على وقف ربط أي تبادل للأسرى بالاتفاق النووي، قائلا “قد يُطلق سراح عشرة سجناء من جميع الأطراف غدا إذا أوفت الولايات المتحدة وبريطانيا بإلتزاماتهما في الاتفاق”.

مراوغة

وقالت إيران في وقت سابق من هذا الأسبوع إنها تجري محادثات بشأن تأمين الإفراج عن سجناء إيرانيين في السجون الأمريكية ودول أخرى لانتهاكات العقوبات الأمريكية.

وفي مايو، نفت واشنطن تقريرا بثه التلفزيون الإيراني الرسمي مفاده أن الدولتين توصلتا إلى اتفاق لتبادل الأسرى مقابل الإفراج عن 7 مليارات دولار من أموال النفط الإيراني المجمدة بموجب العقوبات الأمريكية في دول أخرى.

وأثارت الفجوة في المحادثات النووية، التي ينسبها مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إلى انتخاب رئيسي المتشدد، تساؤلات بشأن الخطوات التالية إذا وصلت المحادثات إلى طريق مسدود.

ويسعى الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، منذ انتخابه، إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الذي تخلى عنه سلفه الرئيس السابق دونالد ترامب وأخرج واشنطن منه عام 2018.

وشرعت حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني منذ أبريل الماضي بمفاوضات تتعلق بالاتفاق النووي بهدف التوصل إلى تفاهم يعيد العمل بالاتفاق المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مايو 2018 وقيامه بتشديد العقوبات على طهران.

وتشارك إلى جانب إيران كل من روسيا والصين والدول الأوروبية الثلاثة (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) بالمفاوضات النووية في فيينا، على مدى الجولات الست الماضية، فيما شاركت الولايات المتحدة في هذه المفاوضات بطريقة غير مباشرة بسبب إصرار إيران على رفع العقوبات، ويرى مسؤولون إيرانيون أن الجولة السابعة المقبلة من المفاوضات النووية ستكون صعبة للغاية، كما اعترف بذلك كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي.

ربما يعجبك أيضا