حتى وصول «رئيسي».. خطة لإبعاد إيران عن الوصول للعتبة النووية!

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

ربما يمكن الانتظار حتى استلام الرئيس الإيراني الجديد للسلطة؛ ثم يعود المفاوضون الإيرانيون إلى فيينا؛ لاستئناف المحادثات النووية. لكن لا يمكن الانتظار إلى أن تصل إيران إلى العتبة النووية. هذه هي الرؤية الغربية تجاه سياسة إيران في إدارة ملفها النووي.

ومن المقرر أن يتسلم رئيسي مسؤوليته كرئيس للجمهورية في إيران في مطلع أغسطس المقبل.

وتستضيف العاصمة النمساوية، فيينا، منذ مطلع نيسان/أبريل 2021، اجتماعات اللجنة المشتركة حول خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، من أجل تحقيق عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، ورفع العقوبات الأمريكية عن إيران، والاستعادة الكاملة للاتفاق النووي.

وتشارك واشنطن في الحوار دون أن تخوض في أي اتصالات مباشرة مع الطرف الإيراني، الذي يرفض التفاوض مع إدارة الرئيس جو بايدن قبل رفع العقوبات الأمريكية على بلاده.

وتجري المحادثات رسميا بين إيران من جهة، وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى.

حتى يصل رئيسي  

في وقت يسود فيه الترقب بشأن مستقبل مباحثات فيينا، قال كبير المفاوضين النوويين في إيران، عباس عراقتشي، إن على الأطراف في مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي الانتظار حتى تستلم إدارة الرئيس الإيراني المنتخب، إبراهيم رئيسي، السلطة لاستئناف المفاوضات.

مضيفًا: “نحن في فترة انتقالية حيث يجري الانتقال الديمقراطي للسلطة في عاصمتنا، ومن الواضح أن محادثات فيينا يجب أن تنتظر إدارتنا الجديدة”.

رسالة طمأنة

ومن جانب آخر، قلل رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، النائب مجتبى ذو النوري، من المخاوف بشأن توجهات الحكومة المقبلة في الاتفاق النووي.

وقال في البرلمان أمس السبت: “رغم أن الاتفاق النووي لم يكن جيدا، كان بمثابة مكبح لنا، لكن ما يمكن قوله عن مقاربة الحكومة المقبلة في الاتفاق النووي من المؤكد أنها لن تقول: بسبب أن الاتفاق لم يكن جيدا فإننا لا نريده”.

وأضاف “من المؤكد أن هذه ليست سياسة النظام ولا الحكومة الجديدة ستتبع هذه السياسة، على العكس من ذلك الحكومة ستطالب بالاتفاق”.

كما نقلت وكالة “ميزان” التابعة للقضاء الإيراني عن النوري قوله إن “الحكومة الجديدة لن تقلب الطاولة على الاتفاق النووي، وستكون أقوى من الحكومة السابقة في الحصول على حقوق الشعب الإيراني، ومن جهة ثانية، على الطرف الآخر الذي يسعى وراء حفظ الاتفاق النووي أن يدفع ثمن ذلك لكي تحل المشكلات الاقتصادية لنا”.

وكشفت وسائل إعلام إيرانية نقلاً عن مصادر مقربة من الرئيس المنتخب رئيسي، أن رئيس لجنة متابعة المفاوضات النووية، علي باقري كني، منع استئناف حكومة الرئيس المنتهية ولايته، حسن روحاني، للمفاوضات النووية في فيينا.

كما أضافت المصادر أن “الرئيس المنتهية ولايته روحاني حاول إنهاء محادثات فيينا قبل نهاية حكومته، لكن باقري نيابة عن فريق إبراهيم رئيسي لم يسمح بذلك”.

إبعاد إيران عن العتبة النووية

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن مسؤولين أوروبيين، قدموا خطة من 3 محاور يتعين على إيران بموجبها وقف وتخزين أجهزة الطرد المركزي المتقدمة الخاصة بها، وتفكيك البنية التحتية الإلكترونية لاستخدام هذه الأجهزة، وذلك من أجل منع طهران من “العودة السريعة” لبرنامجها النووي.

وسوف تقلل هذه الخطة أيضًا من الطاقة الإنتاجية لأجهزة الطرد المركزي في إيران.

كما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلاً عن بعض المسؤولين الأوروبيين المشاركين في محادثات فيينا، أنه في حال التعجيل بإحياء الاتفاق النووي، فقد تكون إمكانية العودة للبرنامج النووي الإيراني أقل من عام.

وأعرب المسؤولون عن قلقهم من أنه إذا استمرت الأنشطة النووية للنظام الإيراني  بالتزامن مع استمرار المحادثات النووية، فإن احتمال امتلاك إيران للأسلحة النووية سيكون أقرب.

ووفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن الشاغل الرئيسي للمسؤولين الغربيين هو أن إيران قد حصلت على التكنولوجيا اللازمة لاستخدام أفضل أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتخصيب اليورانيوم.

وأضاف التقرير  أن إيران أصبحت أكثر كفاءة، خاصة في استخدام أجهزة الطرد المركزي من الجيل الثاني، المسماة IR-2-M.

كما يشعر المسؤولون الغربيون بالقلق من أن إيران قد تكتسب المعرفة التقنية في عملية تطوير برنامجها النووي، والتي لا يمكن تدميرها حتى لو خفضت طهران مستوى التخصيب وعدد أجهزة الطرد المركزي.

وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فبراير (شباط) 2021، فقد قامت إيران بتخزين 2968 كيلوجرامًا من اليورانيوم منخفض التخصيب منذ أن انسحب دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، وهو ما يعادل 14 ضعف الكمية المسموح بها بموجب الاتفاق النووي.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلاً عن خبراء نوويين، فإن نقاء هذه الكمية المخزنة هو 20 بالمائة، لكن إذا أرادت إيران تخصيب نفس الكمية حتى 90 بالمائة، فسيكون لديها وقود نووي كافٍ لصنع 3 رؤوس نووية.

وبحسب التقرير، يختلف الخبراء حول المدة التي ستستغرقها إيران لبناء رأس حربي نووي. ويعتقد بعض المسؤولين الغربيين أن إيران يمكن أن تصنع رأسًا نوويًا في غضون سنتين إلى 3 سنوات، إذا لم تكن هناك عراقيل من الخارج.

ويعتقد آخرون، مثل ديفيد أولبرايت، رئيس معهد واشنطن للعلوم والأمن الدولي، أن إيران يمكنها تفجير جهاز اختبار في غضون 9 أشهر، وصنع سلاح نووي أولي في غضون عام، وتركيب رأس حربي نووي على  صاروخ باليستي في غضون عامين.

استعداد تل أبيب لضرب نووي إيران

نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، تقريرا كتبه الخبير الأمني والعسكري الشهير رون بن يشاي، المعروف بصلاته مع أصحاب القرار في إسرائيل، قال إن هناك “إجماعا استثنائيا” بين بينيت ووزير الأمن بيني جانتس ووزير المالية أفيجدور ليبرلمان بشأن هذه المخططات، وهو أمر كان مفتقدا خلال حكومة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، مما منعه من تنفيذ ضربات عسكرية ضد إيران.

وقالت الصحيفة إن الميزانية المرصودة للعملية المتوقعة قد حددت بين المؤسسات الإسرائيلية الثلاث بقيمة 5 مليارات شيكل إسرائيلي حوالي 1.7 مليار دولار أميركي، لمدة 5 سنوات مقبلة، بما يعادل 5 أضعاف المبلغ السابق الذي كانت إسرائيل قد حددته.

وكان الجيش الإسرائيلي قد خصص زيادة كبيرة في ميزانيته تبلغ قيمتها مليارات الدولارات حتى يتمكن من الاستعداد بشكل مناسب لهجوم محتمل ضد برنامج إيران النووي.

وجاء الطلب خلال مناقشات أولية بشأن الميزانية، والتي ستسعى الحكومة الجديدة لإقرارها في الأشهر المقبلة، حسب ما ذكرت هيئة الإذاعة العامة، الأربعاء، ونشرتها صحيفة “تايم أوف إسرائيل” Time of Israel.

وقالت الإذاعة إن تلك المفاوضات جرت في الوقت الذي بدأت فيه إسرائيل الاستعداد لاحتمال انهيار المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا، والتي تهدف إلى إحياء اتفاقهما النووي متعدد الأطراف.

ربما يعجبك أيضا