صواريخ «تسيركون».. قوة مرعبة بسرعة الصوت توتر الأجواء بين واشنطن وموسكو

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

توتر جديد يلوح في الأفق بين موسكو وواشنطن، بعد ما أعلنت روسيا، أمس الإثنين، أنها اختبرت بنجاح صاروخًا جديدًا من طراز تسيركون فوق صوتي من فرقاطة، وهو من مجموعة الأسلحة التي طورتها موسكو والتي تؤكد أن لا مثيل لها في العالم.

ووسط أجواء يسودها التوتر مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت روسيا خلال السنوات الماضية تطويرها عددًا من الأسلحة وصفها الرئيس فلاديمير بوتين بأنها “لا تقهر”. وحذرت السفارة الروسية في الولايات المتحدة، واشنطن من خطط نشر صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت في أوروبا، حسب ما أعلنت البعثة الدبلوماسية الروسية على حسابها على موقع “تويتر”، اليوم الثلاثاء.

وكان المتحدث باسم البنتاجون كيربي قد صرح في وقت سابق، في تعليقه على تجربة إطلاق روسيا لصاروخ “تسيركون” الأسرع من الصوت من الفرقاطة الأدميرال جورشكوف، قائلًا: “الصواريخ الروسية الجديدة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت يمكن أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار، وتشكل خطرًا كبيرًا لأنها يمكن أن تحمل شحنة نووية”.

تفسيرات روسية

ورغم أن مدير قسم منع انتشار الأسلحة النووية والحد من التسلح بوزارة الخارجية الروسية، فلاديمير يرماكوف، أكد في وقت سابق، أن اختبار روسيا لصواريخ “تسيركون” فرط الصوتية لا يتعارض مع الالتزامات الدولية، كونه مرحلة اعتيادية في الصناعات العسكرية.

سارعت روسيا بالتأكيد عبر السفارة الروسية في الولايات المتحدة بالقول إن إطلاق صاروخ من طراز تسيركون فوق صوتي قد يزيد من احتمال نشوب صراع غير مقصود، وجاء في بيات لوزارة الدفاع الروسية، الأحد الماضي، أن الاختبارات التجريبية التي أجريت من الفرقاطة الأدميرال غورشكوف، أكدت الخصائص التكتيكية والتقنية الفريدة لهذا الصاروخ من حيث مدى ودقة الإطلاق، وكذلك سرعته التي تفوق سرعة الصوت”.

وأشارت وزارة الدفاع الروسية، إلى أن اختبارات صاروخ “تسيركون” والذي تفوق سرعته سرعة الصوت “يتم بنجاح”.

مواصفات الصاروخ المرعب

واختبرت روسيا صاروخ “تسيركون” البحري فرط الصوتي، وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن صاروخ “تـسيركون” سيتمتع بسرعة تفوق سرعة الصوت بمقدار 9 مرات (9 ماخ) وذلك بالإضافة إلى مدى الطيران الذي سيزيد عن ألف كيلومتر.

وسيكون هذا الصاروخ قادرًا على تدمير الأهداف الأرضية والبحرية. وسيجري استخدام هذه الصواريخ من على متن الحاملات البحرية، أي السفن التي تعمل فوق سطح الماء والغواصات، وجميعها من دفعات الإنتاج التسلسلي، وهي تضم السفن والغواصات المصنوعة والتي تجري صناعتها لتزود بصواريخ من طراز “كاليبر”.

خلافات بوجهات النظر

أعرب المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، عن قلقه بشأن صاروخ “تسيركون” الفرط صوتي. وأشار إلى أن روسيا تطور صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت ذات قدرات نووية، واصفًا بأنها “عامل مزعزع للاستقرار مع وجود تهديد واضح”.

بينما أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، أن موسكو لا توافق واشنطن الرأي بأن التطورات الجديدة الروسية في مجال الأسلحة فرط الصوتية قد تنتهك التكافؤ في مجال الاستقرار الاستراتيجي. وقال بيسكوف في إحاطة إعلامية: “تذكرون عندما تحدث الرئيس فلاديمير بوتين أكثر من مرة حول هذه المواضيع وقال إننا، للأسف، خلال العقود الماضية حتى لفترة أكثر، واجهنا انهيارًا تدريجيًا لنظام الأمن الاستراتيجي، إضافة إلى ذلك واجهنا أيضًا خطوات معينة من قبل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، الأمر الذي أضر بالفعل بالتكافؤ القائم”.

وأشار إلى أن هذه الإجراءات تشمل إنشاء نقاط لنشر منظومات الدرع الصاروخية في رومانيا وفي دول أخرى على مقربة من حدود روسيا، وتلك المنشآت التي بالإضافة إلى الصواريخ المضادة، قادرة أيضًا على إطلاق صواريخ هجومية، قائلًا: “هذا يعني أن كل هذا سيؤدي إلى كسر التكافؤ الحالي”.

وأضاف: “لقد تطلب ذلك اتخاذ إجراءات: أولًا، قادرة على حماية روسيا على خلفية هذه الإجراءات، ثانيًا، من شأنها ضمان استمرار التكافؤ القائم”.

وتتباهى روسيا بتطوير عدد من الأسلحة “التي لا تقهر” من بينها صاروخ كينجال الفوق الصوتي المخصص لسلاح الجو وصاروخ “بورفيستنيك” المجنح المزود بمحرك نووي.

ربما يعجبك أيضا