«نظام فيدرالي».. حل أممي لقضية قبرص وتنديد تركي

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

في سعي مجلس الأمن لحل قضية قبرص المنقسمة، دعا إلى تشكيل نظام سياسيًا جديدًا على المبادئ الفيدرالية بما يسمح لإقامة مجتمعين ومنطقتين مع مساواة سياسية، ودان «الأفعال الأحادية الجانب» للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع التأكيد على أن  إعادة فتح جزء من منطقة فاروشا المغلقة يشكل تهديد لأمن الجزيرة القبرصية.

وكان مقررا تبني هذا الإعلان الأربعاء إثر اجتماع مغلق لمجلس الأمن بشأن قبرص متوقع منذ وقت طويل، لكن الأمر تأخر بسبب نقاش استمر يومين وهدف إلى التنديد بتركيا وتشديد لهجة النص.

نظام فيدرالي

وافق مجلس الأمن الدولي الجمعة على إعلان بالإجماع يدعو إلى تسوية النزاع القبرصي «على أساس نظام فدرالي بمجتمعين ومنطقتين مع مساواة سياسية»، ودان «الأفعال الأحادية الجانب» للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسيين.

ودان أعضاء المجلس «إعلان الزعماء الأتراك والقبارصة الأتراك في قبرص في 20 يوليو (تموز) 2021 بشأن إعادة فتح جزء من منطقة فاروشا المغلقة، وأعرب مجلس الأمن عن أسفه العميق لهذه الإجراءات أحادية الجانب التي تتعارض مع قراراته وتصريحاته السابقة»، كما جاء في النص المعتمد الذي حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه ويفترض تبنيه رسميا في وقت لاحق اليوم.

وطلب المجلس أيضا «التراجع الفوري» عن هذا الإجراء وعن «كل التغييرات التي جرت في فاروشا منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2020». وأضاف النص الذي أعدته المملكة المتحدة أن «مجلس الأمن يشدد على أهمية الاحترام الكامل لقراراته وتنفيذها، ويشمل ذلك نقل فاروشا لتصبح بإدارة الأمم المتحدة».

وكان مقررا تبني هذا الإعلان الأربعاء إثر اجتماع مغلق لمجلس الأمن بشأن قبرص متوقع منذ وقت طويل. لكن الأمر تأخر بسبب نقاش استمر يومين وهدف إلى التنديد بتركيا وتشديد لهجة النص.

رفض تركي

رفضت تركيا، الجمعة، تنديد مجلس الأمن الدولي بدعمها لتقسيم قبرص ومشاريعها لإعادة فتح مدينة ساحلية مهجورة في الشطر الشمالي من الجزيرة المتوسطية منذ الغزو التركي العام 1974.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان “نرفض إعلان مجلس الأمن الدولي” بشأن مشروع إعادة فتح مدينة فاروشا التي تسيطر عليها السلطات القبرصية التركية، و”كذلك تصريحات دول مختلفة تستند إلى طلبات غير مبررة ولا تنسجم مع الحقائق في الجزيرة”.

وأضافت أن جهودا استمرت عشرات الأعوام لم تنجح في التوصل إلى وضعية فدرالية لجزيرة قبرص بسبب “الموقف المتصلب للإدارة القبرصية اليونانية”.

توترات

تسعى قبرص، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي يسيطر عليها القبارصة اليونانيون، والأمم المتحدة على حد سواء إلى اتحاد “منطقتين” من إدارتين إقليميتين متحدتين كدولة واحدة.

تم تقسيم قبرص منذ عام 1974 عندما قامت تركيا بغزوها ردًا على انقلاب فاشل دبره المجلس العسكري آنذاك في أثينا بهدف توحيد الجزيرة مع اليونان.

تركيا وحدها تعترف بجمهورية شمال قبرص التركية المعلنة من جانب واحد. على الرغم من عدم وجود حل، كانت الجزيرة تنعم بالسلام إلى حد كبير.

من جانبه أعلن زعيم القبارصة الأتراك إرسين تتار، وهو حليف لأردوغان، عن خطوة جديدة في فتح فاروشا، التي كانت ذات يوم أكبر منتجع في الجزيرة الواقعة على البحر المتوسط ​، لكن سكانها القبارصة اليونانيون فروا مع غزو عام 1974.

قال تتار إن 3.5 في المائة من فاروشا، التي تقع ارتفاعاتها المرتفعة المهجورة تحت السيطرة العسكرية التركية، سوف يتم تغيير وضعها العسكري.

وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه يشعر “بقلق عميق” من هذه الخطوة وحث “جميع الأطراف على الامتناع عن الإجراءات الأحادية الجانب التي تثير التوترات”.

بعد إصدار بيان قوي يوم الثلاثاء، تحدث وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين عبر الهاتف يوم الأربعاء مع وزير الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليديس ووصف خطوة فاروشا بأنها “غير مقبولة ولا تتفق مع قرارات الأمم المتحدة”.

ربما يعجبك أيضا