احتجاجات خوزستان.. مخطط خامنئي لتهجير الأحوازيين

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

في أول تعليق لها على الاحتجاجات العارمة التي يشهدها إقليم الأحواز جنوب غرب إيران، قالت الخارجية الأمريكية أنها تدعم حق الإيرانيين في التعبير بحرية عن آرائهم داعية الأمن الإيراني إلى وقف العنف والاعتقال التعسفي. مأساة الأحوازيين وصلت مسامع المفوضية الأممية لحقوق الإنسان، والتي دعت طهرا ن إلى حل مشكلة شح المياه بدلا من قمع التظاهرات متهمة الحكومة الإيرانية بالإهمال في مواجهة وضع كارثي.

قائد الحرس الثوري في الأحواز

بعد فشل النظام الإيراني بوقف احتجاجات الأحواز، والتي أنكرتها وسائل الإعلام الإيرانية في البداية، وأمام ارتفاع وتيرة الاحتجاجات خلال الأيام الأخيرة، وصل حسين سلامي قائد الحرس الثوري السبت إلى المنطقة جواً. هذه الأنباء تؤكد أن النظام مرتبك للغاية وفي ورطة حقيقية من انتفاضة الشعب الأحوازي لأنها انتقلت الآن إلى بعض المحافظات الإيرانية.

الجدير بالذكر، أن الاحتجاجات المتواصلة في محافظة خوزستان جنوب إيران بسبب أزمة المياه، أجبرت الرئيس حسن روحاني على إرسال نائبه الأول إلى المحافظة، فيما عقد الرئيس المنتخب المتشدد إبراهيم رئيسي اجتماعا خاصا لدراسة أوضاع المحافظة.

وتتهم الجهات الأمنية الإيرانية «عناصرَ مسلحة» و«مثيري الشغب» باستهداف المحتجين بالرصاص لتأزيم الوضع وجرّ الاحتجاجات إلى أعمال شغب، لكن التقارير والمصادر غير الرسمية تؤكد مقتل المحتجين على يد القوات الأمنية، تدعمها روايات النشطاء الأحواز عبر منصات التواصل الاجتماعي بالصور والفيديوهات التي تؤكد انتهاكات قوات الأمن الإيرانية بحق المتظاهرين وحملات الاعتقالات التعسفية والتي أقرها رؤساء سابقون مثل نجاد وخاتمي.

تغيير ديموغرافي

انشغال النظام الإيراني بدعم الجماعات الإرهابية فضلا عن تدخله في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، أدى إلى حرمان المواطن الإيراني من حقه في التنمية، وكذلك حقوق مواطني تلك الدول في التمتع بالأمن والاستقرار.

تم الكشف عن مشاريع نقل المياه من خوزستان قبل حوالي 15 عاماً، وأثارت آنذاك احتجاجات وانتقادات واسعة في خوزستان، لاسيما من قبل الناشطين العرب في المحافظة. وشيدت السلطات الإيرانية خلال العقود الأخيرة سدوداً على الأنهار في محافظة خوزستان، ونقل مياه هذه الأنهار إلى المحافظات المركزية الإيرانية أدى إلى تصحّر واسع النطاق في المحافظة.

سياسات نظام الملالي التي لا تخفى على أحد في الأحواز والتي تهدف إلى تهجير السكان منها وإحداث تغييرا ديمغرافيا في المنطقة، وهو ما يجعل المجتمع الدولي مطالبا اليوم أكثر من أي وقت مضى بردع هذا النظام لاحترام القانون الدولي والالتزام بمبادئ حقوق الإنسان.

فالأحواز هي ممر إيران «السهلي» إلى خاصرة العرب، وتحريرها يعني نهاية الوجود الفارسي في المنطقة و لهذا السبب يستميت النظام الفارسي في القضاء على أي احتجاجات قد تتصاعد شرارتها إلى ثورة و التالي انهيار النظام بل تمزق إيران.

زرع الألغام

المخرج والمصور “محمد” الذي انشق عن الحرس الثوري الإيراني وبالتنسيق مع جبهة الأحواز الديمقراطية في كندا، كشف عن فيديوهات لزرع الألغام في ناحية أم الدبس من أجل تهجير الأحوازيين قسرياً.

يقول محمد لـ«العربية» بعد إن فشلت خطة النظام في تغطية الأرض بالأسفلت لجأ إلى زرع الألغام التي قتلت الإنسان والحيوان، ضمن سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها نظام الملالي بحق الأحوازيين.

لذلك لم يكن مستغربا، خروج التظاهرات كافة أرجاء خوزستان، والتي قوبلت بموجة تضامن كبيرة وغير مسبوقة في مواقع التواصل الاجتماعي لتهتف بصوت واحد «الموت لخامنئي» الذي سكت دهرًا ونطق كفرًا عندما ألقى باللائمة على المحتجين بدعوى أنهم يعطون الفرصة لمن أسماهم بـ«أعداء الثورة» للاستفادة منها.

ربما يعجبك أيضا