تصدير النفط خارج هرمز.. دعمًا لمحور التنمية في سواحل مكران

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

تهتم إيران بتنمية سواحلها الجنوبية الشرقية، ومنها منطقة سواحل مكران المطلة على مياه بحر العرب بعد تجاوز مضيق هرمز، وتهدف من ذلك إلى إنشاء مناطق تنموية في ظل التحولات الاقتصادية في منطقة المحيط الهندي وأسيا، وكذلك تنمية المناطق الحدودية المهمشة.

وتهتم حكومة الرئيس الإيراني المنتهية ولايته، حسن روحاني منذ مجيئها عام 2013، بتنمية مناطق سواحل مكران، وتحويلها إلى مركز تنموي، حيث تمتد مكران بطول 1100 كم على ساحل خليج عمان في جنوب شرق إيران وغرب باكستان، وتطل على بحر العرب. وتعتبرها الحكومة بوابه ذهبية للتواصل مع العالم.

مكران محور اقتصادي

وتهدف الحكومة الإيرانية إلى تشكيل محور اقتصادي في تلك المنطقة، بما يعزز أهمية السواحل والموانئ المطلة على بحر العرب والمحيط الهندي، ومنها مينائي جاسك وتشابهار. بالإضافة إلى إنشاء مناطق صناعية لجذب المستثمرين والاهتمام بالصناعات الثقيلة، مثل البتروكيمياويات والصلب والألمنيوم والكروميت وصناعة السفن. كما تسعى إلى تمديد الرقعة السكانية في تلك المنطقة، عبر إنشاء التجمعات السكانية الجديدة.

كما تدخل مسألة تنمية سواحل مكران، ضمن المحور الاقتصادي الذي شكلته إيران مع الهند وباكستان وأفغانستان، والذي يرتكز على ميناء تشابهار الإيراني، وفتح طرق مواصلات التجارة إلى دول الجوار الإيراني.

وقد وضعت الخطة التنموية السادسة اهتماماً خاصة بسواحل مكران. ومن أهم ميزات هذه المنطقة هو مجاورتها المباشرة للمياه الدولية ولدول مثل باكستان وأفغانستان وكذلك مجاورتها غير المباشرة مع دول آسيا المركزية من خلال تركمنستان.

كذلك، في إطار دعم خطط إيران للتعاون الاقتصادي مع سلطنة عمان، وكذلك تصدير النفط والغاز عن طريق السلطنة إلى الهند والعالم.

وفي ظل الاهتمام الإقليمي والدولي بمنطقة جنوب أسيا، والحركة التجارية والصناعية هناك، تعمل إيران على نقل ثقلها التجاري والصناعي من داخل مياه الخليج إلى سواحلها المطلة قرب المحيط الهندي. وأن تعتمد حركة الصادرات والتجارة عبر هذه المنطقة، سيما صادرات النفط والبتروكيماويات.

النفط خارج هرمز

قبل التحول في تصدير النفط من ميناء جاسك؛ كانت تعد النقطة الأساسية لتصدير النفط الإيراني هي محطة جزيرة خارك الواقعة داخل مياه الخليج.

لكن بدأت إيران الخميس الماضي تشغيل محطة تصدير النفط الخام من ميناء جاسك المطلّ على بحر عمان، ما يتيح للناقلات تفادي عبور مضيق هرمز الاستراتيجي الذي شكل مرارا مسرحا لتوتر مع الولايات المتحدة، في خطوة وصفها الرئيس حسن روحاني ب”التاريخية”.

وتتصل المحطة بخط أنابيب بطول نحو ألف كيلومتر يمتد من كوره في محافظة بوشهر (جنوب غرب)، إلى الميناء الواقع في محافظة هرمزكان (جنوب شرق)، ما سيتيح للناقلات اختصار أيام من رحلاتها، وتفادي مياه الخليج والمضيق الذي تمر عبره نحو خمس صادرات النفط العالمية، لا سيما العائدة للسعودية، الخصم الإقليمي للجمهورية الإسلامية.

ويتيح توفير محطة ثانية خارجه استغناء الناقلات عن مضيق هرمز الذي سبق أن شكّل نقطة توتر بين البحريتين الإيرانية، والأميركية التي يتخذ أسطولها الخامس من البحرين مقرا له.

وخلال الاحتفال بتدشين العمل بخط الأنابيب، شدد وزير النفط الإيراني بيجن زنكنه على أن “هذا المشروع يؤشر إلى كسر الحظر (العقوبات) والاعتماد على القدرات المحلية”.

هذا، ومع بدء تصدير النفط الإيراني من ميناء جاسك في بحر عمان، فإن إيران ستكون لديها الفرصة لتنويع طرق تصدير نفطها.

كما أن التصدير من ميناء جاسك سيؤدي لخفض المسافة لزبائن النفط الإيراني بمقدار 1000 ميل بحري وخفض نفقة النقل للبرميل الواحد من 60 إلى 40 سنتا.

ربما يعجبك أيضا