اشتباكات عنيفة في الشمال السوري.. الأكراد يكسرون هيبة الجيش التركي!

حسام السبكي
القوات التركية

حسام السبكي

على الرغم من قوة الجيش التركي، وسطوته المدعومة بأحلام أردوغانية لتحويل السلطنة العثمانية السابقة إلى قوة عظمى مرة أخرى في منطقة الشرق الأوسط، حيث راحت تبسط نفوذها في البحر المتوسط وليبيا، وفي الجانب الآخر في شمال العراق وسوريا إضافة لتواجد آخر على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا.

ورغم نجاحه خلال السنوات الأخيرة، في طرد القوات الكردية من مناطق شاسعة في الشمال السوري، بمواءمة سياسية مع الروس، وغض الطرف من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلا أن هيبة الجيش التركي باتت اليوم على المحك، في ظل ضربات قوية ومركزة من قبل المسلحين الأكراد، والتي تتزامن مع اشتباكات متقطعة مع القوات التركية وحلفائها من فصائل المعارضة السورية المسلحة.

اشتباكات جديدة

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، ليل السبت، عن مقتل 3 جنود أتراك وإصابة ثمانية آخرين نتيجة استهداف مقاتلين أكراد عربة تقلهم في قرية حزوان شرق حلب.

وبحسب المصادر المحلية فإن الجيش التركي في مدينة الباب ومحيطها في حالة استنفار كامل بعد الحادث.

كما أكد ناشطون أن الجيش التركي قصف بشكل مكثف مواقع القوات الكردية في قرية زويان رداً على استهداف الجنود الأتراك.

من جانبه، أكد رامي عبدالرحمن -مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، وفقًا لـ “العربية”- أن القوات الكردية أطلقت صاروخا موجها على آلية تركية شرق حلب.

وأوضح أن هناك تحليق جوي كثيف للطائرات التركية شرق حلب، مؤكداً أن حصيلة قتلى الجيش التركي مرشحة للارتفاع.

كما قال شهود عيان إن الجرحى الأتراك جرى نقلهم إلى مشفى مدينة الباب الجديد في ريف حلب الشرقي.

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع التركية، عن مقتل جنديين وإصابة اثنين آخرين في هجوم استهدف عربة عسكرية في منطقة درع الفرات شمال سوريا.

وقالت: إن الجيش التركي رد على مصدر الهجوم بقصف مدفعي مكثف.

وفي سياق متصل، قصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها بأكثر من 200 قذيفة مدفعية وصاروخية قرى ضمن مناطق انتشار القوات الكردية ومجلس الباب العسكري بريف حلب، تزامنًا مع اشتباكات على محور حزوان أدت إلى قطع الطرقات.

وبعيدًا عن الاشتباكات الكردية التركية، فقد وقعت اشتباكات أخرى (كردية – كردية)، وذلك وفق ما كشفه رئيس أركان قوات البيشمركة الكردية في إقليم كردستان العراق، أمس السبت، والذي أعلن أن أحد مواقع قوات البيشمركة تعرض لإطلاق النار من مسلحي حزب العمال الكردستاني في مرتفعات جبلية بمحافظة دهوك أقصى شمالي العراق.

وبحسب ما أوردته “وكالة الأنباء الألمانية”، قال رئيس أركان قوات البيشمركة الفريق جمال ايمنكي: “إن إحدى نقاط قوات البيشمركة الكردية الموجودة في منطقة جوارجلي في سلسلة جبال كارا بمحافظة دهوك تعرضت ظهر اليوم لإطلاق النار من قبل مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي المتمركزين في قمم سلسلة جبال كارا”.

وأضاف الفريق ايمنكي أن قوات البيشمركة ردت وبقوة على مصادر النيران وجرى تبادل النيران بين الطرفين دون وقوع أية خسائر بين قوات البيشمركة.

وسبق أن تعرضت قوات البيشمركة الكردية في أوائل شهر حزيران/ يونيو الماضي لإطلاق نار من قبل مسلحي حزب العمال الكردستاني، ما أدى إلى مقتل خمسة عناصر من قوات البيشمركة الكردية.

وتتحصن عناصر حزب العمال الكردستاني التركي في المرتفعات الجبلية والقرى الكردية العراقية على الشريط الحدودي بين العراق وتركيا.

وتدور بين الحين والآخر عمليات عسكرية بين الجيش التركي وعناصر حزب العمال الكردستاني تنعكس سلبا على حياة المدنيين الأكراد العراقيين وتدمير منازلهم والأراضي الزراعية.

مشاهد متكررة

لم تكن الاشتباكات الجديدة بين القوات التركية ونظيرتها الكردية وليدة اليوم، فقد سبقتها اشتباكات مماثلة قبل نحو 20 يومًا، حيث رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، اشتباكات عنيفة شهدتها المحاور الغربية لناحية عريمة بريف منبج، شرقي حلب، بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من طرف، وقوات مجلس منبج العسكري من طرف آخر.

وذكر المرصد أن هذه الاشتباكات ترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة بين الطرفين، كما أشار إلى وقوع خسائر بشرية، وتزامن الاستهداف مع اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة اندلعت على محاور الدندنية والجاموسية.

وذكرت مصادر للمرصد أن الجيش التركي استهدف قرى العريمة والحجلية وقرط ويران والعميانة الواقعة في ريف مدينة الباب الشرقي في حلب بقذائف الهاون والمدفعية من قاعدته المتمركزة في قرية الشيخ ناصر شرق مدينة الباب والتي بلغ عددها ما يقارب 100 قذيفة مدفعية.

وكان المرصد السوري رصد في 30 يونيو، قصفاً صاروخياً نفذته القوات التركية على مناطق في قريتي عرب حسن وأم عدسة بريف منبج، كما شهدت محاور الدندانية والياشلي وأم عدسة ومحاور أخرى ضمن ما يعرف بخط الساجور بريف منبج، استهدافات متبادلة بالأسلحة الرشاشة بين الطرفين.

ربما يعجبك أيضا