شهية مستثمري الأسهم تتجاوز مخاوف كورونا.. الفرص لا تزال أكبر!

كتب – حسام عيد

رغم التراجعات الكبيرة التي منيت بها أسواق المال العالمية، وتحديدًا بورصة وول ستريت الأمريكية، مع تسجيل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خسائر بنسبة 2.2% في تعاملات يوم الإثنين الموافق 19 يوليو 2021، بفعل مخاوف من تفشي متحور دلتا لكوفيد-19؛ إلا أن شهية المستثمرين الأفراد آخذة في التصاعد لتلامس معها صناديق مؤشرات الأسهم مستويات تاريخية. ناهيك عن الاستفادة من حالة عدم الاستقرار التي تشهدها العملات الرقمية والمشتقات المالية الأخرى كالسندات. فجميعها أمور تعزز موجة السيولة المتدفقة لاقتناص الفرص في أسواق الأسهم.

تراكم السيولة

إن تراكم السيولة في حسابات الأفراد هي الأهم في سوق الأسهم، حاليًا تحديدًا في ظل استمرار “أزمة كوفيد-19″، حيث حقق مؤشر “ستاندر آند بورز 500” مكاسبه للمرة السابعة خلال تسعة أسابيع.

ومع صعود قيمة السيولة المودعة في ودائع لدى البنوك التجارية، وفقًا لحسابات “البنك المركزي الأمريكي”، بنسبة 33% مقارنة بعام 2019 لتصل إلى 17 تريليون دولار، أصبح هناك شيء ما يسلح كوادر المتداولين اليوميين الذين يبدو أنهم عازمون على عدم السماح بتراجع السوق لأكثر من 24 ساعة؛ وفق ما أفادت وكالة “بلومبيرج”. على سبيل المثال، جلسة تداولات الإثنين 19 يوليو الجاري، عندما أدى انتشار المخاوف من متحور دلتا لفيروس كورونا لهبوط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.2%، ركض مقتنصو الفرص إلى مهمة الإنقاذ في ذلك الوقت وبقية الأسبوع، مما أدى إلى ارتفاع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنحو 2% خلال تداولات الجمعة 23 يوليو، على الرغم من استمرار ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19.

سارة راجو ميلر، مستشارة الاستثمار في شركة “ميراكل مايل أدفيسورز”، قالت إن هناك رغبة جامحة للمستثمرين نحو توظيف السيولة، الأمر الذي يعني خلق زخم لدفع الأسهم إلى الصعود.

في يوم الاثنين وحده، اشترى المستثمرون الأفراد ما قيمته 2.2 مليار دولار من الأسهم، مع قيام أكبر صندوق مؤشرات يقوم بتتبع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بتسجيل أعلى مستوى على الإطلاق من مشتريات المستثمرين الأفراد عند مستوى 482 مليون دولار، وفقًا لأبحاث شركة “فيندا ريسيرش”.

شهية لا حدود لها

أدت الشهية اللانهائية للأسهم إلى كسر صناديق مؤشرات الأسهم لمستوياتها التاريخية التي سجلتها في شهر أبريل، ولم تتباطأ وتيرة الصعود منذ ذلك الحين. في شهر يوليو الجاري، استحوذت المنتجات المالية بالفعل على أكثر من 15 مليار دولار، مما ساعد في تغذية التدفقات الإجمالية لصناديق الاستثمار المتداولة في البورصة لتحقق مستويات تاريخية منذ عام كامل، مع بقاء أكثر من خمسة أشهر على نهاية السنة.

لا يزال يوجد قدر كبير من الزخم والرغبة في استثمار الأموال والبحث عن بدائل لسوق السندات التي لا تزال غير جذابة نسبيًا، وأرصدة صناديق سوق النقد الخاصة بالأفراد تحتوي على تريليون دولار مقابل 643 مليار دولار في عام 2015، وفقًا لشركة “داتاتريك”، حيث يقدر المحللون أن هناك 400 مليار دولار في شكل نقد جاهز لـ “للشراء عند التراجع قصير الأجل” في انتظار الهبوط التالي. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك منصة “روبن هود” المفضلة لدى المستثمرين الأفراد 13 مليون حساب ممول أكثر مما كانت عليه قبل الجائحة.

عروض وفرص “روبن هود”

من جانبها، أعادت شركة “روبن هود” رسم ملامح الكيفية التي يقوم بها صغار المتداولين بشراء وبيع الأسهم؛ حيث تحاول الآن حثهم على الاستثمار في الشركات التي تطرح أسهمها للاكتتاب العام، بما في ذلك أسهم الشركة نفسها.

وعرضت الشركة التي روجت للتداول الحر قضيتها أمام كافة المستثمرين في عرض تقديمي مباشر السبت 24 يوليو. وعلى الرغم من أن هذا النوع من الفعاليات، و الذي يُطلق عليه اسم الحملة الترويجية، يقتصر عادةً على صناديق التحوط والمؤسسات الأخرى قبل الطرح العام الأولي، إلا أن شركة “روبن هود” اتخذت خطوة غير عادية بإتاحة عرضها ليشاهده أي شخص.

وتعد هذه هي أحدث طريقة تتحدى بها “روبن هود” التقاليد، بينما تتقدم نحو طرح أسهمها للاكتتاب العام لأول مرة بطريقة لا تشبه أية طريقة أخرى. وتحتفظ الشركة بما يصل إلى 35% من أسهمها للمتداولين عبر التطبيق الخاص بها، والذين يتعين عليهم عادةً انتظار تداول الأسهم في البورصة لشرائها، ومن المحتمل أن يكون ذلك بسعر أعلى من النطاق المستهدف الحالي البالغ 38 دولاراً، ليصل إلى 42 دولاراً. ومن المتوقع أن تبدأ الشركة التداول في بورصة ناسداك في 29 يوليو الجاري، وفي حال ارتفعت الأسهم، فسوف تُثري المتداولين وستترك انطباعات جيدة.

وختامًا، اضطرابات أسعار الأسهم في الفترة الحالية مرتبط عمومًا بتباطؤ وتيرة تعافي الاقتصادات العالمية مع معاودة حالات كورونا الارتفاع، والقلق من العودة لإغلاقات وإجراءات احترازية أكبر لاحتواء متحورات الجائحة، بالإضافة لتراجع سعر الفائدة الرئيسي في الولايات المتحدة، وعلى المدى المنظور فإن التضخم سيثير القلق، وربما في هذه الحالة سيكون الخوف هو المسيطر أكثر من الفرص في أسواق المال. لكن حتى هذه اللحظة الفرص أكبر، ما يعني شهية لا نهائية للمستثمرين مع تدفق السيولة إلى الأسواق.

ربما يعجبك أيضا