بشرى سارة.. دراسات جديدة تقلب الموازين بشأن لقاحات كورونا!

حسام السبكي

حسام السبكي

في ظل حالة الطوارئ العالمية، على كل المستويات إثر جائحة فيروس كورونا المستجد، الذي ضرب العالم أواخر العام 2019، منطلقًا من الصين، ليصيب نحو 222 دولة حول العالم، بعدد إصابات سجلت حتى كتابة سطور التقرير التالي 195 مليون و318 ألفًا و875 حالة، وراح ضحيته 4 ملايين و182 ألفًا و144 شخصًا، وبينما تعكف الدراسات في كل يوم تقريبًا، على كشف أسرار الفيروس الغامض، من أجل التوصل إلى أفضل النتائج بشأن العلاجات واللقاحات المتداولة، لكبح جماح التفشي الشرس للوباء، ومن ثم القضاء التام على هذا الكابوس.

في هذا السياق، توصلت دراسات جديدة إلى تجارب مفادها نجاح نظريات كانت مفروضة وخطيرة في السابق، حتى أثبتت نجاحها، والمتعلقة بخلط لقاحات كورونا، وتناول جرعات تطعيمية مختلطة من اللقاحات المتاحة، وهو ما أسفر عن نتائج إيجابية مذهلة، سنتناولها تفصيلًا في السطور التالية.

نجاح باهر

أظهرت دراسة أجريت في كوريا الجنوبية أن التطعيم المزدوج بجرعة من لقاح أسترازينيكا وجرعة من لقاح فايزر يرفع مستوى الأجسام المضادة لفيروس كورونا في الجسم ست مرات مقارنةً بجرعتين من أسترازينيكا فقط.

وشارك في الدراسة 499 من العاملين في الحقل الطبي، منهم 100 تلقوا الجرعات المزدوجة و200 تلقوا جرعتين من لقاح فايزر في حين تلقى الباقون جرعتين من لقاح أسترازينيكا.

وتكونت لدى الجميع الأجسام المضادة التي تمنع الفيروس من النفاذ إلى الخلايا واستنساخ نفسه.

وأظهرت الدراسة أن كميات الأجسام المضادة التي تكونت لدى المجموعة التي تلقت تطعيماً مزدوجاً تشابهت مع الكميات التي تكونت لدى المجموعة التي تلقت جرعتين من لقاح فايزر.

وكانت دراسة بريطانية أظهرت الشهر الماضي نتائج مماثلة.

وتؤيد هذه البيانات قرار عدة دول تقديم بدائل للقاح أسترازينيكا في الجرعة الثانية وذلك بعد ربط هذا اللقاح بحدوث جلطات دموية.

خلط اللقاحات

تتناقض الدراسات والأبحاث بشكل متواصل حول آثار وفاعلية خلط لقاحات فيروس كورونا، فبعد أن أكدت دراسة سابقة أن الخلط غير محبذ وله آثار جانبية، كشفت دراسة جديدة في مايو الماضي، أن خلط بعض أنواع اللقاحات له نتائج إيجابية وفعّالة جدا، وآمنة أيضا.

فقد أعلن باحثون طبيون أن دراسة إسبانية بشأن مزج اللقاحات المضادة لمرض كوفيد-19 خلصت إلى أن إعطاء جرعة من لقاح فايزر للأشخاص الذين تلقوا بالفعل جرعة واحدة من لقاح أسترا زينيكا آمن جداً وفعال.

كما وجدت الدراسة التي أجراها معهد كارلوس الثالث للصحة المدعوم من الدولة أن الاستجابة المناعية للأشخاص الذين تلقوا جرعة فايزر يزيد بما يتراوح بين 30 و40 مرة عن المجموعة التي تلقت جرعة أسترازينيكا فقط.

إلى ذلك، قال الباحثون إنه تم رصد القليل من الآثار الجانبية الخطيرة بين المشاركين في الدراسة وعددهم 600، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.

وكانت دراسة بريطانية كشفت سابقا أن هناك آثاراً جانبية، بعد تناول جرعة من لقاح فايزر/بيونتك متبوعةً بجرعة من أوكسفورد/أسترازينكا، أو تناول جرعة من لقاح أكسفورد/أسترازينكا متبوعةً بجرعة من فايزر/بيونتك.

كما أوضحت الدراسة حينها، أن الأعراض الجانبية كانت مؤقتة مثل الصداع والإرهاق والقشعريرة، مشيرة إلى أنه لم يكن هناك مخاوف تتعلق بالسلامة.

تجارب مميزة

في وقت لا يزال الفيروس المستجد ومتحوراته يشغلون العالم أجمع، وجدت دراسة بريطانية يوم الجمعة الماضية أن الفترة الفاصلة الأطول بين جرعتي لقاح كوفيد-19 الذي تنتجه شركة فايزر تؤدي إلى

زيادة المستويات الكلية للأجسام المضادة مقارنة بالفجوة الأقصر، لكن هناك انخفاض حاد في مستويات الأجسام المضادة بعد الجرعة الأولى.

وقد تساعد هذه الدراسة في توجيه استراتيجيات التطعيم ضد السلالة المتحورة “دلتا” التي تقلل من فعالية الجرعة الأولى من لقاح كوفيد-19 على الرغم من أن الجرعتين لا تزالان وقائيتين، وفق رويترز.

من جهتهم قال القائمون على الدراسة التي تشرف عليها جامعة أكسفورد إنه “بالنسبة للفترة الفاصلة الأطول بين الجرعتين تم تحفيز مستويات الأجسام المضادة المثبطة ضد السلالة المتحورة دلتا بشكل رديء بعد جرعة واحدة ولم يتم الحفاظ عليها خلال الفترة التي تسبق الجرعة الثانية“.

كما أضافوا أنه “بعد جرعتين من اللقاح، كانت مستويات الأجسام المضادة المثبطة أعلى مرتين بعد الفترة الفاصلة الأطول مقارنة بالفترة الأقصر بين الجرعتين“.

ويُعتقد أن الأجسام المضادة المثبطة تلعب دوراً مهماً في المناعة ضد فيروس كورونا ولكن ليس بشكل كلي حيث تلعب الخلايا التائية دوراً أيضاً.

إلى ذلك وجدت الدراسة أن مستويات الخلايا التائية الكلية كانت أقل بمعدل 1.6 مرة مع الفترة الفاصلة الطويلة مقارنة مع جدول الجرعات ذي الفترات الفاصلة القصيرة من 3 إلى 4 أسابيع، غير أن نسبة الخلايا التائية “المساعدة” التي تدعم الذاكرة المناعية على المدى الطويل كانت أعلى مع الفترة الفاصلة الطويلة.

وأكد معدو الدراسة أن أي جدول زمني للجرعتين يسفر عن استجابة قوية فيما يتعلق بالأجسام المضادة والخلايا التائية في الدراسة التي شملت 503 من العاملين في مجال الرعاية الصحية.

وتدعم هذه النتائج التي تم إعلانها قبل موعد النشر، الرأي القائل إنه في حين أن هناك حاجة لجرعة ثانية لتوفير حماية كاملة ضد السلالة المتحورة دلتا، فإن تأخير تلك الجرعة قد يوفر مناعة أكثر استدامة حتى لو كان ذلك على حساب الحماية على المدى القصير.

من جانبها صرحت الرئيس المشارك لفريق التحقق من الدراسة، سوزانا دوناتشي، للصحافيين: “أعتقد أن الأسبوع الثامن هو الموعد المناسب تقريباً“.

يذكر أنه في ديسمبر الماضي، مددت بريطانيا الفترة الفاصلة بين جرعتي اللقاح إلى 12 أسبوعاً بالرغم من أن شركة فايزر حذرت من عدم وجود دليل يدعم زيادة الفترة الفاصلة عن ثلاثة أسابيع.

وتوصي بريطانيا حالياً بفترة فاصلة مدتها 8 أسابيع بين جرعتي اللقاح لمنح المزيد من الناس حماية عالية ضد السلالة المتحورة دلتا بسرعة أكبر مع الاستمرار في زيادة الاستجابة المناعية على المدى الطويل.

ربما يعجبك أيضا