أزمة «فاروشا».. «أردوغان» يقود الأزمة القبرصية إلى حل الدولتين!

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

تم تقسيم قبرص منذ عام 1974 عندما غزتها تركيا، واحتلت الثلث الشمالي للجزيرة، وكانت جميع الجولات المتكررة من محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة قد باءت بالفشل ولم تحقق الحل المرجو.

وجمهورية قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي مقسمة منذ اجتياح تركيا للشطر الشمالي من الجزيرة عام 1974، ردا على انقلاب مدعوم من المجموعة العسكرية الحاكمة آنذاك في اليونان، وهي تبسط سلطتها على ثلثي الجزيرة جنوبا، فيما تحتل تركيا الجزء الشمالي منها.

ويعارض القبارصة اليونانيون بشدة احتفاظ تركيا بأي وجود عسكري في الجزيرة أو منحها حق التدخل العسكري حماية لمصالح القبارصة الأتراك.

أزمة فاروشا

جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الحديث عن أزمة انقسام الجزيرة القبرصية، بحديثه عن إعادة فتح “فاروشا”، مدينة الأشباح الواقعة في شرق قبرص، والتي هجرها سكّانها الأصليون القبارصة اليونانيون منذ قرابة نصف قرن، ويريد القبارصة الأتراك اليوم بدعم من أنقرة إعادة فتحها تحت إدارتهم.

وقد زار أردوغان شمال قبرص التركية، ورافقه رئيس البرلمان مصطفى شينتوب، وثمانية وزراء، و 22 عضوًا من مجلس صنع القرار المركزي والمجلس التنفيذي لحزب العدالة والتنمية، وخمسة من قدامى المحاربين بالإضافة إلى عدد كبير من مسؤولي الرئاسة ومعهم الجنرال  يشار جولر، رئيس الأركان العامة، وقادة القوات ضمن الوفد الرسمي. ومن بين الضيوف الآخرين رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي بالإضافة إلى ممثلين عن احزاب موالية مثل  حزب اليسار الديمقراطي وحزب السعادة وحزب الرفاهية الجديد.

حل الدولتين

يبدو أن أردوغان يستعجل جني ثمار الوجود في قبرص التركية ومنطقة شرق المتوسط، أو ربما يريد ممارسة الضغط على حكومة اليونان؛ فقد ألمح أردوغان إلى حل الدولتين بدلا من حل توحيد أجزاء الجزيرة عبر المفاوضات؛ فقد قال أردوغان إن تركيا تفضل الحوار والحل السلمي، بدلاً من التوترات، في شرق البحر المتوسط ​​وقبرص، لكنه أعرب عن تصميمه “على عدم خسارة 50 عامًا أخرى”. وبذلك، كرر أن هناك شعبين ودولتين في قبرص – وأن النموذج الفيدرالي لن ينجح، وأنه يطمح إلى حل الدولتين.

وفي خطابه أمام المشرعين القبارصة الأتراك، أكد أردوغان أن المشكلة الأساسية في الجزيرة تتعلق بحقيقة أن القبارصة اليونانيين يعتبرون أنفسهم المالكين الشرعيين لقبرص – في حين أنهم يعتبرون القبارصة الأتراك أقلية.

كما أعلن أردوغان أن تركيا ستبني مجمعًا رئاسيًا جديدًا وبرلمانًا وحديقة وطنية في جمهورية شمال قبرص التركية. وستكون هذه المباني بمثابة رمز لدعم تركيا للقبارصة الأتراك كضامن لهم. وهو ما يعني تجهيز البنية التحتية لإعلان قيام جمهورية قبرص الشمالية.

الرد على أردوغان كان مباشرًا ومن الاتحاد الأوروبي حسث قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إن الحكومات الأوروبية لن تقبل أبدًا حل الدولتين الذي أيدته تركيا في الأشهر الأخيرة. بينما أردوغان يرى أن هذا الموقف لا يخدم أي غرض سوى خلق مأزق في قبرص.

ولكي يدرك أردوغان حجم المأزق، فقد قرر الاتحاد الأوروبي واليونان والقبارصة اليونانيين تعليق محادثات العضوية مع تركيا.

ربما يعجبك أيضا