مصر وجنوب السودان.. علاقات التعاون تنتقل إلى آفاق أوسع

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – تشهد العلاقات بين مصر وجنوب السودان خلال الفترة الماضية تقاربا كبيرا على كافة المستويات خصوصا “السياسية والاقتصادية والصحية والزراعية” منها، كللت مؤخرا بعقد اجتماعات الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بين البلدين، للوصول بآفات التعاون إلى مرحلة أكبر، والتأكيد على أهمية التعاون الثنائي بين الجانبين.

“شراكة استراتيجية”

رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، ونائب رئيس جمعورية السودان الدكتور جيمس واني إيجا، ترأسا مساء أمس الإثنين؛ الجلسة الافتتاحية للدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بين البلدين، بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين في مختلف القطاعات في كلا البلدين.

وأشار رئيس الوزراء في بيان عبر صفحة مجلس الوزراء، إلى توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحكومة المصرية ببذل كل الجهد لتنمية وتطوير علاقات التعاون بين مصر وكافة الدول الأفريقية الشقيقة، منوهاً إلى أن ذلك يأتي انطلاقاً من اهتمام مصر الراسخ وموقفها الداعم للتنمية والرخاء في كافة ربوع قارتنا العريقة.

وأضاف مدبولي أنه سيتم من خلال اللجنة العليا المشتركة، سيتم تنسيق رؤية شاملة ومتطورة لعلاقات تعاون مستدام في كافة المجالات، والبناء على ما سبق من تعاون في عدة مجالات متميزة، بعد تقييم نتائج ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية، فضلاً عن النظر في الفرص والآفاق المتاحة للتعاون في مجالات أخرى.

وأكد رئيس الوزراء على اهتمام مصر بالارتقاء بالعلاقات المصرية الجنوب سودانية لمستوى الشراكة الاستراتيجية القائمة على أساس تحقيق المنفعة المشتركة للبلدين، وتحقيق رؤيتنا حول الشراكة التنموية الشاملة والتكامل الاقتصادي بين دول حوض النيل، وحرص مصر على مواصلة تقديم الدعم للأشقاء في جنوب السودان، في مجالات الري والصحة والتعليم والإعلام، بالتوازي مع إطلاق عملية للتكامل الاقتصادي في مجالات مثل الاستثمار والتبادل التجاري والطاقة والبنية التحتية والزراعة والبترول وغيرها.

وأشار مدبولي إلى أن الحكومة المصرية تعي أن جنوب السودان في مرحلة البناء، ومن ثم نحن مستعدون للمساهمة في تنفيذ مشروعات بناء الدولة، لاسيما في مجالات البنية التحتية، والطرق والكهرباء والمياه وغيرها من مشروعات تلبي احتياجات وطموحات الاشقاء في دولة جنوب السودان، مشددا على أهمية وضع آليات لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه من مقررات وتوصيات ووثائق سيتم التوقيع عليها في ختام أعمال هذه اللجنة، وعلى أهمية الاجتماع بشكل دوري لإزالة كافة معوقات تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

“دعوة للاستثمار”

وأعرب جيمس واني إيجا عن شعوره بالفخر لكونه أحد الخريجين من الجامعات المصرية، ويتقلد اليوم منصب نائب رئيس جمهورية جنوب السودان، مشيرا إلى أنه يأمل أن يستمر التعاون في هذا الصدد بلا توقف، قائلا: “نحن ممتنون كثيرا للحكومة والشعب المصري لقيامهم بتقديم المساعدات الإنسانية لمواطني بلدنا، كما أن جنوب السودان تعرض خلال الفترة الأخيرة لثلاث أزمات تمثلت في الفيضانات، واجتياح الجراد، فضلا عن جائحة كورونا”.

وأشار المسؤول الجنوب سوداني، إلى أن الأولوية الأولى لجنوب السودان تتركز على إنتاج الغذاء، داعياالمستثمرين المصريين في المجال الزراعي إلى التعاون مع بلده من خلال ضخ استثمارات في هذا القطاع واستغلال هذه الأراضي، فضلاً عن ترحيب بلاده بالتعاون فى مجالات البترول والتعدين، من خلال ضخ استثمارات مصرية في أي من هذه المجالات المختلفة لتعظيم الاستفادة من تلك الثروات المتنوعة.

وأوضح أنه جار التخطيط لعقد مؤتمر دولي للاستثمار في جوبا، مؤكداً أن مصر من أوائل الدول التي سيقدم لها الدعوة لحضور هذا المؤتمر، مؤكدا أهمية دعم وتعزيز أطر التعاون ونقل الخبرات المصرية في مجال السياحة، وذلك من خلال تنفيذ برامج التدريب المشتركة، بما يسهم في الارتقاء بمجال السياحة في جنوب السودان وتعظيم الاستفادة من المقومات الموجودة لديها.

“مجالات التعاون”

واستعرض نائب رئيس جنوب السودان خلال الاجتماع فرص التعاون مع مصر لا سيما في مجالات الزراعة، والتعليم، والصحة، وبناء القدرات، والسياحة، والغاز والنفط والبنية التحية، وغيرها.

من جانبهم، استعرض الوزراء المصريون مجالات التعاون المختلفة مع الجانب الجنوب سوداني، ونتائج المباحثات التي تمت بين المسئولين خلال الفترة الماضية، حيث أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، استمرار تقديم الدعم للأشقاء في جنوب السودان، والتأكيد على مساندة مطالب جنوب السودان برفع العقوبات الدولية المفروضة عليه، لدعم عملية السلام، معربا عن تطلعه لأن تشكل أعمال اللجنة المشتركة دفعة قوية للعلاقات التاريخية بين الجانبين.

فيما استعرض وزير الري المصري محمد عبد العاطي، مشروعات التعاون مع جنوب السودان، مؤكداً انفتاح مصر علي التعاون في كافة المجالات ذات الصلة بهذا المجال، وتناول

وتناول وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار، برامج التعاون القائم مع جنوب السودان، والتي تتنوع ما بين ٣٠٠ منحة دراسية للمرحلة ما قبل الجامعية، و١٠٠ منحة للدراسات العليا، فضلاً عن منح دعم يصل إلى 90% من المصاريف الدراسية للطلاب الدارسين على نفقتهم الخاصة، منوها بأنه تم الانتهاء من تجهيز فرع جامعة الإسكندرية بجنوب السودان استعداداً لتشغيله مع العام الدراسي المقبل.

من جانبهم، دعا وزراء جنوب السودان مصر لمواصلة دعمها، والاستفادة من فرص الاستثمار الواعدة في جنوب السودان، كما طالبوا الحكومة المصرية بتوفير مزيد من برامج بناء القدرات لتأهيل الكوادر في جنوب السودان بما يمكنها من الإنتاج والتصنيع.

ربما يعجبك أيضا