إثيوبيا على صفيح ساخن.. والمعارك تمتد إلى مناطق العفر والأمهرة

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

اختلط الحابل بالنابل في إثيوبيا، الدولة الإثيوبية باتت اليوم تتعرض للتشرذم والتفتت، والصراع المسلح توسع من إقليم تيغراي إلى الأقاليم المحيطة به، بل قد يمتد قريبا إلى إرتريا نفسها.

التيغراي بداوا التقدم داخل إقاليم العفر والأمهرا، رغم ان العفر وقفوا على الحياد في حرب آبي أحمد علي وجيشه الفيدرالي على إقليم التيغراي، بل أعلن قيادات العفر أنهم ضد ما يجري للتيغراي من مذابح، أما اليوم فالعفر أعلنوا أنهم سيدافعون عن أنفسهم، حيث أكد قادتهم أن شعب العفر شعب مسالم ومتسامح لكنه لا يقبل الظلم أو الاعتداء، ولهذا تدور معارك طاحنة في الإقليم.

والسلطنة العفرية تحدّها من الشمال إريتريا، ومن الجنوب الصومال الغربي، ومن الشرق جيبوتي، ومن الغرب أجزاء من إقليم أوروميا، ويقدر عدد سكانها ب3 ملايين نسمة جميعهم من المسلمين، وتتمدد جغرافيتها السياسية لتشمل جيبوتي وأجزاء من أريتريا وجميع هذه المناطق ذات ولاء نفسي لسلطانها في إثيوبيا.

خطأ استراتيجي فادح

نحن إذا أمام خطأ استراتيجي فادح ارتكبته جبهة تحرير تيغراي لكن قد يعتبره بعض إعلامي التيغراي حنكة عسكرية واستنزاف للجيش الفيدرالي،  مليشيا التغراي تقدمت قواتها داخل إقليم العفر (المسلمين)، وهجومها على الأبرياء وقتلهم.

 الجيشان الإثيوبي والإرتري ترتكبا جرائم حرب بحق التيغراي وقتل منهم 70 ألفا في جرائم نكراء وثقتها الأمم المتحدة، لكن الجبهة بدلا من أن تنفذ تهديداتها وتتوجه لأديس أبابا أو أسمرا، توجهت لقتال العفر الذين وقفوا على الحياد في الحرب ين التيغراي، وتدور تلك المعارك في وقت تتقدم فيه قوات التيغراي داخل عمق إقليم الأمهرة، الذين ردد زعيمهم بأنهم سيقضون على التيغراي ولن يسمح لهم بمزيد من التقدم في عمق إقليم التيغراي، كما دعا زعيم إقليم أمهرة الإثيوبي جميع السكان الذين بحوزتهم سلاح إلى التعبئة ضد المتمردين من إقليم تيغراي المجاور.

لكل فعل رد فعل

وبعدما غدرت مليشيا التيغراي بالمدنيين في مدينة يلو بإقليم العفر حيث تم تصفية العشرات من العفر، أما في مدينة كالوان، فقد استولت تلك المليشيات على المدينة وقتلت 100 شرطي من العفر، قاتلوا ببسالة حتى اللحظة الأخيرة.

54وقد هرب 100 ألف مدني  من الإقليم، مع تزايد المخاوف من أن ثمة أزمة إنسانية تلوح في الأفق.

قوات العفر المسلحة أو جيش إقليم العفر في إثيوبيا (إقليم العفر يمتد داخل الأراضي الإرترية والجيبوتية) تتصدى منذ أيام لمليشيا “جبهة تحرير تيغراي” التي قتلت العشرات من المدنيين العفر الأبرياء، وقد استشهد العشرات من العفر الذي وقفوا أصلا على الحياد في الصراع في تيغراي بين قوات آبي أحمد علي ومليشيات جبهة تحرير تغراي.

القوات الخاصة في جيش إقليم العفر دمروا أرتالا لمليشيات جبهة تحرير تغراي وأسروا العشرات منهم، أما الجيش الإثيوبي فينسب تلك الانتصارات لنفسه.

بدوره حشد الجيش الجيبوتي المناصر للعفر قواته ومدرعاته وأسلحته الثقيلة على الحدود مع إقليم العفر الإثيوبي استعدادا للتدخل إذا خرجت الأمور عن السيطرة، خصوصا أن جبهة تحرير تغراي تقدم في داخل الإقليم.

مبررات التيغراي

جبهة تحرير التيغراي بررت تقدمها داخل أراضي العفر بأنها تريد قطع الطرق والسكة الحديد مع جيبوتي لأنها تمثل شريان حياة حكومة أديس أبابا.

ويقولون كذلك: “نحن لا نهاجم العفر إنما نهاجم قوات آبي أحمد المتمركزة هناك، ونسعى لخنق نظام أديس أبابا اقتصاديا، الأورومو دخلوا على خط المواجهة وقالوا: “لن نسمح للتغراي بدخول إقليمنا وأديس أبابا ضمن أرضنا”.

ربما يعجبك أيضا