«لا تفاوض حول ما هو خارج الاتفاق النووي».. عدم اليقين يكتنف محادثات فيينا!

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

رغم توقف المحادثات النووية لحين تسلم الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، مقاليد السلطة؛ يصر المرشد الأعلى، علي خامنئي، على السياسة التي وضعها من قبل، لاستئناف هذه المحادثات؛ وهي لا تفاوض حول ما هو خارج الموضوع النووي.

كذلك، يصر خامنئي على ألا تعتمد الحكومة الإيرانية المقبلة على مسألة الاتفاق النووي في حل القضايا الاقتصادية، وهو ما يعزز فكرة خروج إيران من الاتفاق النووي، أو تعليقه إذا لم تجد ما يضمن مصالحها وطموحاتها من هذا الاتفاق. فقد قال خامنئي، إنه لا ينبغي مطلقًا التعويل على الغرب ومماشاته بشأن البرامج الداخلية، مضيفا: لقد ثبت في ظل هذه الحكومة (حكومة روحاني)، أن الاعتماد على الغرب لايؤدي إلى نتيجة، وأن الغربيين لن يمدوا يد العون، بل سيوجهون ضربتهم إلى أي مكان يستطيعون، وإن لم يضربوا فمعنى ذلك أنهم غير قادرين.

وفي حين عقدت 6 جولات من المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي في حكومة حسن روحاني وتم تسليم الجولة السابعة للرئيس المقبل، قال خامنئي عن المحادثات: “في هذه المفاوضات، تمسك الأمريكيون بحزم بموقفهم العنيد ولم يخطوا خطوة واحدة إلى الأمام”.

لا تفاوض حول البرنامج الصاروخي

دعت واشنطن وقوى إقليمية إلى إدراج البرنامج الصاروخي الإيراني وتدخل طهران في المنطقة، في محادثات فيينا النووية.

ومع ذلك، رفضت طهران حتى الآن أي مفاوضات تتجاوز الاتفاق الأولي الذي تم التوصل إليه قبل 6 سنوات.

وأكد خامنئي في خطابه: “من خلال إدراج هذه الجملة، فإنهم يريدون تقديم ذريعة لتدخلاتهم اللاحقة بشأن مبدأ الاتفاق النووي والقضايا الصاروخية والإقليمية، وإذا رفضت إيران مناقشتها، سيقولون إنكم انتهكتم الاتفاق ولم يعد هناك اتفاق”.

وهو ما يعني أن المرشد الأعلى يرفض بشكل قاطع ربط البرنامج الصاروخي بالملف النووي.

وقد كشف كاظم غريب آبادي، ممثل إيران لدى المنظمات الدولية التي تتخذ من فيينا مقرًا لها، عن تفاصيل جديدة للمحادثات التي جرت في العاصمة النمساوية، قائلًا إن الولايات المتحدة رفضت رفع العقوبات عن أكثر من 500 فرد وكيان، والأمر التنفيذي لإدارة ترامب بشأن حظر الأسلحة على إيران.

وفي مقابلة مع الموقع الرسمي لمكتب المرشد علي خامنئي، KHAMENEI.IR ، قال آبادي إن واشنطن جعلت شطب الحرس الثوري من قائمة الجماعات الإرهابية مشروطًا بإدراج بند حول الأمن الإقليمي والمحادثات الصاروخية.

وشدد المسؤول الإيراني على أن الأمريكيين “ربطوا التفاهم الكامل بقبول المحادثات المستقبلية بشأن القضايا الإقليمية”، قائلًا إنهم “جعلوا رفع بعض العقوبات وشطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الجماعات الارهابية مشروطًا بشكل مباشر بقبول هذا البند”.

وأوضح أنه خلال محادثات فيينا، رفضت الولايات المتحدة “رفع العقوبات عن أكثر من 500 فرد وكيان”، مشيرا إلى أن هؤلاء الأفراد خضعوا للعقوبات لـ”أسباب غير نووية”.

وأقر ضمنيًا أن حكومة بايدن، في محادثات فيينا، رفضت قبول رفع العقوبات عن الأفراد والكيانات، التي خضعت لعقوبات من قبل إدارة ترامب فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في إيران ودعم النظام الإيراني للإرهاب.

كما أشار غريب آبادي إلى أن المفاوضين الأمريكيين في فيينا رفضوا “قبول رفع قانون عقوبات كوستاريكا”. (تم تمرير قانون كوستاريكا خلال رئاسة دونالد ترامب من قبل الكونجرس الأمريكي ومجلس الشيوخ ضد إيران وروسيا وكوريا الشمالية، حتى تتمكن الولايات المتحدة من مواجهة الأفعال الخطيرة لهذه الدول الثلاث، من خلال فرض العقوبات).

ووصف غريب آبادي رفض إدارة بايدن رفع العقوبات المتعلقة بدعم الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان في إيران بأنه “مؤشر على تصميم الإدارة الأمريكية الجديدة على استخدام الأوراق التي أنشأتها الإدارة السابقة ومتابعة سياسة الضغط الأقصى ضد إيران”.

لا اتفاق شامل

نقل موقع أكسيوس (Axios) عن مسؤول أمريكي بارز قوله إن واشنطن تأمل ألا تعتقد الحكومة الإيرانية الجديدة أنها ستحصل على أكثر مما حصلت عليه سابقتها بشأن الاتفاق النووي، لأن موقفها أكثر صرامة.

وأضاف المسؤول الأمريكي أن موقف بلاده بشأن الاتفاق النووي لن يتغير، وأنه لن يكون بمقدور الإيرانيين إعادة صياغة الاتفاق النووي من جديد.

ومن جانب طهران، قال المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي، إن الحكومة أحيطت علماً بـ«التكهنات» حول احتمال انهيار الاتفاق النووي، وتغيير استراتيجية واشنطن في مفاوضات فيينا، بعد تولي الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي الذي يبدأ مهامه الأسبوع المقبل.

وقال ربيعي في المؤتمر الأسبوعي ما قبل الأخير، إن الحكومة اطلعت على «تكهنات» إعلامية عن توجه أميركي للدخول في مفاوضات أكثر شمولاً مع الحكومة الإيرانية الجديدة. ونوه: «لا ننوي أن نأخذ مواقف جدية، حتى يقع هذا الخطأ الكبير».

وصرح ربيعي للصحافيين: «بشكل عام، اتضح على مر السنين أن أي مستوى من العقوبات ضد إيران، محكوم عليه بالفشل».

وأضاف: «أي عقوبات جديدة لا يمكن أن تحقق نتيجة تتخطى تكرار الهزائم السابقة»، وخاطب الحكومة الأمريكية بقوله «نأمل أن تكون الولايات المتحدة قد تعلمت الدروس جيداً من الحكومة السابقة، ولا تسقط في فخ التفسيرات والانطباعات الخاطئة والهدامة».

وتسود حالة عدم اليقين التي تكتنف موعد عودة طهران للمحادثات غير المباشرة في فيينا، وما إذا كان رئيسي يرغب في استئناف المحادثات من حيث انتهت يوم 20 يونيو/حزيران أو المطالبة ببداية جديدة.

وأشار ربيعي إلى أن طهران «متمسكة» بعودة جميع الأطراف إلى التزاماتهم المنصوص عليها في الاتفاق النووي «دون نقص»، وقال «لا نعتزم التفاوض على أي قضايا أخرى»، وزاد: «طالما أن الولايات المتحدة وأعضاء مجموعة (5 + 1) الآخرين لم يفوا بجميع التزاماتهم في الاتفاق، فمن غير المجدي التحدث أو حتى التفكير في مفاوضات تتجاوز الاتفاق (الحالي)».

ربما يعجبك أيضا