لوقف جموح أردوغان.. دعوات لفرض عقوبات أوروبية وأمريكية على تركيا

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

ألمح الاتحاد الأوروبي، إلى أنه قد يلجأ إلى فرض عقوبات ضد تركيا بسبب خطط للمضي قدمًا في إعادة فتح منتجع فاروشا الواقع بشمال قبرص، والذي ظل مغلقًا ومهجورًا إلى حد كبير منذ نزاع تقسيم قبرص إلى شطرين، وأدت خطط إعادة فتح بلدة فاروشا إلى إثارة غضب الجالية اليونانية في الجزيرة.

وأثارت تحركات الرئيس التركي، رجب أردوغان، رد فعل سلبي من القبارصة الأتراك، حيث قاطع حزبان معارضان الجلسة البرلمانية التي حضرها أردوغان، كما حذر أكينجي من أن سياسات أردوغان “التي أدانتها جميع المنظمات الدولية والدول” ستؤدي إلى عزل القبارصة الأتراك، وتسود توقعات بأن لا يحترم أردوغان القانون الدولي والرأي العام العالمي أو إرادة القبارصة الأتراك في رسم مسار عمله المستقبلي.

وفي سياق متصل، دعا “معهد الدفاع عن الديمقراطية” الأمريكي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات منسقة تستهدف مقاولي البناء الأتراك، وذلك على خلفية زيارة الرئيس التركي رجب أردوغان “الاستفزازية” لشمال قبرص والخطوات التي اتخذها هناك.

في الآونة الأخيرة، نتج عن تدخل حكومة أردوغان العدائي في انتخابات جمهورية شمال قبرص التركية، العام الماضي، والذي تضمن تهديدات بالقتل ضد الرئيس السابق مصطفى أكينجي وعائلته، انتصارًا بفارق ضئيل للمنافس المتشدد الموالي لأردوغان، إرسين تتار، ومنذ ذلك الحين، كثف أردوغان وتتار جهودهما لفرض نظرة أردوغان على المجتمع القبرصي التركي المعروف بأسلوب حياته الخاص.

نظرة أوروبية

وذكر بيان مشترك صادر عن مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ودول الاتحاد الأوروبي أن وزراء الاتحاد الأوروبي سينظرون في الخطوات التي يجب اتخاذها في اجتماعهم المقبل، وذلك في ضوء دعوة التكتل الأوروبي إلى أنقرة في وقت سابق من هذا العام بالامتناع عن أي استفزاز جديد أو مواجهة إجراءات عقابية، كما أصدر مجلس الأمن، في 23 يوليو الجاري، إدانة بالإجماع لـ”أردوغان” وتتار لإعلانهما إعادة فتح بلدة فاروشا، داعيًا إلى “التراجع الفوري عن مسار العمل هذا”.

وقالت جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تعترف بها سوى تركيا في الأسبوع الماضي، إنها ستمضي قدمًا في خطة لفتح المنطقة التي ظلت مغلقة في الغالب منذ صراع عام 1974 الذي قسم الجزيرة إلى شمال متحالف مع تركيا وجنوب يميل إلى اليونان.

ومضى شمال قبرص قدمًا في خطط لفتح منطقة المنتجع التي ظلت مغلقة في الغالب منذ نزاع نشب في عام 1974 إدى إلى تقسيم الجزيرة إلى شطرين، مما أثار مخاوف من إمكانية قيام الحكومة هناك بزعزعة استقرار هدوء يشوبه التوتر.

ولم يتم احتلال المنطقة المتنازع عليها، وهي بلدة فاروشا في فاماجوستا، منذ اندلاع النزاع، مما تركها في منطقة عسكرية محظور دخولها.

جموح تركي

وخلال زيارة استغرقت يومين إلى شمال قبرص، منذ أيام، صعد أردوغان التوترات في شرق البحر المتوسط من خلال التهديد بالاستيلاء على أراض بشكل غير مباشر في الجزيرة المقسمة، مما أثار إدانات من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي.

وبحسب تقرير “معهد الدفاع عن الديمقراطية”، يعتبر “استفزاز أردوغان” الأخير “جزءًا من جهوده المستمرة لزعزعة استقرار المنطقة وتقويض الشراكات التي تدعمها الولايات المتحدة”.

وفي 19 يوليو الجاري، وصل الرئيس التركي وشريكه في الائتلاف القومي دولت بهجلي إلى شمال نيقوسيا، وخلال الزيارة، أعلن أردوغان أن “حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل الصراع” القبرصي عاكسًا المواقف القبرصية التركية، والتي تهدف إلى التخلص من خمسة عقود من المفاوضات الرامية إلى إعادة توحيد الجزيرة كدولة فيدرالية”.

كما اتخذ الرئيس التركي خطوات أخرى لإعادة فتح أقسام من بلدة فاروشا الساحلية المهجورة “لتقديم الغنائم لعملائه في قطاع البناء في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تدعو إلى تسليم المدينة إلى إدارة الأمم المتحدة بحيث يمكن للمقيمين السابقين بها العودة إلى منازلهم”، بحسب تقرير “معهد الدفاع عن الديمقراطية”.

ربما يعجبك أيضا