فتح الطريق الساحلي.. هل يفضي لخروج المرتزقة من ليبيا؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

بعد طول انتظار، أعلنت اللجنة العسكرية المشتركة في ليبيا افتتاح الطريق الساحلي في خطوة لاقت ترحيبا من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة وكذلك من قائد الجيش المشير خليفة حفتر. اللجنة العسكرية المشتركة أعلنت أيضا البدء بخطوات لإخراج المرتزقة من البلاد، وهو أحد أهم الملفات التي تنتظر جهدا فعليا وملموسا على الأرض، فهل يسهم فتح الطرق الساحلي بتذليل العقبات الأخرى خاصة فيما يتعلق بخروج المرتزقة؟ وما أهمية الخطوة الآن؟

تطور إيجابي

E7iNZpCXEAIrXqT

من المؤكد أن فتح الطريق الساحلي يعد تطورا مهما وإيجابيا كونه من مؤشرات تراجع النزاع ومن ناحية تسهيل الانتقال للمواطنين بين مدن الشرق والغرب، وانتقال البضائع، كما أنه ضروري لدعم الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في كانون الأول (ديسمبر) المقبل.

يمتد الطريق الساحلي على كامل الواجهة البحرية لليبيا، ويبلغ طوله 1800 كيلومتر، ويربط بين الحدود مع مصر في أقصى الشرق والحدود مع تونس غربا، ويمر عبر مدن الساحل الليبي الكبرى، وهي طبرق وبنغازي وسرت ومصراته وطرابلس.

أغلق الطريق في يناير عام 2020 خلال هجوم حفتر على مدينة سرت، وهو ما اضطر المدنيون إلى استخدام الطرق الصحراوية الوعرة. وفي ديسمبر 2020 بدأت المباحثات من أجل إعادة فتح الطريق الساحلي تنفيذا لاتفاق جنيف لوقف إطلاق النار وشكلت فرق هندسية لنزع الألغام التي تم زراعتها على الطريق .

في يونيو من العام الجاري أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الدبيبة من جانب واحد فتح الطريق من جهة مصراته والتي كانت تسيطر عليها القوات التابعة للحكومة . لكن اللجنة العسكرية المشتركة أعلنت تأجيل فتح الطريق بسبب الأشغال والتأكد من خلوها تماما من الألغام ومخلفات الحرب ليستكمل في يوليو فتح الجزء الذي كانت تسيطر عليه قوات حفتر ويمتد من غرب سرت باتجاه مدينة مصراتة.

حفتر يرحب

من جهته، رحب قائد الجيش، المشير خليفة حفتر، بفتح الطريق الساحلي، مؤكدا الحرص الدائم للجيش على أن يظل مسار السلام العادل هو الخيار الاستراتيجي لمعالجة كل القضايا العالقة.

وأضاف حفتر في كلمة وجهها إلى الشعب الليبي أن السلام الذي يعنيه “هو الذي يضمن لليبيين سلامتهم فوق أرضهم ويفتح لهم مجالات التقدم إلى الأمام ويرفع عنهم المعاناة ويحقق لهم الرفاهية والرخاء”.

فتح الطريق الساحلي أثلج كذلك صدور الليبيين وأعطى إشارة بأن ما يتحقق بالحوار والتفاوض نتائجه أفضل بكثير من نتائج الحروب والمعارك، ربما تدرك ذلك الأطراف السياسية الفاعلة من أجل الوصول لحلول واتفاقات تساهم في الاستقرار وإجراء الانتخابات في موعدها.

خروج المرتزقة

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بدوره، أشاد بالخطوة واصفا إياها بأنها “تطور مهم طال انتظاره للشعب الليبي”، فيما أكد السفير الأمريكي في ليبيا على ضرورة تضافر الجهود لخروج القوات الأجنبية وإعادة توحيد المؤسسات.

وقالت السفارة الأمريكية في ليبيا: إن السفير ريتشارد نورلاند أكد في اتصال هاتفي مع أحد القياديين القبليين الليبيين على الحاجة إلى تضافر الجهود لضمان رحيل القوات الأجنبية وإعادة توحيد المؤسسات.

وهو ما شدد عليه حفتر بالقول: «بلوغ السلام العادل الشامل الذي يطمح إليه الليبيون ونعمل من أجله بكل صدق وأمانة، لن يتحقق ما لم تغادر جميع القوات الأجنبية والمرتزقة الأراضي الليبية، مغادرة غير مشروطة، عاجلا وليس آجلا».

خطوة دعمتها باريس، لكنها فرنسا شددت على ضرورة التنفيذ الفوري والشروع في انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة وتسريح الجماعات المسلحة حتى تستعيد ليبيا سيادتها الكاملة.

ربما يعجبك أيضا