التعافي يتدفق بأسواق النفط.. لكن الأسعار القياسية غير مستدامة!

كتب – حسام عيد

أداء إيجابي لأسعار خامات النفط خلال شهر يوليو 2021، وبهذا تسجل الأسعار الارتفاع الرابع على التوالي شهريًا في ظل تنامي الطلب العالمي بوتيرة أسرع من العرض مع تراجع إمدادات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم.

كما تلقت أسعار الخام أيضًا خلال الشهر الماضي دعمًا من توقعات بأن تخفف اللقاحات من وقع زيادة جديدة في إصابات فيروس كورونا بالعالم، إلى جانب الاستقرار النسبي بعد التوصل لاتفاق بشأن سياسة الإنتاج لتحالف “أوبك+” حتى نهاية 2022.

مكاسب قياسية

خلال الشهر الماضي ارتفع سعر العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر بنحو 2.3% فوق مستوى 76 دولارًا ليغلق عند 76.33 دولار للبرميل، ويعتبر هذا الارتفاع الرابع على التوالي والسابع من بين 8 أشهر سابقة، وبذلك قفز سعر خام برنت 24.51 دولار تعادل 47.9% خلال السبعة أشهر الأولى من العام الحالي.

فيما حقق سعر عقود الخام الأمريكي مكاسب شهرية في يوليو بنسبة 1.6% مقتربًا من مستوى 74 دولارًا مسجلًا 73.95 دولار للبرميل.

وكانت أسعار النفط زادت بأكثر من 45% في النصف الأول من العام الحالي وهو أفضل أداء نصف سنوي خلال 12 عامًا، تحديدًا منذ 2009؛ إذ أدى طرح اللقاح في الاقتصادات الرئيسة مثل الولايات المتحدة إلى تسريع الانتعاش من الوباء وأيضًا مع توجه دول العالم إلى رفع القيود تدريجيًا عن السفر مع وضع ضوابط وإجراءات احترازية ما عزز استهلاك الوقود، فيما سجل الخامان زيادة في الربع الثاني من 2021 بلغت 21.3 و25.2% على التوالي.

أبرز المؤثرات

في الأسبوع الأخير من يوليو 2021، كشف بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تراجع مخزونات النفط للولايات المتحدة بـ4.1 مليون برميل يوميًا، لتتجاوز توقعات الخبراء تراجعاً بنحو 2.6 مليون برميل، وهو أدنى مستوى سجلته مخزونات الخام الأمريكية منذ يناير 2020، وهذا ما دعم أسعار النفط مع نهاية تداولات الأسبوع الأخير لشهر يوليو. ويعكس هذا السحب القوي من مخزونات النفط الأمريكية النمو القوي للطلب على الخام.

وكان صندوق النقد الدولي قد أبقى على توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي عند 6% في 2021، وهو النمو الأقوى منذ عقود على الرغم من الانتشار الواسع لمتحور فيروس كورونا “دلتا” في أكثر من 132 دولة حول العالم.

لكن التوقعات على انتعاش الطلب العالمي على النفط خلال الفترة المقبلة خفضت نوعًا ما المخاوف فيما يخص المتحورات وتوقعات الطلب التي ستكون في حدود 6 ملايين برميل خلال النصف الثاني من العام الجاري.

اتفاق “أوبك +”

خلال الفترة الماضية، كان اتفاق “أوبك +” هو المؤثر الأكبر على أسعار النفط بشأن سياسة الإنتاج، والذي ينص على زيادة الإنتاج تدريجيًا بمقدار 400 ألف برميل يوميًا وذلك بدءًا من أغسطس الجاري.

كما نص على تمديد اتفاقية إنتاج النفط حتى 31 ديسمبر 2022، وأيضًا زيادة خط الأساس لإنتاج أوبك من 43.9 مليون برميل يوميًا إلى مستويات الـ45.5 مليون برميل يوميًا.

التوقعات بشأن الأسعار

بالنسبة للتوقعات على مستوى الانتعاش الاقتصادي الذي سجلته بعض اقتصادات الدول خلال الربع الثاني من العام الجاري والذي جاء أعلى من التوقعات نوعًا ما، فمن المرجح استمرار النمو بوتيرة أقوى من المتوقعة خلال الفترة المقبلة وتحديدًا في الاقتصادات المتقدمة مع استمرار برامج التلقيح ضد “كوفيد-19”.

ولكن فيما يتعلق بأسعار النفط، فتوقعت وكالة “رويترز” في استطلاع لها، تداول أسعار النفط حتى نهاية 2021 عند مستويات الـ68.8 دولار للبرميل، وذلك بدعم من تعافي الاقتصاد العالمي، وتباطؤ عودة الإمدادات الإيرانية وعدم التوصل إلى اتفاق بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.

بحسب “رويترز”، فإن مستويات الـ80 دولارًا للبرميل غير مستدامة خلال هذه الفترة بسبب العودة المحتملة للإنتاج الأمريكي، حيث تراجعت أعداد حفارات النفط في الولايات المتحدة إلى 385 منصة في الأسبوع الأخير من يوليو، وهو مؤشر مبكر للإنتاج المستقبلي، بعد صعودها أربعة أسابيع متتالية، وذلك بالإضافة إلى ارتفاع إنتاج “أوبك +”.

ربما يعجبك أيضا