جريمة ثأرية تشعل توتراً طائفياً في لبنان وقتلى من حزب الله

مي فارس

رؤية

بيروت – توتر الوضع الأمني في شكل كبير بعد ظهر اليوم في منطقة خلدة، في المدخل الجنوبي لمدينة بيروت، على خلفية إطلاق نار كثيف وقذائف “أر بي جي” خلال تشييع شاب قضى في جريمة ثأرية. وسقط بعد ظهر اليوم 4 ضحايا قالت معلومات إنهم من “حزب الله”.
 
وفرض الجيش طوقاً أمنياً في المنطقة بعد عملية القتل الثأرية مساء أمس التي أودت بحياة شبلي، الذي يعتبر مناصراً ل”حزب الله” على يد أفراد من من عرب خلدة.

وذكر مصدر في “حزب الله” لوكالة “رويترز” أنّ “ثلاثة أشخاص سقطوا في مكمن استهدف معزّين في خلدة”، فيما سقطت الضحية الرابعة خلال عمليات قنص على أوتوستراد خلدة.
 
وأطلق سكان خلدة والدوحة نداءً عاجلاً للجيش بـ”تكثيف التواجد على الأرض وضبط الوضع” وسط حالة من الرعب والتوتّر الشديدين، ودفع الجيش بتعزيزات إلى المنطقة وسط حال من التوتر.

كذلك، أشار مصادر مطلعة إلى أنّ “تيار المستقبل” يجري اتصالات للتهدئة ووقف التصعيد في خلدة، وتحدّثت مصادره “عن ضرورة التزام الجانبين في موازاة تعزيز وجود الجيش على الأرض”.
 
كذلك، تابع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي أحداث خلدة وأجرى اتصالاً بقائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي أكّد أنّ “الجيش سيعزز تواجده في المنطقة لضبط الوضع”.

ودعا ميقاتي أبناء المنطقة إلى “الوعي وضبط النفس حقناً للدماء وعدم الانجرار إلى الفتنة والاقتتال الذي لا طائل منه”.

وكان رجل من “عرب خلدة”، وهم من السُّنة، أطلق النار مباشرةً نحو شبلي في حفل زفاف بالجية مساء أمس. وعُلِم أنّ مطلق النار هو أحمد، شقيق الفتى حسن غصن الذي قضى في إشكال بخلدة العام الماضي.
 
وفي وقت سابق اليوم، علقت “عشائر العرب” على مقتل شبلي بأنّه “من العادات والتقاليد الأخذ بالثائر إذا لم تتمّ مصالحة بين المتخاصمين”، موضحةً أنّ “ما حصل بمقتل علي الشبلي ليس إلّا أخذ بثأر والقاتل شقيق المقتول حسن غصن”.
 
وأضافت في بيان: “نتمنى على ذوي المقتول علي شبلي اعتبار القتل عينا بعين ولا يتجاوز ذلك وأنّنا جميعاً نحرص على الحفاظ على السلم الأهلي وحق الجوار والمشاركة الوطنية”، معتبرةً “الحادثة ثأرية لا أكثر وتضع في يد القضاء اللبناني إلى أن يأمر الله بأمره”.

كما شدّدت العشائر إلى أنّها “ترجو ألّا يجرّها الأمر إلى فتنة لا تحمد عقباها”، لافتةً إلى أنّ “يدها بيد كل من يريد صلحاً وخير للوطن والأمة”.
 
من جانبه، أكّد “حزب الله” تعليقاُ على مقتل الشاب علي شبلي في منطقة الجية، و”الذي قضى بفعل منطق التفلت والعصبية البعيدين عن منطق الدين والدولة، رفضنا المطلق لكلّ أنواع القتل والاستباحة للحرمات والكرامات”.
 
وأهاب “حزب الله” في بيان “بالأجهزة الأمنية والقضائية التصدي الحازم لمحاسبة الجناة والمشاركين معهم، إضافة إلى ملاحقة المحرضين الذين أدمنوا النفخ في أبواق الفتنة واشتهروا بقطع الطرقات وإهانة المواطنين”.
 
 “عرب خلدة” من هم؟

ويُعدّ سكان منطقة خلدة الواقعة جنوب العاصمة بيروت من “العرب”، ويطلق عليهم “عرب خلدة” لتمييزهم عن عرب بقية المناطق اللبنانية. وكانت ملكيّة معظم أراضي هذه المنطقة تعود إلى العرب من فخذ النوافلة من آل نوفل التابعين للزريقات. وقد تفرّع من هذا الفخذ عائلات من آل ضاهر وعسكر وشاهين وغصن. وحصل بعض هؤلاء على الهويات اللبنانية في إحصاء عام 1932، في حين شمل التجنيس آخرين في عهد رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري، في عام 1994. وهؤلاء يفتخرون بأن أرقام سجلات نفوسهم تتراوح من واحد إلى سبعة، ما يؤكد أصالة انتمائهم إلى المنطقة.

ربما يعجبك أيضا