جحيم مستعر ونيران ملتهبة.. دول المتوسط تشتعل وتركيا تعلنها مناطق منكوبة

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان  

جحيم مستعر ونيران ملتهبة، تلتهم الأخضر واليابس في الغابات وصولا إلى المناطق السكنية، فيما يكافح رجال الإطفاء النيران لليوم الخامس على التوالي حيث وصلت إلى المنتجعات الساحلية. هكذا يبدو حال المشهد في تركيا وسط جهود ومساع من السلطات التركية للسيطرة على الحرائق، وإخمادها.

مشهد لم يمر دون سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، حيث قتل 8 أشخاص، ناهيك عن الأضرار والخسائر البالغة في المباني السكنية والخسائر الفادحة في الثروتين الزراعية والحيوانية، ما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإعلان عن أن المناطق التي طالتها الحرائق في ولايات أضنة والعثمانية وأنطاليا وموغلا ومرسين، هي مناطق منكوبة.

وكان وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة قد أكد أن شخصين لقيا حتفهما يوم الأحد في بلدة ماناوجات جنوب البلاد، وأن عشرة آخرين يتلقون العلاج في المستشفيات.

ثلاث طائرات وثمان وثلاثون مروحية، بالإضافة إلى تسع مروحيات دون طيار وستمائة وثمانين مضخة، فضلا عن عشرة آلاف وخمسمائة وخمسين من رجال الإطفاء، هي الطواقم العاملة في إخماد الحرائق التي لم يتبين أسبابها حتى الآن، وسط اتهامات بافتعالها وهو ما يثبته اعتقال متهمين بالوقوف وراء اندلاعها في ظل غضب شعبي واتهامات من المعارضة التركية بضعف التعامل في السيطرة عليها.

سيطرة، أوضح أردوغان أنها باتت وشيكة بعد إخماد سبعة وخمسين حريقا من أصل واحد وسبعين.

https://www.youtube.com/watch?v=tiVaMC_TjgM

من جانبه، صرح وزير الزراعة وشؤون الغابات بكر باكدميرلي بأن بعض الحرائق التي تسببت في اشتعالها الحرارة الشديدة والرياح لا تزال مستعرة في ماناوغات ومرمريس وبلدة ميلاس مما دفع السلطات لإخلاء بعض المناطق السكنية والفنادق.

وفي منتجع بودروم الشهير، تم إجلاء مجموعة من السياح والعاملين في فنادق باستخدام الزوارق بعد أن انتشرت ألسنة اللهب وملأ الدخان سماء المنطقة، قبل السيطرة على الحريق صباح اليوم.

وتم إجلاء آلاف الأشخاص عن منازلهم منذ يوم الأربعاء، وشاركت فرق دعم من روسيا وأوكرانيا وإيران وأذربيجان في إخماد النيران بالتعاون مع الفرق المحلية ومتطوعين.

من جانبه،  هاجم زعيم المعارضة في تركيا ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو، اليوم الأحد، تعامل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الحرائق التي أتت على مناطق واسعة من تركيا، وخلفت 8 قتلى على الأقل، وأضراراً مادية هائلة.

وقال أوغلو موجهاً حديثه لأردوغان: “ليتك اشتريت طائرات إطفاء بدل الطائرات الخاصة”. بحسب روسيا اليوم.

وأضاف “أردوغان اشترى 13 طائرة خاصة، كان يمكن أن يشتري طائرة واحدة لنفسه، و12 طائرة إطفاء أخرى لإخماد الحرائق”، وفق موقع “زمان” التركي.

مع ارتفاع درجات الحرارة، استمرار للحرائق في تركيا ودول عالمية وعربية أخرى، وهو ما تظهره بيانات المديرية العامة للغابات التركية حول تضرر أحد عشرة ألف هكتار عام 2019، وحوالي 21 ألف هكتار خلال عام 2020، لكن حرائق هذا العام كارثة ستكون لها انعكاسات على مناح عدة في البلاد.

واجتاحت حرائق غابات ضخمة خلال الأيام الماضية مساحات شاسعة في عدد من البلدان المطلة على المتوسط مخلفة قتلى وجرحى ونازحين، وخسائر مادية فادحة.

وفي اليونان المجاورة، قالت السلطات إن رجال الإطفاء يحاولون السيطرة على حريق اندلع في الغابات في غرب البلاد ودمر عددا من المنازل وتسبب في إصابة 15 شخصا بمشاكل في التنفس نقلوا إلى المستشفى للعلاج.

وارتفعت درجات الحرارة في البلاد في الأيام الماضية ومن المتوقع أن تبلغ 44 درجة مئوية يومي الاثنين والثلاثاء.

وفي لبنان اندلع حريق ضخم الأربعاء في أحراج منطقة عكار أقصى شمالي البلاد، ما دفع السلطات للاستعانة بقبرص في إخماد النيران.

وذكر وسائل الإعلام اللبنانية أن متطوعا قتل بينما كان يسهم في إخماد الحرائق.

وامتدت حرائق لبنان إلى الأراضي السورية باتجاه أطراف قرية أكوم في منطقة القصير بريف حمص الجنوبي الغربي بالكامل.

وفي إيطاليا، سارع رجال الإطفاء في جزيرة صقلية لإخماد عشرات الحرائق التي أججها ارتفاع درجات الحرارة، ما دفع حاكم المنطقة إلى طلب المساعدة من روما. وأجلت السلطات في الجزيرة قرابة 150 شخصا كانوا محاصرين في منطقتين ساحليتين بمدينة كاتانيا في وقت متأخر من مساء الجمعة عن طريق البحر بواسطة زوارق مطاطية.

وفي إسبانيا، التي طاولها في منتصف يوليو حريق في محمية طبيعية على الساحل الكاتالوني بالقرب من الحدود الفرنسية الإسبانية، كان رجال الإطفاء يكافحون في نهاية الأسبوع حريقا بالقرب من خزان سان خوان على بعد حوالى سبعين كيلومترا شرق مدريد.

ربما يعجبك أيضا