قيس سعيد يعطي أولوية للمسألة الاقتصادية

مراسلو رؤية

رؤية – كريم بن صالح

تونس – يهتم الرئيس التونسي قيس سعيد بالمسألة الاقتصادية والتي تعتبر أولوية قصوى بالنسبة للتونسيين الذين عانوا من تفشي الفساد فترة حكم الإسلام السياسي وحلفائه.

ويسعى الرئيس التونسي لإيجاد دعم اقتصادي من الدول الصديقة والشقيقة لتونس حيث يعتبر أن التغيير السياسي الأخير فرصة للحصول على دعم كان مقطوعا بسبب تصدر الإسلاميين للمشهد وإدخال البلاد في لعبة المحاور.

وعرفت تونس خلال فترة حكم التيار الإسلامي انهيارات اقتصادية ومالية كبيرة حيث ارتفع العجز المالي والدين العام بصفة كبيرة بسبب تفشي فيروس كورونا.

وأجرت حكومة هشام المشيشي التي تم حلها مفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض يمكنها من تجاوز العجز المالي لكن يبدو أن الحكومة لا تحظى بثقة لدى الدوائر المالية والاقتصادية العالمية بسبب اتهامها بالتواطؤ مع الفساد وبعض اللوبيات.

تخفيض الأسعار ومواجهة الاحتكار

ويشدد الرئيس التونسي في خطته على تخفيض أسعار المواد الأساسية قائلا بان المضاربة والاحتكار تسببتا في تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي للطبقات الفقرية.

وعمدت أجهزة الدولة إلى ملاحقة المحتكرين واللوبيات المتحالفة مع حركة النهضة ما أدى إلى تواجد بعض المواد المدعمة التي كانت غائبة في السوق على غرار الزيت النباتي المدعم.

كما طرح الرئيس التونسي على البنوك تخفيض أسعار الفائدة مشيرا إلى أن هذه الإجراءات مطلوبة للمساعدة في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية في تونس.

واستقبل الرئيس التونسي الأحد محافظ البنك المركزي مروان العباسي حيث شدد على أن أصدقاء تونس سيعملون على دعم البلاد للحفاظ على التوازنات المالية.

وبالتوازي مع محاولات الرئيس التونسي إحداث إصلاحات اقتصادية عاجلة عمد عدد من الباعة والتجار إلى مبادرات شخصية لتخفيض أسعار بعض المواد دعما للرئيس وتضامنا مع الإجراءات التي اتخذها يوم 25 يوليو الماضي.

ويحمل الشعب التونسي حركة النهضة والطبقة السياسي مسؤولية تفشي الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار وانهيار العملة.

مكافحة الفساد ضروري لإصلاح الاقتصاد

ويشدد الرئيس التونسي في تصريحاته الإعلامية وخطبه ولقاءاته السياسية على ضرورة مكافحة الفساد حيث يعتبر أن البلاد تحولت إلى ساحة للفاسدين لإهدار موارد الدولة.

وتقول النائبة عن التيار الديمقراطي المعارض سامية عبو: إن الرئيس يقود حملة للتصدي للفساد الذي تغلغل إبان حكم الإسلام السياسي حيث اعتبرت أن هنالك تحالفا ضمنيا بين لوبيات الفساد والإسلاميين.

وكان الرئيس التونسي قد رفض تعديلا حكوميا قام به رئيس الحكومة المقال هشام المشيشي بسبب اتهامه للوزراء المعينين بالفساد.

ويؤكد قيس سعيد أن الفاسدين يعمدون إلى عرقلة جهود الإصلاح التي ينوي القيام بها لكنه شدد على مواجهة خططهم بقوة القانون وعبر أجهزة الدولة.

وتمكنت السلطات التونسية من إعادة نقل مادة الفسفاط من بعض المدن الداخلية بعد قطع السكك الحديدة من قبل بعض المتورطين في الفساد ومن بينهم احد نواب البرلمان المجمد الذي دعا الدولة إلى استخدام شاحناته لنقل الفسفاط مقابل مبالغ ضخمة فيما عرف بانه شكل مخز لإهدار المال العام.

كما اجتمع سعيد مع ممثلين عن اتحاد الأعراف واتحاد الشغل ومنظمات حقوقية حيث عرض صلحا جزائيا مع رجال أعمال “فاسدين” مقابل إطلاق مشاريع في المناطق الفقيرة.

وبالتالي يرى الرئيس التونسي أن تحسين الوضع الاقتصادي سيعطي شحنة أمل للشعب التونسي بأن التغيير في مختلف المجالات ممكن وأن ما عرف بالعشرية السوداء لحكم الإسلام السياسي وحركة النهضة إلى زوال.

ربما يعجبك أيضا