«العصا أو اللقاح».. مظاهرات في أوروبا ضد إلزامية التطعيم

هدى اسماعيل
احتجاجات في أوروبا

هدى إسماعيل

يظن البعض أن حالة فقدان الثقة في الأطباء والحكومات، والتي تستند إليها حملات مناهضة اللقاحات، ظاهرة حديثة، لكن جذور هذه الحركة ترجع إلى أكثر من قرن.

ففي أواخر القرن التاسع عشر، خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع احتجاجا على فرض لقاحات ضد مرض الجدري، وقوبلت هذه الاحتجاجات باعتقالات وغرامات وأحكام بالسجن.

وحمل المحتجون لافتات تدعو لرفض اللقاحات كونها “لعنة تحل بالأمة”، وتقول إن “السجن أفضل من طفل مسموم”، وأُحرقت نسخ من القوانين التي تُلزم باللقاحات في الشوارع. وهذه الحملة الشعواء كانت تستهدف طبيبا يُقال إنه وراء برنامج الوقاية من الجدري.

فعلى الرغم من القلق الذي تثيره متحورة دلتا ، نزل عشرات الآلاف من معارضي القيود الصحية  في بعض الدول الأوروبية للشوارع مجددا وسط تزايد الإصابات بفيروس كورونا في المناطق السياحية خصوصا ، رافضين الإجبار على تلقي اللقاح.

اختراق الشرطة الألمانية

تحدّى مئات المحتجين المناهضين لتدابير الإغلاق من أنصار حركة “كويردنكر” الألمانية مساء أمس الأحد، أمرا للمحكمة بحظر التظاهر ونظمّوا تجمّعات في برلين تخللتها صدامات مع الشرطة.

وأفادت الشرطة أن بعض المحتجين “ضايقوا وهاجموا” عناصر الأمن في منطقة شارلوتنبرغ غرب العاصمة وتجاوزوا الحواجز.

وقالت شرطة برلين -على تويتر- “حاولوا اختراق سلسلة للشرطة وجرّ زملائنا. أدى ذلك إلى استخدام المواد المسيلة والهراوات والعنف الجسدي”.

الدكتاتورية الطبية

تظاهر آلاف الفرنسيين في أنحاء البلاد، احتجاجا على إلزام العاملين في مجال الرعاية الصحية على الخضوع للتطعيم بلقاحات مضادة لكوفيدـ19، معربين عن رفضهم للشهادة الصحية التي ستكون مطلوبة لدخول المطاعم وأماكن أخرى.

وفي العاصمة باريس، جذبت مسيرة قادها سياسي يميني متطرف مناهض لحملة التطعيم ضد كوفيدـ19 حشدا كبيرا، تملك بهم الغضب إزاء القواعد الجديدة التي أقرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون .

وحمل المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات تندد “بالدكتاتورية الطبية” وبماكرون، ونظمت إلى جانب ذلك مظاهرات في سترازبورغ شرق فرنسا وفي ليل في الشمال ومونبلييه في الجنوب ومناطق أخرى.

وقد أمر ماكرون جميع لعاملين في مجال الرعاية الصحية، بتلقي التطعيم المضاد لكوفيد بحلول منتصف شهر أيلول/سبتمبر، وأعلن أن الشهادات الصحية الخاصة بكوفيدـ19 ستكون مطلوبة في جميع المطاعم والحانات والمستشفيات ومراكز التسوق والقطارات والطائرات.

وفي الوقت ذاته قالت وزيرة العمل الفرنسية، إليزابيث بورن، إن أي موظف يرفض تقديم شهادة تثبت تلقيه اللقاح معرض للطرد.

وتأتي تصريحات الوزيرة بعدما أقر البرلمان الفرنسي تشريعاً جديداً يمكن صاحب العمل من طرد أي موظف يرفض الحصول على التطعيم ضد كورونا.

وقالت بورن في لقاء تلفزيوني مع قناة “RMC”: “يجب ألا ندع الناس يعتقدون أنه لا يمكن الاستغناء عن الموظفين” ، حيث حذرت من أن تسريح العمال سيكون “نادرا” لكن لا يمكن استبعاده إذا لم يمتثل الموظفون لالتزام التطعيم بعد 30 أغسطس.

إجراءات تأديبية

وفي اليونان لجأت الشرطة إلى قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين احتشدوا وسط العاصمة أثينا.

واحتج المتظاهرون على حملات تطعيم إلزامية ضد كوفيد-19 تدشنها الحكومة اليونانية.

ونظّم ما يربو على أربعة آلاف شخص مسيرة خارج مبنى البرلمان احتجاجا على حملات تطعيم إلزامية لقطاعات من العاملين، ولا سيما في مجال الرعاية الصحية والتمريض.

اليوم الإثنين ذكرت صحيفة يونانية أنه من المقرر أن يواجه المعلمون الذين يرفضون الحصول على لقاح كورونا، خفضا في رواتبهم وإجراءات تأديبية أخرى.

وأفادت صحيفة “إيكاتيميريني” اليونانية، بأن الإجراءات المقرر تنفيذها تأتي بموجب قرار وزاري مشترك قيد الإعداد حاليا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر القول إن اللوائح الجديدة التي تقوم وزارة التعليم اليونانية بوضعها حاليا لضمان عام دراسي آمن يبدأ في أيلول/سبتمبر المقبل في المدارس والجامعات، ستشمل جميع الإداريين والمعلمين، الذين يعملون بصورة دائمة أو المؤقتين.

وقد يتم بموجب تلك اللوائح وقف الموظفين الدائمين في قطاع التعليم عن العمل، بدون الحصول على أجر، حتى يحصلوا على اللقاح، بينما سيتم تعليق عقود الموظفين المؤقتين، وذلك إلى جانب إجراء خفض الرواتب أيضا.

اللقاح أو السجن

«أنت تختار.. اللقاح أو السجن» إذا رفضت، فسأحقنك بإيفرمكتين المخصص للخنازير”، كانت هذه بعض تهديدات الرئيس دوتيرتي لمواطني الفلبين الرافضين لتلقي لقاح كورونا. فمن بين 110 ملايين نسمة تلقى اللقاح حوالي مليوني شخص فقط.

بدافع الإحباط من بطء وتيرة التطعيمات المضادة لكوفيد-19 في بلاده، هدد الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي من يرفضون تلقي اللقاح بالسجن أو حقنهم بدواء “إيفرمكتين”، المضاد للطفيليات، والذي يُستخدم على نطاق واسع لعلاج الحيوانات.

وأشير في السابق إلى إيفرمكتين على أنه علاج بديل لكوفيد-19، لكن الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا ومنظمة الصحة العالمية أوصت بعدم استخدامه.

وقال دوتيرتي في كلمة نقلها التلفزيون، بعد ورود تقارير عن انخفاض الإقبال في عدد من مواقع التطعيم في العاصمة مانيلا “أنت تختار.. اللقاح أو السجن”.

وأضاف “توجه إلى التطعيم مادمت أنك هنا وأنك إنسان ويمكنك حمل الفيروس. وإلا فسأطلب من جميع المسؤولين في القرى إحصاء عدد من يرفضون التطعيم. لأنك إذا رفضت، فسأحقنك بإيفرمكتين المخصص للخنازير”.

وقال الرئيس “لا تفهموني خطأ، هناك أزمة في هذا البلد… أنا منزعج فحسب من عدم استجابة الفلبينيين للحكومة”.

أستراليا استيقظي

منذ أيام شهدت سيدني الأسترالية صدامات بين عناصر في الشرطة الخيالة ومتظاهرين رشقوهم بزجاجات وأوانٍ، إثر فرض الحجر المنزلي لشهر على سكان المدينة البالغ عددهم 5 ملايين نسمة.

كما نزل الآلاف إلى شوارع ملبورن عقب أن تجمعوا بعد الظهر أمام برلمان مقاطعة فيكتوريا، بحسب وسائل الإعلام المحلية.

وخالف المتظاهرون -وغالبيتهم بدون كمامات- تدابير حظر التنقل غير الضروري وحظر التجمعات العامة، غداة إعلان السلطات احتمال إبقاء القيود حتى أكتوبر المقبل.

ورُفعت لافتات كتب عليها “أستراليا استيقظي”، وهو شعار مماثل لشعارات رفعت في مظاهرات مماثلة في العالم.

وقال ديفيد اليوت -وزير الشرطة في نيو ساوث ويلز- لوسائل الإعلام بعد المظاهرة إن “ما رأيناه اليوم في سيدني هو مع الأسف شيء شاهدناه في مدن أخرى ورفضناه”.

وأضاف “واضح أن سيدني ليست محصنة ضد الأغبياء”، متوقعا أن يؤدي التجمع إلى ارتفاع في الإصابات، وحض المشاركين على الخضوع لاختبارات لكشف الإصابة وعزل أنفسهم.

ربما يعجبك أيضا