«لست حقل تجارب».. احتجاجات في فرنسا رفضًا للشهادة الصحية

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

تلجأ الحكومات الأوروبية، التي تواجه ارتفاعًا في عدد الإصابات بفيروس كورونا، إلى طرق عديدة لزيادة معدلات التطعيم، وسط انخفاض في وتيرة التطعيمات في معظم أنحاء القارة.

تبنت فرنسا نهجًا متشددًا، حيث تطلب من العاملين الصحيين الحصول على لقاح كورونا أو إيقافهم دون أجر، كما يجب على كل شخص آخر إظهار «جواز سفر صحي» للتأكيد على تلقيه اللقاح أو اختباره أو تعافيه من الفيروس قبل أن يتمكن من دخول حانة أو مطعم.

احتجاجات في فرنسا

في نهاية الأسبوع الماضي، خرج 160 ألف شخص إلى الشوارع في جميع أنحاء فرنسا ضد برنامج التطعيم ضد فيروس كورونا والقيود التي تلوح في الأفق على أولئك الذين لا يتلقون اللقاحات.

في الوقت نفسه، أرسل الرئيس إيمانويل ماكرون، على بعد 16000 كيلومتر في بولينيزيا الفرنسية، تغريدة تهنئة، وقال إنه تم الوصول تلقى 40 مليون مواطن فرنسي لقاحًا واحدًا على الأقلضد كورونا، قبل شهر من الموعد المحدد.

يمثل هذا حوالي 60 بالمائة من السكان الفرنسيين، وقد حددت الحكومة الآن هدفًا بتلقيح 50 مليون شخص بحلول نهاية شهر أغسطس.

ومع ذلك، فإن حركة مناهضة التطعيم في فرنسا تنمو بسرعة أيضًا، حيث عاد، أمس الأحد، أكثر من 200 ألف شخص إلى الشوارع، وشاركوا في 184 تجمعًا في جميع أنحاء فرنسا، على الرغم من سوء الأحوال الجوية بشكل غير معتاد، وفقًا لوزارة الداخلية الفرنسية.

وفي عشرات المدن الأخرى سارت مواكب متفرقة في الشوارع في أجواء صاخبة، في باريس ومرسيليا وليون، وهتف المشاركون في غالبية المسيرات بكلمة «حرية» فضلا عن شعارات مناهضة للرئيس ووسائل الاعلام مع لافتات تطالب إيمانويل ماكرون بالرحيل او تتحدث عن إرهاب صحي.

وتضم هذه التعبئة المناهضة للإجراءات الحكومية متظاهرين معارضين للشهادة الصحية وللقاحات والإغلاق.

وأظهرت نتائج استطلاع للرأي، أن أربعة من كل عشرة فرنسيين يدعمون التظاهرات المعارضة للشهادة الصحية.

في ساحة الباستيل، تواجه مئات الأشخاص مع القوى الأمنية، وردت الأخيرة على تعرضها لمقذوفات بإطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه وعمدت إلى توقيف بعض الأشخاص.

وقبل ذلك تواجه مقدم الموكب من حيث كانت تطلق أحيانا مفرقعات، بانتظام مع عناصر الشرطة الذين كانوا يحاولون احتواء التظاهرة ضمن المسار المتفق عليه.

وأعلنت وزارة الداخلية توقيف 19 شخصا بينهم عشرة في باريس، فيما أصيب ثلاثة عناصر من القوى الأمنية في باريس.

ونشر أكثر من ثلاثة آلاف شرطي لمواكبة المسيرة، بعد أسبوع على اجتياح متظاهرين لجادة الشانزليزيه التي سدت المنافذ المؤدية لها السبت.

«لقحوني ضد الفاشية»

وفي رين غرب البلاد، استقطبت التظاهرة 2900 شخص، ما يشكل زيادة في التعبئة مقارنة بالسبت الماضي (2200 شخص)، بحسب ما صرحت به مديرية الأمن، لوكالة فرانس برس.

وكتب على اللافتات التي رفعت في أجواء صاخبة «لقحوني ضد الفاشية والرأسمالية» و«وسائل إعلام كاذبة! نريد الحقيقة».

في الجنوب الشرقي، أحصت السلطات أكثر من 20 ألف شخص لا سيما في مدينتي مونبيلييه (8500) ونيس (6500)، وكتب على إحدى اللافتات «الرئيس والنواب وأعضاء مجلس الشيوخ والعلماء والصحافيون جميعهم جبناء» وعلى أخرى «لست حقل تجارب».

في مدينة ليل،، سار أكثر من ألفي شخص بينهم العديد من «السترات الصفر» وهم يهتفون «الحرية، الحرية» أو «لا نريد الشهادة الصحية ولا الشهادة القسرية».

والأحد الماضي، أقر البرلمان الفرنسي بشكل نهائي الشهادة الصحية التي تفرض إبراز شهادة تطعيم كامل ضد فيروس كورونا أو فحص سلبي حديث العهد.

وتشهد البلاد حاليًا تفشيا للوباء (أكثر من 24300 حالة جديدة الجمعة) خصوصا في المناطق السياحية جراء المتحورة دلتا الشديدة العدوى، حيث تسبب فيروس كورونا بوفاة 111855 شخصًا في فرنسا منذ بداية تفشي الوباء.

ووسع نطاق الشهادة الصحية المعمول بها في الأماكن الثقافية والترفيهية منذ 21 يوليو، لتشمل المقاهي والمعارض والمطاعم والقطارات اعتبارا من 9 أغسطس.

وأظهرت دراسة نشرت الجمعة، أن الأشخاص غير الملقحين ضد فيروس كورونا يمثلون نحو 85% من المرضى في المستشفيات في فرنسا، بما في ذلك في العناية المركزة، و78% من الوفيات ناجمة عن الفيروس، وبات أكثر من 50% من سكان فرنسا هذا الاسبوع ملقحين بالكامل.

شعبية ماكرون

وسط تلك الاحتجاجات، ضد الإجراءات تطعيم كورونا، قالت صحيفة لو دوفينية ليبر الفرنسية، إن الفترة الأخيرة نال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ثقة الكثير من المواطنين.

وقالت الصحيفة الفرنسية وفقاً لاستطلاع للرأي، أن أكثر من النصف (54%) ينظرون بإيجابية إلى سجل إيمانويل ماكرون، موضحة أن هناك تغيرًا في الرأي منذ الشهر الماضي.

وحسب تقديرات الاستطلاع، في أوائل مايو الماضي، وافق 36% فقط من الذين شملهم الاستطلاع على سياسة رئيس الدولة الصحية، و46% في أوائل يونيو الجاري، ويتخطى الرضاء الذي ظهر في شهر يونيو أي انقسامات سياسية، فإن غالبية هؤلاء من الحزب الاشتراكي وLR (58%) ، منهم ما يقرب من نصف مؤيدي حزب فرنسا المتمردة (49%) و من حزب أوروبا الخضر (47%) راضون نوعًا ما.

وأشارت إلى أنه أبرز القرارات التي أعادت شعبيته اجتيازه الأزمة الصحية، ورفع الإغلاق الذي تم فرضه أكثر من مرة لفترات كبيرة، وفتح المطاعم والمسارح، كما تمثل خطوة التطعيم لأعداد كبيرة للغاية من الفرنسيين ضربة صائبة ومبرحة لحماية الفرنسيين من ناحية وساعدت في زيادة التعاطف معه وارتفاع شعبيته.

ربما يعجبك أيضا